اكتب اسمك فى تعليق على فيس بوك، «فإذا ظهر بالأسود فأنت مراقب، وإذا بالأحمر أنت مراقب فعلا، وإذا أى لون تبقى مراقب جدا وإذا لم يظهر أنت مراقب عادة».
هذه غالبًا نسخة من نصائح متداولة على «فيس بوك» تظهر كل فترة ضمن موضة يزعم من يقيمها أنها تكشف ما إذا كان المستخدم مراقبا أم لا، بل أن مارك زوكربيرج ذكر مثل هذه الطريقة فى معرض شهادته أمام الكونجرس قبل شهور. ومع هذا لم يثبت أن هذه الطرق حقيقية، حتى لو كانت من بين نصائح زوكربيرج، فقد كان رئيس فيس بوك يتحدث فى استجواب عن اختراق حسابات المستخدمين، على خلفية اتهامات بنشر أخبار مضللة، والتأثير فى الانتخابات الأمريكية ومنح شركة الأبحاث «كامبريدج أناليتيكا» بيانات 87 مليون مستخدم. وبالتالى فالقضية الأساسية أن الطابع التجارى يجعل بيانات المستخدمين فى أيادٍ كثيرة.
فى الواقع فإن أحدا لا يمكنه الهروب من المراقبة أو الإفلات من أن تكون معلوماته متاحة ومعروضة على «فيس بوك، وهى المعلومات والصور والتحركات التى يقدمها المستخدم بنفسه، ويتيحها للفريندز، وهؤلاء يتيحونها «لفريندز آخرين». وبالتالى فإن الخصوصية تسقط اختيارا، بما يعرضه الواحد على صفحته.
أما الاختراق الأمنى والقرصنة وغيرها فهى عملية تظل غير واضحة الأبعاد والمعالم. وهناك الكثير من الأعين تتابع المستخدم وتعرف مزاجه واهتماماته وتحركاته، وانشغالاته ولايكاته، وترسم من كل هذا تصورًا شبه كامل يتضمن تفاصيل كثيرة. والدليل أن شركات الإعلان تضع لكل واحد ما يفكر فيه أو يتحدث حوله أو يبحث عنه خارج «فيس بوك»، وهناك مئات القصص تؤكد أن «فيس بوك» مفتوحة، حيث تلتقى شخصا ما ولا تتحدثان فتجده مرشحًا لك على صفحتك، تجرى حديثا عن سلعة أو خدمة تجدها أمامك فى إعلان دعائى.
وعليه فإن نصائح «اكتب اسمك واختبر اختراقاتك» تبدو نوعا من الإفيه أو التسلية، فى مواجهة فوبيا تنتاب البعض ويقدمون نصائح غير مجربة للكشف عما إذا كانوا مراقبين أم لا. تماما مثل بوست اعتاد البعض أن يكتبه أو ينقله يقول «أنا فلان الفلانى لم أعط فيس بوك الحق فى التصرف بمعلومات على حسابى»، وهى صيغة تحصيل حاصل، لأن من يكتب هذا وينشره يقدم مختارا كل ما يتعلق به على صفحته معروضا أمام الناس جميعا. وطالما لديك حساب على أى من أدوات التواصل أو حساب فى جوجل وتستقبل «كوكيز» فأنت على الهواء.
ومؤخرًا اعترفت إدارة «فيس بوك» أن هناك 30 مليون مستخدم تم اختراق بياناتهم عن طريق مجهولين وسرقة البيانات الخاصة بهم، والرقم متوقع أن يكون مائة ضعف الرقم المعلن، ولا يوجد شخص لم تطلب منه الصفحة كتابة الباسوورد فى الفترة من 25-28 سبتمبر الماضى. ويبدو الإعلان عن الهاكر مجرد حيلة لتخلى إدارة «فيس بوك» مسؤوليتها. خاصة أن البيانات التى أعلنوا أنها تمت سرقتها، هى نفسها البيانات الشخصية لكل مستخدم التى يتيحها على صفحته. مثل البريد الإلكترونى رقم الهاتف واسم المستخدم، تاريخ الميلاد والجنس. ونوع الأجهزة التى يستخدمها، واللغة والحالة الاجتماعية. والتعليم والموقع الإلكترونى، والمواقع التى زرتها. وكلها بيانات يمكن لأى شخص الحصول عليها.
الخلاصة عزيزى «الفيسبوكى» أنت غالبا مراقب قبل وبعد الهاكر، والمعلومات أنت تعرضها بنفسك، سواء ظهر تعليقك بالأحمر أو الأزرق أو الأسود أو الكاروهات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة