تنعم ذاكرة التاريخ بزخم فى الأحداث الجلل بجميع بلدان العالم، العلمية والأدبية والسياسية منها، وكذلك تحمل البشرية فى ذاكرتها أسماء العديد من الشخصيات العظيمة التى مرت على كراسى الحكم سواء فى الدول العربية أو الغربية، إلى جانب العلماء والأدباء اللذين خلدت ذكراهم بكتاباتهم واختراعاتهم التى كان لها تأثيرًا كبيرًا فى حياة مليارات البشر ممن عاشوا على سطح الأرض عبر قرون ممتدة، كما لا تغفل كذلك الكوارث الطبيعية أو تلك التى من صنع الإنسان، مما قد يطرأ عليها بالدمار والخراب.
واليوم السبت الموافق 20 أكتوبر، أحد أيام العام التى تتمتع كغيرها بتنوع كبير فى الأحداث التاريخية الهامة، ليس فقط على مستوى الحدث، ولكن أيضًا فيما يتعلق بأسماء الشخصيات البارزة المرتبطة بتلك الوقائع، فجميع الأحداث البارزة المرتبطة بهذا اليوم، لم يكن أثرها أحادى الجانب بالنسبة للأشخاص الفاعلين والمؤثرين فيها، بل ارتبطت بمصائر أمم تبدلت أحوالها بوقوع تلك الأحداث، لذا يرصد "اليوم السابع"، أهم المعلومات المتوفرة عن أبرز أحداث اليوم.
ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية على مصر
البداية مع الأحداث الهامة فى اليوم 20 أكتوبر، كانت من العام 1798، حيث اندلعت ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية على مصر، التى راح ضحيتها قرابة 2500 مصريًا، بينما قتل من الفرنسيين 16 فردًا فقط بينهم جنرال، وقاد تلك الثورة الأزهر وشيوخه، بسبب فرض الفرنسيين للضرائب الباهظة خاصة على التجار على عكس وعود نابليون عند قدومه لمصر، وتفتيشهم للبيوت والدكاكين بحثا عن أموال، وهدم أبواب الحارات لتسهيل مطاردة رجال المقاومة وهدم المبانى والمساجد بحجة تحصين المدينة.
وقاد الأزهر وشيوخه الثورة، فيما تكفل بتمويلها التجار وأقيمت المتاريس فى المدن، وحينما اشتعلت الثورة قتل الكثير من المصريين والفرنسيين ومنهم حاكم القاهرة الفرنسى (ديبوى)، وذلك بعدما واجه نابليون الثورة بعنف ودخل جنوده الأزهر بخيولهم مما أثار الشعور الدينى للمصريين، بينما حكم على 6 من شيوخ الأزهر بالإعدام، واقتيدوا إلى القلعة، حيث ضربت أعناقهم ثم انتشلت أجسادهم إلى أماكن مجهولة.
الجنود الألمان يرتكبون مجزرة فى صربيا عام 1941
وفى العام 1941، ارتكب جنود ألمانيا النازية مجزرة كراجوييفاتس فى صربيا، والتى كانت عملية قتل فيها رجال وشباب من مدينة كراجوييفاتس، فى صربيا، فى الفترة بين يومى 20 – 21 أكتوبر 1941، حيث تم تجميع كافة الرجال من المدينة الذين تتراوح أعمارهم من 16 عامًا إلى 60 من خلال القوات الألمانية وأفراد من فرقة المتطوعين الصربيين، والحرس الحكومى الصربى بما فى ذلك طلاب المدرسة الثانوية، حيث جرى اختيار الضحايا من بين هؤلاء الطلاب.
وفى 29 أكتوبر 1941، أوضح فيليكس بنزلر، المفوض من وزارة الخارجية الألمانية بصربيا، أنه قام بإعدام 2300 شخص، وفى نفس الوقت، أفادت التحقيقات التالية التى أجرتها الحكومة اليوغوسلافية بعد الحرب، بما يكشف إعدام ما بين 5000 إلى 7000 شخص، على الرغم من أن هذه الأرقام لم يثبت صحتها، فيما اتفق الباحثون الصربيون والألمان – لاحقًا - على أن عدد الأشخاص الذين أعدموا يصل إلى 2778 شخصا.
وتعود تلك المجزرة إلى القرار الذى أصدره المشير فيلهلم كايتل، بتاريخ 16 سبتمبر 1941، على أن يجرى تنفيذه بكافة أراضى أوروبا المحتلة، والذى يقضى بقتل 50 شيوعيًا عن كل جندى ألمانى جريح، وقتل 100 منهم عن كل جندى ألمانى قتيل، وحينذاك تعرض الجنود الألمان لهجوم فى أوائل أكتوبر على أيدى البارتيزان الشيوعيين، وكذا على أيدى أتباع حركة الشيتنيك بقيادة درازا ميهايلوفيتش، بالقرب من جورنيى ميلانوفاتس، وكانت هذه المجزرة بمثابة انتقام مباشر عن الخسائر الألمانية فى هذه المعركة.
المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا يعلن عن مقتل معمر القذافى
وعلى صعيد الحروب والثورات، أعلن المجلس الانتقالى الليبى المؤقت، يوم 20 أكتوبر من العام 2011، مقتل الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، بعد حكم دام 42 عامًا للبلاد، على إثر اندلاع ثورة 17 فبراير الليبية عام 2011 فى عدة مناطق من ليبيا مطالبة برحيل معمر القذافى عن السلطة.
والمجلس الوطنى الانتقالى المؤقت الليبى، تشكل خلال أحداث الثورة، وتحديًا فى يوم الأحد، الموافق 27 فبراير عام 2011، وبناءً على التوافق بين المجالس البلدية فى مختلف المناطق التى سلبت السيطرة عليها من السلطات الرسمية، تم يوم السبت 5 مارس 2011، اختيار وزير العدل المنشق عن نظام القذافى، مصطفى عبد الجليل رئيسًا للمجلس الوطنى الانتقالى المؤقت، وعبد الحفيظ عبد القادر غوقة، نائبًا له، وناطقا رسميا باسم المجلس، وتشكل هذا المجلس – حينذاك – ليكون الممثل الشرعى الوحيد للشعب الليبى، وليصبح أيضًا واجهة للثورة الشعبية المتواصلة التى أسفرت عن سقوط مدن بشرق البلاد ومناطق أخرى بغرب البلاد فى أيدى المتظاهرين.
الملكة إليزابيث الثانية تفتتح دار أوبرا سيدنى بعد 15 عامًا من بداية بنائها
وبعيدًا عن الحروب والدم، افتتحت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، دار أوبرا سيدنى، يوم 20 أكتوبر عام 1973، وذلك بعد 15 عامًا من بدأ البناء، حيث بدأ البناء فى دار أوبرا سيدنى عام 1959، وتم افتتاحها رسميًا بعدد ذلك فى 20 نوفمبر من نفس العام، وقد كلف المبنى ما يقارب 100 مليون دولار أمريكى، وتم تصميمه بواسطة المصمم الدنماركى يورن أوتسون.
ودار أوبرا سيدنى، بنيت فى أستراليا من الخرسانة وكابلات فولاذية لمنع التشقق، ويعد هذا المبنى من أجمل مسارح العالم، وتعود أسباب بناء دار للأوبرا، إلى لمعان الفكرة فى ذهن أحد الموسيقيين البريطانيين المرموقين وهو Eugene Gossens، الذى تعود أصول عائلته لبلجيكا، ودعمت الفكرة من قبل السياسى Cahill، وأستاذ العمارة بجامعة سيدنى البروفسور Ingham Ashworth، وكان الهدف منها حينذاك ألا تكون دار الأوبرا حكرا للنخبة من المجتمع، ولكن أن تتاح للعامة من الناس، وأن تشكل محورًا لاهتمامهم، وبدلًا من أن تكون الصالات صغيرة يمكن بناء دار للأوبرا لتتسع لأعداد تتراوح بين 3 و4 آلاف شخص.
وبعد وصول Eugene Gossens، إلى أستراليا، شغل منصب مدير أوركسترا سيمفونية سيدنى فى العام 1946، وبدأ يعمل بمساعدة مؤيديه على تحقيق هذا الهدف، وفى العام 1953 أعلن Cahill، أن سيدنى بحاجة إلى دار للأوبرا، وأعلن عن اجتماع عام فى العام 1954، وتم انتخاب لجنة فى العام 1955، والتى اختارت الموقع المناسب لتصميم دار تحتوى صالتين تتسع أحداهما إلى 3500 شخص، والأخرى تتسع 1200 شخص، وتم الإعلان عن مسابقة عالمية لتصميم دار للأوبرا، وتم تعيين أربعة محكمين معماريين منهم Ashworth، بالإضافة إلى Leslie Martin الذى صمم Royal Festival Hall بلندن، وكذلك الأمريكى Saarinen.
والتحدى الأكبر خلال اختيار التصميم، كان فى إيجاد فراغ للقاعتين يتمتع بميزات الصوتيات ويراعيها لأهميتها فى مبنى من هذا النوع، بمعنى أنه ليس جماليًا كفراغ داخلى فحسب، بل ويعمل على التقليل من مشاكل الصدى الصوتى مما قد يؤثر فى العروض الموسيقية بدرجة كبيرة، وعلى الرغم من صعوبة المشروع فقد دخل المسابقة 933 معماريا وشركة استشارية عالمية، إلا أن الذين قدموا المشاريع للمسابقة لم يزد عددهم عن 230 فقط، وبالنتيجة أعلن فى العام 1957 أن المشروع الفائز بالمسابقة هو المقدم من قبل المعمارى الدنماركى Jorn Utzon، إلا أنه من المثير والطريف معًا أن المشروع الفائز قد تم استبعاده فى المرحلة الأولية للتقييم من قبل لجنة التحكيم، إذ لم تكن الرسومات المقدمة مغرية، فقد كانت عبارة عن رسومات بسيطة وكروكيات أولية.
الكاتب الإسبانى كاميلو خوسيه ثيلا يفوز بجائزة نوبل فى الأدب
وفى ذات الإطار الأدبى، فاز الأديب والشاعر الإسبانى كاميلو خوسيه ثيلا، بجائزة نوبل فى الأدب، فى ذات التاريخ من العام 1989، وقد ولد "خوسيه ثيلا"، فى بادرون فى مقاطعة "لا كورونيا بجاليسيا"، فى 11 مايو 1916، وحارب إلى جانب فرانسيسكو فرانكو فى الحرب الأهلية الإسبانية، ولكنه أصبح أحد منتقديه فيما بعد، وتأتى رواية عائلة باسكوال دوارتى التى نشرها عام 1942 من بين أشهر أعماله، وتوفى الأديب الإسبانى فى مدريد فى 17 يناير 2002.