ترهيب واعتقال وملاحقة، كلها سياسات يحاول بها الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، تعميم ثقافة الخوف فى تركيا، وإرهاب الكتاب والمثقفين الأتراك، فى محاولة لتكميم الأفواه، وقتل حرية الرأى فى البلد العلمانى الأوروبى، مستغل محاولة تحركات الجيش فى يوليو 2016، من أجل شرعنة تلك الممارسات.
لكن يبدو أن الرجل صاحب الميول للجماعات الإرهابية، ومنذ توليه سلطة تركيا، وهو يأخذ موقف معاديا للثقافة والمثقفين هناك، فسياسة وثقافة الخوف وقمع واعتقال هى مصير كل من يفكر فى انتقاد سياسات الرئيس التركى، أو ممارسات حكومته وحزبه.
وخرج الرئيس التركى بتصريحات الجمعة الماضية، على هامش زيارته لجمهورية "غاغاوزيا"، صاحبة الحكم الذاتى بدولة مولدوفا، إن التمييز الثقافى بات طاعون ينتشر حول العالم يومًا بعد يوم، وأشار أردوغان إلى أن العديد من المشاكل، وخصوصًا معاداة الإسلام وكراهية الأجانب والإرهاب، تهدد مثالية الحياة.
اردوغان
لكن يبدو أن الرجل لا يأخذ فى الاعتبار، موقفه وأفعاله، والجو المعاداة والإرهاب، والتمييز السلبى، ضد أى مثقف يفكر فى انتقاده سياساته وممارساته الديكتاتورية، وفى ظل حالة القمع التركية نرصد بعض من المواقع التى توضح حال الكتاب والمثقفين الأتراك فى ظل حكم رجب طيب أردوغان.
فخلال الأسابيع القليلة الماضية، صدر حكم بسجن المخرج التركى على أفجى، إثر إدانته بالانتماء إلى جماعة الداعية المعارض فتح الله جولن، الذى تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وبحسب تقارير صحفية، فأن النظام التركى، استغل أحداث يوليو 2016، فى عملية اعتقال واسعة للمثقفين والكتاب الأتراك، حيث يقبع نحو أكثر من 120 صحفيًا فى معتقلات أردوغان.
من بينهم الكاتبة والفنانة زهرة دوغان، رئيسة تحرير الأنباء النسائية، بسبب لوحة فنية نشرت بالوكالة، حكم عليها على أثرها بالسجن 3 سنوات، بالإضافة إلى مراد سابونكو، رئيس تحرير جريدة "جمهورييت" والذى حكم عليه بالسجن 7 سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب.
زهرة دوغان
ومن قبل ذلك كانت السلطات التركية قامت باعتقال 34 عاملا بمؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية، كما أوقفت مخرج فيلم "الرئيس" الذى يتحدث عن أردوغان.
موقف أردوغان، له صدى على المستوى العالمى، ما دعا وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل، بدعوة بلاده لتسهيل ألمانيا دخول المواطنين الأتراك فى بعض الفئات نظرًا للوضع السياسى، قائلاً: "إننى أؤيد تطبيق إمكانات سفر ميسرة حاليًا للأطراف المهمة بالنسبة لنا فى المجتمع التركى- للمثقفين والعلماء والطلاب والفنانين والأدباء والصحفيين أو حتى رجال الأعمال"، بحسب ما نقلته إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية.
دوغان أخانلى
عملية مطاردة الكتاب والمثقفين أيضًا قامت بها السلطات التركية، حتى خارج حدود دولتها، حيث قامت القوات الإسبانية فى أغسطس من العام الماضى، بتوقيف الكاتب الألمانى من أصول تركية دوغان أخانلى، وذلك بناء على طلب تركيا، حسبما نقلت وكالات الأنباء.
الكاتب التركى أورهان باموك، الفائز بجائزة نوبل، وصف حملات الاعتقال وما تشهده تركيا بـ"حكم الإرهاب"، لكل من يتحدث بحرية وينتقد الحكومة ولو بشكل طفيف، وراء القضبان، واصفًا ذلك بعملية القمع التى تحركها "كراهية متوحشة".
أورهان باموك
كما صرحت الكاتبة التركية أصلى أدرغان، عقب خروجها من السجن بعد اعتقال دام 3 أشهر: بالطبع أنا خائفة من العودة إلى السجن، الكابوس قد يستأنف فى أى لحظة، عملى الأدبى مستوحى إلى حد كبير من صدماتى الماضية، أعتقد أن كل كتاباتى بعد اليوم سيخيم عليها طيف السجن.
ويبدو أن ممارسات الرئيس التركى، كانت سببًا فى تنافس أكثر من ناشر على نشر ممارساته الديكتاتورية، حيث تنتظر العاصمة البريطانية لندن أن يصدر خلال شهر مارس 2019 كتاب i will never see the world again، بعدما سارعت 7 دور نشر فى المملكة المتحدة للحصول على حقوق ترجمته ونشره من اللغة، لما يشكله من أهمية سياسية تكشف للقارئ جرائم سجون الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة