كيف نأمن لعضو التنظيم الدولى للإخوان، رجب طيب أردوغان، فى دوره السياسى على الساحة الدولية، بشكل عام، والإقليمية على وجه التحديد..؟! وكيف نثق فى تصرفاته، وهو حامى حمى كل قيادات التنظيمات الإرهابية فى العالم، أن يبدى رأيا سياسيا فى الوضع السياسى لمصر التى طردت إخوانه فى 30 يونيو، أو السعودية، التى انطلق فيه قطار الإصلاح والتنوير بسرعة فائقة، أم الإمارات، المنفتحة ثقافيا، وتسابق الزمن فى أن يكون لها موطن قدم بين دول العالم المتقدمة والحديثة، أو البحرين وسوريا والعراق، وغيرها من الدول..؟!
رجب طيب أردوغان، أخطر قيادة إخوانية فى العالم حاليا، ويدير بنفسه، التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، ويحتضن اجتماعاته، ويسخر له كل أجهزته الاستخباراتية، لخدمة أهدافه، ومانح لهم كل الأبواق الإعلامية، لتدشين الشر فى العالم..!!
أردوغان، يؤمن بأفكار وثوابت عقيدة الإخوان، أكثر من إيمان مؤسس الجماعة، حسن البنا، نفسه، وأهمها، أستاذية العالم، أى حكم العالم، ولكن فى ثوب أجداده العثمانيين، وهو «الخلافة الإسلامية»، وهو دائما ما يؤكده فى كل مناسبة.
أردوغان، يبحث تطبيق أفكار جماعته الإرهابية، على الأرض، وتصريحاته مؤخرا، حول قضية اختفاء الكاتب الصحفى الإخوانى، جمال خاشقجى، استغلها ووظفها لخدمة أهدافه الخبيثة، فخرج علينا ليؤكد أن تركيا هى الدولة الوحيدة القادرة على قيادة العالم الإسلامى، دون إدراك منه أن معظم الدول الإسلامية، وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات وغيرها من الدول المؤثرة، على خلاف حاد مع سياسته..!!
أردوغان، أيضا، وكونه ينتمى لجماعة إرهابية، تعد الأم التى ولد من رحمها كل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، من عينة داعش والقاعدة والنصرة وحركة طالبان والجهاد والجماعة الإسلامية، إلى آخر هذه المسميات، فإنه يسىء ويشوه الدين لإسلامى أكثر ما يشوهه أعداؤه، من خلال تبنيه أفكارا إرهابية، ومتطرفة..!!
أردوغان، يقمع حرية الصحافة، ويعتقل ويقتل عشرات الصحفيين، ثم يدافع عن حرية الصحافة، والصحفيين فى البلاد التى يحمل لها عداء، وخصومة سياسية، مما يحق عليه قول المولى عز وجل، فى سورة البقرة، الآية رقم 44: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».
أردوغان، تكشفت عداوته، وكراهيته المفرطة، لمصر والسعودية والإمارات وسوريا والعراق، بشكل لافت، ونؤكدها أربعة أدلة واضحة وضوح الشمس، ومحصنة تماما ضد التشكيك.
الدليل الأول، ظهرت أطماعه بوضوح فى ثروات ومقدرات العراق، عقب سقوط بغداد وإعدام صدام، من مياه وبترول، بجانب انتقامه من الأكراد، ونفذ ما خطط له، وبنى سدودا استحوذ على مياه الفرات.
الدليل الثانى، استغل ما يطلق عليه زورا وبهتانا، ثورات الربيع العربى، لتنفيذ توسعاته وإحياء مشروع أجداده العثمانيين، بالسيطرة على مصر وسوريا وليبيا والخليج، كمرحلة أولى، فساعد جماعته الإرهابية فى هذه الدول، وعبث بأمنها، أيما عبث، ونجت مصر بفضل شعبها وجيشها، ورجال مؤسساتها الأمنية، المخلصين الأوفياء، وحطمت مشروعه، وسقطت سوريا وليبيا، ويعبث حتى الآن فى مقدرات الشعب السورى وأراضيه، ويستولى على بتروله، ويطمع فى استقطاع أراضيه.
الدليل الثالث، ورغم تصريحاته ونغمته التى كان يرددها دائما، أن تركيا تقف فى ظهر السعودية، وتعد رأس الحربة للمحور السنى، إلا أن الجميع فوجئ ومع أول اختبار بعد قرار مقاطعة الرباعى العربى لقطر، يهرول مسرعا للدفاع عن نظام الحمدين، ويرتمى فى أحضان إيران، رأس حربة الشيعة، ومشروع التشيع والسيطرة على الخليج، وتعميم مسماه من الخليج العربى إلى الخليج الفارسى.
الدليل الرابع، ورغم ارتكابه كل الموبقات السياسية، ضد خصومه من الدول، خارجيا، والكيانات السياسية داخل بلاده، وارتكاب كل جرائم القتل والتنكيل والقمع ضد شعبه، ومع ذلك، لم يتعامل مع جريمة قتل داخل قنصلية دولة أجنبية، باعتبارها جريمة، يجب تقديم الجناة للمحاكمة، ولكن استغلها ووظفها سياسيا واقتصاديا، بعقد صفقة إطلاق سراح القس الأمريكى، وكسب ود أمريكا، ثم ابتزاز السعودية، والانتقام من الأمير محمد بن سلمان.
وقبل أن يقفز عضو من أعضاء تنظيم التشكيك، من مقعده، معترضا، ومتسائلا بسخافة، لماذا يحمل أردوغان، عداوة للأمير محمد بن سلمان، نذكره على الفور، بما تناقلته وسائل الإعلام التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية، منذ شهور قليلة، وتحديدا فى شهر مارس الماضى، خاصة صحيفة «ينى شفق»، وعلى لسان أحد أبرز كتابها الكاتب «إبراهيم قراغول» حيث استخدم وسائل التهديد والوعيد، بوقاحة وانحطاط، للأمير محمد بن سلمان، عندما قال نصا: «سيادة الأمير، إن منطقتنا تشهد تصفية حسابات القرن، وتأكَّد أنّ الأراضى العربية ستمزَّق مستقبلاً، ومن بينها دولكم بالطبع، وأن الشعوب ستنجرف نحو الهاوية، أيها الأمير، نحن سنصمد، إنما أنتم فلن تستطيعوا الصمود بهذه السياسات والتصرّفات، يا سيادة الأمير، لن تربحوا شيئا بمعاداة تركيا والوقوف ضدّها واستهدافها من أجل محمد بن زايد، بل سيجعلكم تخسرون الشىء الكثير، فالإعراض عن يد تركيا الممدودة من أجل الصداقة سيجعلكم غدًا من دون دعم أو دفاع فى هذه الأرض، ولن تستطيعوا حماية أوطانكم أو التصدى لموجات الاحتلال الجديدة التى تستهدف المنطقة، ولن تستطيعوا حماية الكعبة ومكة والمدينة».
تأسيسا على هذه التهديدات الوقحة فى مارس الماضى، تتكشف حقيقة الترصد بمحمد بن سلمان، والنيل منه ومن وطنه، ولكن «يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة