صعدت حكومة الاحتلال الإسرائيلى من لهجتها تجاه المملكة الأردنية، عقب مطالبة إعلان العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، بإلغاء ملحقى الباقورة والغمر التى تقضى بتأجير أراضيها إلى إسرائيل لمدة 25 عاما.
وهدد وزير الزراعة فى الحكومة الإسرائيلية، أورى أريئيل، الاثنين، بقطع المياه عن العاصمة الأردنية عمان، ردا على إعلان الملك عبدالله الثانى، وقف العمل بملحق اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1994، فيما يخص الغمر والباقورة.
وقال الوزير الإسرائيلى، فى مقابلة مع القناة الأولى الإسرائيلية، إن حكومة الاحتلال ستقلص المياه التى تزود بها عمان من أربعة أيام إلى يومين فى الأسبوع إذا تم إلغاء الملحق الخاص بقريتى الغمر والباقورة.
وأوضح الوزير الإسرائيلى، أن الأردن بحاجة إلى تل أبيب، أكثر من حاجتنا للأردن، مطالبا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بإقناع الملك عبدالله بالعدول عن قراره.
كانت أزمة سياسية تصاعدت مؤخرا على الحكومة الأردنية، حملت عنوان المطالبة بعدم تجديد اتفاقية تأجير أراضى الباقورة والغمر لإسرائيل لـ 25 عاما المقبلة، بحسب بنود اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية والمعروفة بـ "وادى عربة".
فيما رد مصدر مسؤول فى وزارة المياه والرى الأردنية، على تهديدات وزير الزراعة فى الحكومة الإسرائيلية أورى أريئيل بقطع المياه عن العاصمة عمان "بأن لا أحد يستطيع قطع المياه عن الأردن".
وقال المصدر فى تصريحات لوسائل إعلام أردنية، إن لا أحد يستطيع قطع المياه عن عمان أو غيرها من مناطق المملكة، مشيرا إلى اتفاقية تحكم العلاقات المائية بين الجانبين.
وخصص الملحق الثانى من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة فى أكتوبر من عام 1994، لتوزيع مياه نهر الأردن وحوض اليرموك بين الجانبين.
وتنص المادة الأولى من المعاهدة على أن إسرائيل تضخ 12 مليون متر مكعب من مياه اليرموك فى فترة الصيف الممتدة من 15 مايو حتى 15 أكتوبر من كل عام، على أن يحصل الأردن على باقى التدفق.
كما أن لإسرائيل أن تضخ 13 مليون متر مكعب فى فترة الشتاء الممتدة من 16 أكتوبر حتى 14 مايو من كل عام، ويحصل الأردن على باقى التدفق.
ويحق للأردن أن يقوم شتاء بتخزين 20 مليون متر مكعب من مياه فيضان نهر الأردن فى طبريا على أن يستردها صيفا.
ألزم بند إسرائيل بأن تزود الأردن بنحو 10 ملايين متر مكعب من المياه التى تمت تحليتها، لكن الأردن إلى الآن لم يحصل على مياه عذبة من بحيرة طبريا وذلك لعدم إتمام إسرائيل بناء محطة تحلية فى المنطقة. كما نصت على أن يتعاون الأردن وإسرائيل فى إيجاد مصادر لتزويد الأردن بكميات إضافية مقدارها 50 مليون متر مكعب سنويا من المياه الصالحة للشرب، ليصبح مجموع ما تحصل منه المملكة من بحيرة طبريا بموجب هذه الاتفاقية هو 55 مليون متر مكعب سنوى، وفقا للإعلام الأردنى.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد أكد فى تصريحات سابقة، أحقية الأردن فى استعادة الأراضى، لكنه توقع الدخول فى مفاوضات مع الأردن حول إمكانية تمديد الاتفاقية الحالية.
وأعلن العاهل الأردنى، أمس الأحد، عن عدم تجديد ملحق الاتفاقية التى تسمح للاحتلال بتأجير منطقتى الباقورة والغمر من الأردن لمدة 25 عاما.
وأضاف الملك فى تغريدة على حسابه عبر تويتر، أنه أبلغ حكومة الاحتلال الإسرائيلى بقراره، وأردف قائلا: "إننا نمارس سيادتنا الكاملة على أرضنا. إن أولويتنا فى هذه الظروف الإقليمية هى حماية مصالحنا والقيام بكل ما هو مطلوب للأردن والأردنيين".
وأثار قرار العاهل الأردنى، عبد الله الثانى، إنهاء ملحقى "الباقورة والغمر" من اتفاقية السلام مع إسرائيل، مخاوف المزارعين الإسرائيليين الذين يعملون على فلاحة هذه الأراضى، حيث باتوا يخشون أن يتعرضوا لأزمة اقتصادية حادة جراء ذلك ويطالبون الحكومة الإسرائيلية بتوفير الحلول المناسبة لهم.
واعتبر أحد المزارعين الإسرائيليين خلال حديثه مع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن قرار الملك الأردنى مثل حكم بالإعدام للمزارعين الـ35 الذين يعملون على فلاحة هذه الأراضى فى قرية الغمر جنوب البحر الميت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة