إسلام الغزولى

فتن داخلية

الجمعة، 26 أكتوبر 2018 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك من يعيش بيننا ويأكل من أكلنا ويعمل جنبا إلى جنب معانا ثم يخرج علينا ليستحل دمائنا، بيننا من تم تخريب وعيه وأصبح لا يملك ميزانا معتدلا يزن به الأمور على الحق بنصاب عادل، ويدرك حقائق الأشياء.

معان أشار لها الرئيس عبد التفاح السيسى فى أكثر من مناسبة، وأظنها جميعا عبارات تشير إلى المرحلة الجديدة من الحرب على الإرهاب وهى المواجهة الفكرية، ورفع الوعى.

سمعنا جميعا أن هناك ما كان بين اصدقائه وجيرانه من يتبنى وجهات نظر متطرفة، صحيح أنهم لم يتورطوا فى حمل السلاح كما فعل أعضاء الجماعة الارهابية فى السنوات السابقة، ولكنهم يتبنون نفس الأفكار الهدامة ونفس التدين الظاهري، ويورثون نفس هذه المبادئ لأجيال قادمة.

قبل ثورة يناير 2011، كانت كوادر الجماعة الإرهابية تصدر صورة عن نفسها للغرب تحديدا باعتبارها أنها الجماعة المعبرة عن الاسلام الوسطى، وتنفى عن نفسها تهمة التطرف والتشدد، وأن الجماعة تنظيم مختلف عن ما شهدته الدولة المصرية من صعود جماعات متشددة، مثل التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية، وتنظيم الجهاد، خاصة بعد تورط هذه الجماعات فى العديد من أعمال العنف والإرهاب والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها.

 

وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان الإرهابية تورطت فى بدايات تأسيسها بأعمال عنف واغتيال سياسى، وكانت أول قاعدة فكرية لحمل السلاح وتسيس الدين كانت مبنية على تجربة حسن البنا وسيد قطب وكتابتهم والتى ظلت دائما قاعدة فكرية لانطلاق كل الجماعات الإرهابية التى شهدتها الدولة المصرية فى السبعينات والثمانينات والتسعينيات، لكن كل تلك الأكاذيب تكشفت عقب ما صاحب ثورة يناير من أحداث دموية واستيلاء تلك الجماعة على مجريات الأمور ومحاولة إدارة الدولة لتحقيق مأربهم الإرهابية فكان أول تحالف عقدته الجماعة مع كافة التيارات الفكرية المتشددة بما فيها المتورطين فى العنف سابقا، وعقب خروج المصريين فى ثورة 30 يونيو، كشفت أعضاء وشباب الجماعة الإرهابية عن وجهها القبيح وتحولوا بشكل مباشر إلى تنظيمات إرهابية صغيرة لا تختلف فى قاعدتها الفكرية وعنفها عن الجماعات المتطرفة الأخرى التى كانت تتظاهر الجماعة بعدم انتمائها إليهم، منها حركة حسم ولواء الثورة وصامدون وخلية حلوان وخلية المرج، وغيرهم.

المشكلة أن القاعدة الفكرية للجماعة الارهابية ظلت باقية بين شباب المجتمع المصرى لأكثر من 80 عاما، وعندما كانت تأتى المنعطفات الخطيرة يخرج أعضاء الجماعة الإرهابية حاملين السلاح فى وجه المواطن المصرى والدولة ومؤسساتها، ويستحلون الدماء.

وذلك بالتحديد هو ما يحذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مناسبات عدة، فعلى مدار ثمانون عاما كان بيننا من يأكل اكلنا ويشرب من نيلنا ولكنه يضمر الشر فى داخله، ولا يتردد فى الخروج علينا بسلاحه فى اللحظة التى يراها سانحة.

إن ما تركه سيد قطب وحسن البنا من فتن داخل المجتمع لا تزال قنابل موقوتة فى عنق المجتمع المصرى، وعلى الدولة المصرية أن تنزع فتيل هذه الفتنة بضمانة شعبية، من خلال رفع الوعى وزيادة الإدراك الفكرى، وهما قلب الحدث.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة