مرضى يبحثون عن أطباء بعضهم لم يحضر والأخر قرر "التزويغ" قبل مواعيد العمل الرسمية، وطوابير للمرضى جاءوا بحثاً عن من يخفف آلامهم هذا هو حال مئات الوحدات الصحية فى عدد من المحافظات.
ففى الوقت الذى تقوم بها وزارة الصحة بعدد من الإجراءات الكبرى أهمها حملة "100 مليون صحة" للكشف على فيروس سى فى مختلف محافظات الجمهورية، لا زالت تعانى الوحدات الصحية من نقص الأطباء والإمكانيات الطبيبة.
حيث يمثل ملف الوحدات الصحية بمحافظات مصر صداع كبير فى رأس الدكتورة هالة زايد وزير الصحة، فهو يحتاج إلى تدخل قوى وتنظيم كبير لحل أزماتها المتكررة، وعلى رأسها الهروب بالجملة من الموظفين والأطباء والممرضين، وكذلك تحتاج لدوريات وجولات دائمة من قيادات الصحة فى كل مديرية لمتابعة النظافة وحسن معاملة المواطنين.
وفيما يلى يرصد "اليوم السابع" تفاصيل وأزمات الوحدات الصحية بمحافظات مصر المختلفة:-
ففى محافظة الفيوم الوحدات الصحية، رغم أن هناك حالة من التطوير شهدتها العديد من الوحدات من حيث إحلال وتجديد المبانى أو ترميمها وتجديد التجهيزات الداخلية للوحدات، إلا أن هناك شكاوى متعددة من المواطنين من أحوال الوحدات الصحية، بسبب نقص الأطباء وتحويل بعضهم للوحدات الصحية إلى عيادات خاصة بعد فترة الصباح إذا تواجدوا وإضرارهم إلى الذهاب للمستشفيات المركزية التى تبعد عن مقرات سكنهم بعشرات الكيلومترات وأحيانا يضطرون للذهاب لمستشفى الفيوم العام التى تبعد عن بعض القرى أكثر من 60 كيلو مترا.
ويقول أحمد السنى، أحد أهالى مركز سنورس بمحافظة الفيوم، إن الوحدة الصحية بالمركز الطبى والوحدة الصحية بقرية جرفس بسنورس يرثى لهما، حيث أصبح المركز الطبى يعتمد على تنظيم الأسرة ومتابعة الحوامل فقط، وعلى الرغم من كونه مبنى مكون من 5 أدوار أنشئ حديثا وتم إنفاق الملايين عليه، إلا أنه أصبح يستخدم كمكاتب إدارية للموظفين بالإدارة الصحية بسنورس وبه غرفة عمليات ولادة لم تستخدم منذ سنوات وتم إغلاقها ويتم تحويل الحالات لمستشفى سنورس المركزى.
وأكد أنه وجميع الاهالى يطالبون بتشغيل غرقة الولادة، كما طالب بنقل قسم حضانات الأطفال من مستشفى سنورس المركزى إلى المركز الطبى بسنورس ليكون مركز للولادة وحضانات الأطفال، لافتا إلى أن المركز الشئ الوحيد الجيد به أن به قسم أسنان يعمل جيدا.
ولفت "السنى" إلى أن الوحدة الصحية بجرفس عبارة عن مكاتب تسجيل مواليد ووفيات وتنظيم أسرة وأسنان، وعلى الرغم من أن الوحدة تخدم 3 قرى بتوابعها، إلا أنها بها طبيب واحد وبعد الساعة 2 تغلق الوحدة أبوابها رغم توافر الأدوية بها.
وفى قرية الريان التابعة لمركز يوسف الصديق، قال محمد مصطفى أحد الأهالى، إن الوحدة الصحية بالقرية تتحول إلى عيادة خاصة بعد الساعة الحادية عشرة صباحا، حيث يتقاضى الطبيب 30 جنيها فى الكشف، بعدما يخبرنا العامل أن موعد الكشف بالتذاكر المدعمة انتهى ونضطر لدفع أجرة الكشف للطبيب وشراء الأدوية من الخارج وهو ما يجبرنا على ذلك، لعدم القدرة على الذهاب إلى مستشفى إبشواى المركزى التى تبعد 35 كيلو متر، والإنفاق على المواصلات حتى نستطيع علاج مريضنا.
وطالب عبد التواب محمد أحد أهالى قرية شعلان بمحافظة الفيوم، بسرعة الانتهاء من أعمال إنشاء الوحدة الصحية بقرية شعلان التى تم إزالتها منذ أكثر من 7 سنوات، ولم يتم الانتهاء من إنشائها حتى الآن وتم استئجار منزل بغير مؤهل بالدور الثانى كمقر للوحدة الصحية.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد التواب، مدير إدارة الرعاية الأساسية بمديرية الصحة بمحافظة الفيوم، إن محافظة الفيوم بها 176 وحدة صحية على مستوى مراكز وقرى المحافظة و9 مستشفيات مركزية ومستشفى عام، ولفت إلى أن الوحدات الصحية يتم المتابعة المستمرة لها من خلال فرق الإشراف اليومى للإدارة.
وأكد أن الحملة القومية التى أطلقها رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى كانت اختبار حقيقى لمدى جاهزية الوحدات الصحية بمحافظة الفيوم وتم إدخال 138 وحدة صحية تشارك فى المبادرة أى بنسبة تمثل 80% من الوحدات على مستوى المحافظة، وذلك لأنه باقى الوحدات منها ما هو منزل مؤجر أو هناك تجديدات بمقر الوحدة فلم تدخل فى المسح ونعوض ذلك بالفرق الطائرة التى تنتقل للقرى والأماكن التى لا تشارك الوحدات الصحية فيها فى المبادرة.
وأشار مدير الرعاية الأساسية بمدرية الصحة بالفيوم، إلى أنه لا يوجد وحدات صحية متوقفة بالفيوم، ولكن هناك وحدات أغلق مقرها للإحلال والتجديد مثل الوحدة الصحية بقرية شعلان بيوصف الصديق وتم استئجار منزل بشكل مؤقت كمقر للوحدة الصحية ويعمل به طبيب الوحدة والعاملين بها لحين الانتهاء من عملية الإحلال والتجديد.
وفى محافظة الشرقية تمتلك أكثر من 476 وحدة صحية ومركز طب أسرة الكثير منهم لا يؤدى الخدمة، فهى "لا اسم ليست على المسمى"، وحذر محمد عليوة من تكرار واقعة وحدة الفشل الكلوى فى وحدة الحلمية بأبو حماد نظر لعدم تواجد الطبيب بانتظام خلال الجلسات، فضلا عن الإهمال فى العيادات الأخرى.
ويتهم أحمد مدحت أحد القائمين على وحدة كفر عطا الله سلامة بتعمد إغلاق الوحدة رغم أنها تم تجهيزيها مؤخرا.
وأشار محمود طاحون، إلى أن الوحدة الصحية بالزاومل مغلق أيضا بالرغم أن تعداد القرية كبير، وذات الشكوى فى قرية القرين مركز فاقوس، حيث أكد هانى صالح أنهم لا يرون أى خدمة صحية تؤدى للأهالى فى البلد، بينما وصف هانى طنطاوى وحدة الهوابر بإنها " هى والعدم سوء"، فلا يوجد فيها أى خدمة أو طبيب ومثلها مستشفى كفور نجم وبردين.
وفى الصالحية القديمة يؤكد جمال عبدون، أن المستشفى تحولت إلى خرابة يسكنها الحشرات والكلاب الضالة بالرغم من أن تعداد القرية كبيرا.
أما قرية منشأة أبو عامر التابعة لمركز الحسينية، قال محمد أبو ندا: عانينا الكثير والكثير من أجل تفعيل المستشفى التى ستخدم الآلاف فى القرية وقرى الحجازية والسماكين الغرب، مضيفا: "البسطاء دائما ليس فى حسابات المسئولين".
وأوضح أن المستشفى على مساحة 12 قيراطا، بها ثلاثة طوابق من مبنيين على أحدث طراز، مزودة بـ 50 غرفة وسكن أطباء وتمريض وعيادات أسنان ووحدة نساء، وغيرها من التخصصات وغرفة مجهزة للأشعة التليفزيونية ومغسلة ومطبخ وشقق سكنية، ولكن كل تلك التخصصات فى النهاية لم يتم استغلالها، لافتا إلى أن المستشفى كان بها العديد من المعدات ووحدة أشعة ومجهزة على أعلى مستوى، إلا أنه تم تفريغها من هذه الأجهزة.
ومثلها مستشفى شرارة، يؤكد أحمد شرارة أن المركز يعانى من نقص الخدمات الصحية والمريض الموت اقرب له من أى مستشفى، موضحا أن المستشفى مبنى متكامل مجهز بجميع الأجهزة، يحتوى على 101 سرير، مكون من بناءين، أحدهما علاجى وآخر إدارى، تكلفته تخطت 10 ملايين جنيه.
ومن قرية شبرا النخلة مركز بلبيس، يقول تامر محمد حسين، إن القرية تقع على طريق حيوى وبها مبنى مستشفى كبير كان مجهز بأحدث الأجهزة الطيبة، ويخدم 3 قرى و30 عزبة حول القرية، إلا أنه تم تفريغها من الأجهزة، وأصبحت المبانى خاوية من أى خدمات صحية، لا "نرى طبيب أو تمريض" لخدمة المرضى.
من جانبه قال هشام مسعود وكيل وزارة الصحة، إن الوحدات الصحية ومراكز طب الأسرة، لها دور كبير فى توفير الخدمات الطبية للمواطنين، ومعظمها يؤدى الخدمة على الوجه الأكمل، وحيال رصد أى تقصير يتم اتخاذ الإجراءات القانونية، لافتا إلى أنه فى جولات يومية للمرور على الوحدات الصحية ومراكز طب الأسر وسبق وأن تم إقالة مدير إدارة بلبيس الصحية، وذلك بعد المرور على الوحدات الصحية التابعة للإدارة الصحية بلبيس وتبين أن 8 وحدات صحية مغلقة، ووحدة صحية لا يوجد بها سوى العامل فقط، كما تم إقالة مدراء مستشفيات فاقوس وديرب نجم ومشتول السوق السعديين وتغيير الكثير من أطقم الإدارة فى المستشفيات.
وفى محافظة الأقصر يوجد 119 وحدة صحية تخدم أكثر من 600 ألف مواطن بالمحافظة، تعانى عدد منها من أزمات متكررة إما بتغيب الأطباء وفريق التمريض والموظفين عن العمل، حيث تم العمل بكل قوة على مواجهة تلك الأزمات بالوحدات الصحية لضمان تقديمها أفضل خدمة للمواطن الأقصرى.
وكلف محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم كافة رؤساء المدن بحصر جميع احتياجات الوحدات الصحية بالتعاون مع مسئولى الصحة بالأقصر، وإعداد تقرير مفصل بمطالب كل وحدة صحية وإرساله لمديرية الشئون الصحية بالأقصر لدعم هذه الوحدات، وتكليف إدارات التفتيش المختلفة لخروج حملات مكثفة على المستشفيات والوحدات الصحية لضبط الأداء ومتابعة سير العمل بالمؤسسات الصحية بالمحافظة، مشددا على ضرورة اتباع سياسة الثواب والعقاب ومجازاة المقصرين فى عملهم ومكافأة المجتهدين ضمانا لتقديم خدمة طبية متميزة لأهالى الأقصر بالتزامن مع عمليات التطوير التى تتم بجميع مستشفيات الأقصر.
وأسفرت تلك الحملات مؤخراً فى الوحدة الصحية بالكيمان التابعة لمركز إسنا عن إحالة 19 موظفاً للتحقيق لتركهم العمل، وفى وحدة طب الأسرة بنجع بدران بالكرنك تم إحالة 45 موظفا ًللتحقيق 8 غياب و37 لتركهم العمل دون سند قانونى، وفى الوحدة الصحية بقرية المعلا بإسنا تم إحالة 9 موظفين للتحقيق لتغيبهم عن العمل وتبين أن المتواجدين ما بين تمريض وصيادلة وفنى معمل "غير ملتزمين بالزى الرسمى"، وفى وحدة صحة الأسرة بالزمامى بالقرنة، قام 12 شخصاً من العاملين بالوحدة بالتوقيع بالحضور والانصراف ومغادرة موقع العمل قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية وغلق الوحدة بالأقفال، وتم إحالتهم إلى الشئون القانونية للتحقيق.
ومن المخالفات التى تم رصدها فى الوحدات الصحية بالعديسات قبلى، والوحدة الصحية بحاجر العديسات بحرى، والوحدة الصحية بنجع مدامود العجوز، إهمال أعمال النظافة وأعمال الصيانة الدورية للسباكة، وعدم تواجد عدد من صنابير المياه وتعطلها، ووجود زراعات حشائش وحلف بكثرة، واستخدام ممتلكات بعض الوحدات الصحية من الآثاث والأجهزة الكهربائية، وعدم إجراء أعمال الصيانة للأجهزة الطبية المعطلة أو تكهينها وكذلك وجود أجهزة تعقيم مستلمة من أكثر من عام وما زالت لم تستخدم لعدم تدريب الفنيين على كيفية استخدامها والذى يعد إهدارا للمال العام.
ومن جانبه يقول الدكتور السيد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن كافة الوحدات الصحية بالمحافظة دخلت فى أعمال تطوير خلال الشهور الماضية ويجرى رفع كفاءتها بالكامل بجانب تحويل عدد منها لمستشفيات تكاملية متخصصة، مضيفاً أنه يقوم بجولات يومية على الوحدات ويحيل المخالفات للتحقيق فى الحال، موضحاً أن أبرز الأزمات فى كافة الوحدات الصحية تتمثل فى نقص الأكباء وهو ما يجرى العلم على إنهاؤه عبر التعاقد مع أطباء أو العمل للطبيب الواحد بنظام المناوبة بين عيادتين بالتوازى دون الإضرار بالمواطنين.
وأضاف الدكتور السيد عبد الجواد لـ"اليوم السابع"، أنه تم خلال الأسابيع الماضية الانتهاء من تطوير الوحدات الصحية، مشدداً على أن تلك الوحدات عانت مؤخراً لعدم الاهتمام بها ومازالت الوحدات الصحية تعانى من نقص كبير فى عدد الأطباء يصل إلى أكثر من 50 %.
وأوضح وكيل وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، عن اعتماد 27 وحدة صحية بالأقصر طبقا لمعايير الجودة تمهيداً للانضمام إلى منظومة التأمين الصحى الشامل، وتم الاعتماد من خلال لجنة متخصصة من وزارة الصحة، موضحاً أن اعتماد الوحدات الصحية للدخول ضمن منظومة التأمين الصحى الجديدة تتم من خلال 4 معايير وتشمل معايير إنشائية خاصة بمبنى الوحدة الصحية، ومعايير تجهيزات معدات طبية يجب توافرها بالمبنى، ومعيار القوى البشرية وتتضمن وجود الطبيب وطاقم التمريض والعاملين بالكامل، ومعيار سياسات العمل ويشمل وجود فريق لمكافحة العدوى وغيره.
وفى محافظة أسيوط، أشتكى أهالى قرية بنى شعران بمركز منفلوط من عدم توافر الخدمة بشكل جيد فى الوحدة الصحية وغياب الاطباء خاصة فى فترة النوباتجيات، حيث لا تتوافر بالقرية إلا الوحدة الصحية ويبعد المستشفى المركز عن القرية بعشرات الكيلو مترات، حيث قال ناصر الأصيل أحد أهالى قرية بنى شعران، أن الوحدة الصحية ينقصها العديد من الخدمات اهمها عدم توافر اطباء فى فترة النوباتجيات ليلا، بالإضافة إلى وجود طبيب واحد فى الوحدة الصحية.
وأضاف ناصر أن الأهالى بالقرية يطالبون المسئولين بتوفير اسعافات اولية ونوباتجيات بالوحدة، نظرا لأنه القرية تبعد عن المركز بأكثر من ساعة ونصف، خاصة أنه لا توجد سيارة إسعاف بالقرية ولا الوحدة والقرية بها اكثر من 20 ألف نسمة تخدمهم وحدة صحية واحدة غير متوفر بها جميع الخدمات.
وقال محمد محمود أحد اهالى القرية، أنه ليس هناك أى خدمات متوفرة بالوحدة الصحية وطالبنا المسئولين كثيرا بالاهتمام بالقطاع الصحى وتوفير اطباء بالوحدة الصحية ونوباتجيات وأدوية، إلا أنه لا توجد هناك أى استجابات، بالإضافة إلى أن الوحدة الصحية الوحيدة الموجودة تخدم 7 قرى.
وقال مصدر طبى بمدرية الصحة بأسيوط، أن الوحدات الصحية بالمحافظة عددها يتعدى الـ 250 وحدة صحية وبها عدد كبير من الأطباء والتمريض وهناك فى وزارة الصحة شقين الشق الأول "علاجى" وهو خاص بالمستشفيات حيث تقدم خدمة العلاج للمواطنين أما الجانب الآخر فهو وقائى وهو مسئولية الوحدات الصحية حيث تقدم هذه الوحدات "التطعيمات" الوقائية التى تقى من الأمراض.
وأضاف: "أنها تقدم الإسعافات الأولية للمجتمع المحيط بها مثل الطوارئ فى حالات لدغ العقرب، أو الثعبان أو محاولة إسعاف الجرحى، كما أن الوحدات بها عيادات خارجية للحمل، وتنظيم الأسرة والأسنان، وبالرغم من ذلك إلا أن معظم الوحدات الصحية ينقصها الصيانة، حيث أن هناك أجهزة بالملايين داخل الوحدات لم يتم استعمالها وأصبحت لا تعمل أو هناك أجهزة تحتاج إلى صيانة فلابد من التعاقد مع شركات صيانة لصيانة هذه الأجهزة التى تقدر بالملايين".
وفى محافظة القليوبية، جنيه واحد.. ثمن التذكرة بالوحدة الطبية بقرية "برقطا" التابعة للإدارة الصحية بكفر شكر فى القليوبية، والتى تشمل الكشف الطبى وصرف العلاج الذى يحدده الطبيب، فمنذ أن تطأ قدماك مدخل الوحدة تجد "أبلة ناظلة" مسئولة التذاكر، لتسألك عن نوع الكشف حيث تشمل الوحدة أسنان وباطنة وأمراض نساء وأطفال.
على الفور تعطى التذكرة للمريض ليبدأ الانتظار فى دوره الذى يعد ليس بالطويل، حيث أن الوحدة تخدم ما يزيد عن خمس قرى محيطة بها، عقب الانتهاء من الكشف بواسطة أطباء الوحدة يحرر الطبيب الروشتة الخاصة بالعلاج، لتتوجه مباشرة إلى الصيدلية بالدور الأرضى لصرف العلاج ليس كله بل المتاح بصيدلية الوحدة، التى ينقصها الأنسولين مع تواجد معظم الانواع المتبقية للدواء.
وأكدت الدكتورة نجلاء مهدى مدير الرعاية الأساسية بمديرية الصحة بالقليوبية، أن المحافظة بها 195 وحدة طب أسرة ومركز صحى، وتم وضع خطة عمل لتطويرها، إلا أنه تم التوقف عن تنفيذها نظرا لتنفيذ مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سى، وعقب الانتهاء منها سيتم تنفيذها على مرحلتين الأولى تخص التمريض لرفع كفائتهم، يتبعها الأطباء.
وأوضحت مدير الرعاية بالقليوبية فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه تم وضع 6 وحدات صحية بالمحافظة ضمن خطة التأهيل لهذا العام، وتطوير البنية التحتية لـ 18 وحدة آخرى، وسيتم العمل فى تنفيذها عقب الانتهاء من مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سى.
وفى بنى سويف وعلى بعد 40 كيلو من المدينة تقع قرية بنى عقبة إحدى القرى الموجودة على الجانب الشرقى من النيل والتى تضم مجموعة من القرى الصغيرة، وداخل القرية الجبلية يوجد مبنى حكومى قديم مغلق بالسلاسل والجنازير ومهجور منذ عشر سنوات.
أيمن عبدالرحمن أحد أهالى قرى شرق النيل أكد لـ"اليوم السابع"، أن المبنى كان عبارة عن وحدة صحية ريفية منذ أكثر من اثنى عشر عاما، مشيرا إلى أن المبنى عمل كوحدة صحية لمدة عامان وأغلق منذ أكثر من عشر سنوات.
فيما قال جمعة محمد أحد أهالى القرية: تقدمنا بشكاوى عدة، إلا أن أحد لم يستجيب، مشيرا إلى أن السيدات والأطفال يسيرون على الأقدام مسافة 5 كيلو للوصول إلى الوحدة الصحية، وطالب أهالى القرية تشغيل الوحدة الصحية المغلقة منذ أكثر من 10 سنوات.
وفيما قال الدكتور عبدالناصر حميدة وكيل وزارة الصحة بمحافظة بنى سويف، أن المبنى كان لم يكن يتبع وزارة الصحة ومغلق منذ فترة كبيرة، مشيرا إلى أنه ارسل لجنة من مديرية الصحة لمعاينة المكان وإعداد تقرير لإنشاء مبنى مكانة، حيث أن المبنى قديم ويحتاج إلى إعادة إعمار.
وأضاف الدكتور عبدالناصر حميدة، أن بنى سويف بها 200 وحدة صحية ريفية وأساسية ومكتب صحة تخدم قرابة الأربعة ملايين مواطن، مشيرا إلى أنه تم إنشاء 7 وحدات فيروسية داخل تلك الوحدات الصحية، مشيرا إلى تحويل 4 وحدات صحية إلى مستشفيات متخصصة مثل دلهانس وطنسا ومازورة، مشيرا إلى أنه جارى إتمام تعميم انشاء الوحدات الفيروسية داخل 163 وحدة ريفية.
وفى محافظة قنا، تعانى الوحدات الصحية نقص الأطباء بالكامل نظرا لعدم قدرة الوزارة على تغطية كافة الوحدات بسبب الطبيعة الجغرافية لبعض القرى فيتم تخصيص 3 أيام من كل أسبوع لبعض الوحدات، ويتم إغلاقها بالكامل فى الأيام الأخرى.
ويوجد 242 وحدة صحية تعانى الكثير من الإهمال نتيجة نقص الخدمات الطبية وغياب الأطباء عن بعض الوحدات التى تسيطر عليها الطبيعة الجغرافية خاصة فى المناطق التى يوجد فيها خصومات ثأرية، ولا يوجد بها مواصلات تنقل مثل الوحدة الصحية النوجودة بقرية حمردوم وأبوحزام والحجيرات وهى القرى التى تنشط فيها تجارة السلاح ويخشى الأطباء العمل فى تلك القرى نتيجة عدم توافر عوامل الأمن والأمان.
اليوم السابع أجرت جولة ميدانية بعدد من الوحدات الصحية على مستوى محافظة قنا فى بعض القرى، وتبين أنها لاتعمل بنسبة 50% لغياب الأطباء وعدم توافر الخدمات الطبية والأدوية وأن أغلب الحالات التى تأتى إلى الوحدة يتم إجراء بعض الإسعافات الأولية وتحويلها إلى المستشفيات المركزية، وخاصة فى وحدات مركز دشنا وقرية أبنود وأبودياب، كما رصدنا بعض حالات الإهمال فى الوحدات التى تعمل نتيجة عدم تطويرها ودعمها.
الدكتور أيمن خضارى وكيل وزارة الصحة، ذكر أن الوحدات الصحية تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لأننا نعانى من عدم وجود أطباء خاصة بسبب عدم تخريج دفعة كلية الطب التى تم تطبيق نظام السادسة ابتدائى لكن مع تدارك هذا العام سيكون هناك تغطية لكافة الوحدات.
وأضاف أن مديرية الصحة تعمل على توفير كافة الامكانيات للأطباء وخاصة توفير مصل لدغات العقارب والثعابين، كما أن أغلب الوحدات تعمل على مدار النهار، وخاصة فى تنظيم الأسرة والتطعيمات والحالات الحرجة يتم تحويلها على المستشفيات المركزية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة