قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس إن كبار منتجى النفط والغاز العالميين يواجهون ضغوطا غير مسبوقة لتقليص اعتمادهم على إيرادات الطاقة لأن التطور فى كفاءة استهلاك الوقود والسيارات الكهربائية يهدد بتقويض الطلب وتآكل مواردهم المالية.
وحذرت الوكالة من أن عدم التحرك أو فشل محاولات تنويع مصادر الدخل سيعقد المخاطر التى تواجه اقتصادات المنتجين والأسواق العالمية على حد سواء. وقال مدير الوكالة فاتح بيرول "أعتقد أن هناك حاجة أكثر من أى وقت مضى لتغيير أساسى فى أنماط التنمية فى هذه البلدان".
وهناك بالفعل ضغوط على ميزانيات المنتجين من عوامل هيكلية مثل ازدهار إنتاج النفط الصخرى الأمريكى، الذى ينزع حصة سوقية من منافسين مثل السعودية أو نيجيريا على صعيد المعروض، وجهود خفض استخدام الوقود الحفرى لتخفيف تغير المناخ على صعيد الطلب.
وقال بيرول إنه مع سعر 80 دولارا لبرميل النفط، كان متوسط إيرادات هذه البلدان حوالي 1800 دولار للفرد سنويا. لكن مع ظهور النفط الصخرى والتطورات التى طرأت على الطلب مثل تطبيق تقنيات كفاءة استهلاك الطاقة الجديدة، فقد يتراجع هذا المعدل إلى 1250 دولارا سنويا بحلول 2030 أى بنسبة انخفاض 30%.
وأضاف "عندما ننظر لهذه البلدان نجد أنها تكسب فى المتوسط أكثر من 70% من إيراداتها الحكومية من النفط والغاز. يواجه هؤلاء ضغوطا من الأسعار ويواجهون ضغوطا من حجم النفط المصدر ويواجهون ضغوطا من نمو السكان... نعتقد أن الوضع يختلف تماما عن الماضى".
يركز التقرير الخاص لوكالة الطاقة الدولية على الدول المنتجة التي يشكل النفط والغاز الطبيعي ثلث صادراتها الكلية وتسهم إيراداتهما بما لا يقل عن ثلث الإيرادات الإجمالية.
وقالت الوكالة إنها ركزت بشكل خاص على العراق ونيجيريا وروسيا والسعودية والإمارات وفنزويلا.
وترى الوكالة، التي تقدم المشورة للحكومات الغربية بشأن سياسة الطاقة، أن الطلب على النفط سينمو عشرة بالمئة إلى أكثر من 106 ملايين براميل يوميا بحلول 2040 بينما سيزيد الطلب على الغاز الطبيعي أكثر من 40 بالمئة إلى 5400 مليار متر مكعب.
وقال بيرول إن مصدري الشرق الأوسط تحديدا يمكنهم العمل على خفض استهلاكهم المحلي للنفط الخام.
وأضاف "في الشرق الأوسط يستخدمون نحو مليوني برميل يوميا لتوليد الكهرباء وللأغراض الاقتصادية. أقل ما يمكننا قوله إن هذا يفتقر بشدة إلى الكفاءة. الأمر يشبه استخدام عطر (فاخر) لتشغيل سيارة".
وقالت الوكالة إن الإصلاحات الناجحة سيكون لها آثار متعددة على أسواق الطاقة وجهود تحقيق أهداف حماية البيئة العالمية.
وأضافت "هناك الكثير على المحك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة