تفشت ظاهرة الزواج العرفى بين طالبات المدارس، فى مجتمعنا، وأغلب ضحايا الزواج العرفى تلميذات بالإعدادية وطالبات بالمدارس التجارية والصناعية، حيث سجلت مديرية أمن الشرقية، على مدار العام الماضى حالات عديدة جاء مركز شرطة الزقازيق فى المقدمة ويتبعه مركزى مشتول السوق ومنيا القمح.
"اليوم السابع" يلقى الضوء على بلاغات هروب عدد من الطالبات بالمدارس بسبب الوقوع فى علاقات عاطفية مع شباب، البعض يتزوجهن عرفيا، والآخر يغرر بهن بعد فقدانها أعز ما تملك ويرفض الزواج منها بعد لجوئها للقانون، وطالب رجال القانون بتفعيل دور الأخصائيات الاجتماعيات بمدارس الطالبات ومراقبة الطالبات من أسرهن.
وسجل مركز شرطة الزقازيق فى سجلاته العام الماضى والحالى غياب 30 طالبة، أغلبهم من القرى، وحررت أسرهن محاضر غياب، وأتضح أنهن ترك المنزل برغبتهن بسبب العلاقات العاطفية، الأمر الذى دفع محكمة جنايات الزقازيق الدائرة الأولى، برئاسة المستشار مختار ماضى، للتدخل كصلح للمجتمع، وهذا الدور ليس وجوبى فالمحكمة تعرض على المتهم الزواج من الفتاة من أجل الستر وحفظ سمعة الأسرة، وهنا تسقط عليها العقوبة فى حالة موافقته على الزواج، وقد قامت المحكمة بعرض الأمر على المتهمين فى 9 وقائع وافق 7 منهم على الزواج من الفتيات ورفض 2 الزواج، آخرهم القضية رقم 47042 لسنة 2015، جنايات مركز شرطة الزقازيق، التى نظرتها المحكمة الأسبوع الماضى، تتخلص واقعتها فى وجود علاقة عاطفية بين الطالبة "ه ر ع" 16 سنة طالبة مقيمة كفر الحصر وبين "خالد إ م" مقيم بيشة قايد مركز الزقازيق، واستدرج الشاب وعاشرها جنسيا حتى حملت منه سفاحا، ورفض الاعتراف بالزواج منها، وبعد تداول القضية فى المحكمة لمدة 3 سنوات، عرضت محكمة جنايات الزقازيق بالشرقية، على المتهم زواج الفتاة، كنوع من الستر، ومن أجل أسقاط العقوبة الجنائية عليه، وعندما وافق برغبته تم برائته من القضية.
ومن الحالات التى شهدها مركز الزقازيق وتزوجت عرفيا أيضا "أ م ز ال" 17 سنة طالبة بالصف الثانى الثانوى التجارى، مقيمة مشتول القاضى مركز الزقازيق، تغيبت بتاريخ 12 يوليو 2018، وعادت متزوجة عرفيا من "ع ع ع" مقيم مشتول القاضى مواليد 31 سنة زواج عرفى على يد محامى وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8348 إدارى مركز شرطة الزقازيق، و"س د ع أ ع" مقيمة الطيبة مركز الزقازيق تغيبت بتاريخ 20 سبتمبر وعادت بتاريخ 28 سبتمبر متزوجة من " ال ع " مقيم كفر الباشا، وتحرر عن واقعتها المحضر رقم 11201 إدارى مركز شرطة الزقازيق، ومن حالات الغياب التى سجها المركز أيضا "أميرة م ز ال" 17 سنة طالبة بالصف الثانى الثانوى التجارى، مقيمة مشتول القاضى مركز الزقازيق، تغيبت بتاريخ 12 يوليو 2018، وعادت متزوجة عرفيا من "عبد الله ع ع" مقيم مشتول القاضى مواليد 31 سنة زواج عرفى على يد محامى وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8348 إدارى مركز شرطة الزقازيق، و"سلمى د ع أ ع" مقيمة الطيبة مركز الزقازيق تغيبت بتاريخ 20 سبتمبر وعادت بتاريخ 28 سبتمبر متزوجة من "عادل ال ع" مقيم كفر الباشا، وتحرر عن واقعتها المحضر رقم 11201 إدارى مركز شرطة الزقازيق.
ومن الحالات التى سجلتها مراكز مشتول السوق ومنيا القمح وأبوحماد، باختفاء طالبات واتضح تركهن المنزل برغبتهن بسبب علاقات عاطفية، اختفاء الطالبة "خلود م ع" بالثانوية العامة مقيمة سنيطة فاقوس، والطالبة "هاجر ع ه" 16 سنة مقيمة القرين، طالبة بالصف الثانى الثانوي، والطالبة "هاجر إ ع" 17 سنة طالبة بالصف الثالث الثانوى مقيمة أبوحماد، كما سجل مركز شرطة بلبيس بتاريخ 12 أبريل غياب 3 طالبات بالثانوى التجارى، من قرى سندنهور والعدلية والشغانبة، وتبين تحفظ أجهزة الأمن بقسم الخليفة على 3 فتيات أثناء التنزه بفرقة 3 شباب وتم اصطحابهم إلى قسم الخليفة، وتحرير محضر بالواقعة، وتوجه أهالى الطالبات برفقة عمدة أحدى القرى، لاستلامهم من ديوان القسم، و"نرمين م ال" 16 سنة طالبة المتهم "مازن ال" المحضر رقم 1805 لسنة 2017 أبوحماد هتك عرض.
و "أمنية ج م" 14 سنة طالبة المتهم "رمضان م م" المحضر رقم 30772 لسنة 2017 مركز أبوحماد، وسجل مركز منيا القمح 20 حالة منهن تغيب الطالبة "هاجر ال ع " طالبة قرية تلبانة المحضر رقم 5505 لسنة 2018 متغيبة بتاريخ 14 يوليو 2018، و"أحلام ال ع م" طالبة مقيمة قرية كفر حسن ندا كفر ميت بشار، متغيبة فى المحضر 6024 لسنة 2018 إدارى منيا القمح متغيبة بتاريخ 29 يوليو، و"يمنى ع م ع" طالبة من قرية ميت بشار، رقم المحضر 2672 بتاريخ 4 أبريل، و"ميار م ى م" قرية كفر الدير بتاريخ 26 يوليو فى المحضر رقم 5885 إدارى منيا القمح، و"أمنية م أ" طالبة قرية كفر الدير المحضر رقم 5322 لسنة 2018 متغيبة بتاريخ 8 – 7 لسنة 2018.
فيما تظل واقعة الطفلة "هنا م م ن" 13 سنة مقيمة الزقازيق، أغرب واقعة شهدتها محافظة الشرقية، عندما حررت أسرتها بلاغ يحمل الرقم 5842 إدارى قسم ثانى الزقازيق، باختفائها أثناء تواجدها مع شقيقتيها فى تدريب رياضى بكلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق، مؤكدين خطفها، لكن كشفت تحقيقات ضباط مباحث قسم ثانى الزقازيق، هروب الطفلة بإرادتها مع "محمود أ إ ع" 25 سنة ومقيم دائرة القسم مدرب التنس الخاص بها، إلى مدينة بورسعيد لوجود علاقة عاطفية، ومن خلال تتبع هاتف الفتاة، تم رصد مشاهدات عديدة لهما سويا بمدينة بورسعيد، وتمكنت مأمورية من قسم ثانى الزقازيق برئاسة النقيب رمزى أبو زيد معاون مباحث قسم ثانى الزقازيق من القبض على المدرب وعثر معه على الطفلة، وقام والد الطفلة قام بتحرير محضر ضد المدرب بتهمة خطف نجلته.
وقال الدكتور حامد عبده الهادى استاذ علم الاجتماعى بكلية الآداب جامعة الزقازيق، إن هناك دوافع وراء هروب الفتيات من منازلهن للزواج عرفيا أو الهروب مع من تجد فيه فارسا لأحلامها، مع أول تجربة حب تعيشها الفتاة وخاصة فى سن المراهقة، وذلك يرجع إلى الأسرة، فهى عليها دور كبير، والأسباب تنحصر إذ كانت الفتاة تعانى من تفكك أسرى، أو الفقر والحالة الاقتصادية، ودخل الأسرة لم يكفى متطلبتها، لم يكن عندها إطمئنان للمستقبل من ناحية تجهيزها، وخاصة إنها فى فترة مراهقة، ولها خصائص بيولوجية، وتعتقد أن ظروفها تمنع أسرتها من تجهيزها، فتلجأ إلى الزواج العرفى.
وأضاف أن من هذه الأسباب علاقة الفتاة بزملائها فى المدرسة، إذ كانت تمشى مع مجموعة محترمة سوف يؤثر على سلوكها، لكن لو كانت تمشى مع مجموعة فاسدة سوف تتعلم الفساد منهن حتى لو كانت صالحة، فضلا عن نوعية المقررات الدراسية تكون تلقينية ولا يوجد متابعة فى المدرسة على الطالبات، فضلا عن دور الإخصائية الاجتماعية فى المدارس غير مفعل، وعدد هم غير كافي، ويجب أن تتغذى بعدد كافى من الأخصائيين الاجتماعيين، لكن للأسف دورهم غير مفعل، وأيضا مراكز الشباب لو استقطبت الفتيات فى تعليم حرف سوف يحد من هذه الظاهرة.
وتقول أمل سليمان أول مأذونة فى مصر والوطن العربي، إن السبب الرئيسى فى زواج القاصرات وهروب بعضهم من المنزل، يرجع إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة، والمحمول الذى يحمله أغلبهم ويشاهدون عليه أفلام إباحية ومشاهد تحرك مشاعر الفتيات كأنثى وأصبح بعضهم على علم بالعلاقات الزوجية، فضلا عن دور الأم فى البيت عليه عامل رئيسى أنها لا بد أن تكون صديقة لابنتها وخاصة فى هذه المرحلة الحرجة من العمر مرحلة المراهقة، والزواج العرفى للفتاة التى أقل من 18 سنة شرعا غير معترف به، لعدم إكتمال أركان الزواج التى منها موافقة وإليها والإشهار ولا زواج إلا بولى وخاصة للفتاة البكر.
ويقول الشيخ صبرى عبادة، مستشار وزير الأوقاف، إن الزواج العرفى أصبح ظاهرة، وذلك من منطق ضعف الواعظ الديني، وأن الزواج لن يقوم على العلاقة الجنسية فقط، بل هو استقرار وبناء أسرة، وهذه الظاهرة لابد أن تواجه من كل الجهات، حفاظا على البنت ومستقبها، والزواج واختيار الزوج لا بد أم يكون على أسس، موضحا أن ظاهرة اختفاء بعد الطالبات والفتيات بدعوى الخطف، غير حقيقى، ولا بد من تتبعها من كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والتوعية من خلال المدرسة، لأن الفتاة تقضى وقت طويل، ولابد أيضا من توعية الشاب بإن إغراء البنت والضحك عليها فى شرفها ذنب عظيم، وخاصة أن قانون الأحوال الشخصية حدد سن الزواج عند 18 سنة، ليكى تكون الفتاة مهيئة للمعرفة الجيدة بأهمية الزواج والأسرة ومن هنا أجاز علماء الأمة الإسلامية أن سن الزواج عند 18 سنة للبنت سن مناسب كما قدم علماء الإجتماع والنفس أبحاث تؤكد أنه هو سن مناسب، ودعوات الزواج مبكر قبل سنة، تكون الفتاة غير مؤهلة لبناء الأسرة وأغلب هذه الزيجات إنتهت بالطلاق، وارتكاب لجرائم معينة تتنافى مع الآداب العامة، فضلا عن خلق مشاكل كثيرة فى البيوت بسبب حداثة سن البنت لأن المراة هى الركيزة لبناء الأسرة، ولا بد أن توعية الطالبة التى تهرب مع شاب من أجل الزواج منه، أن الفترة التى تقضيها فى إشباع الرغبة الجنسية فترة قصيرة لكن عقوابها كثيرة هذا مسلك مشين وإعتبرت نفسها متعة جسدية تباع وتشترى، حسب رغبة الذئاب البشرية وهو عمل محرم شرعا فعل من جرائم الإسلام.
وأكد "عبادة"، أن الحالات التى تهرب فيها الفتاة وتتزوج عرفيا بعقد موقع عليها شابين، يعتبر زواج باطل، ويعد زنا مقنن وليس زواج، لأن من شروط الزواج أن البكر لا تزوج نفسها إلا بولى، مشيرا إلى حضوره واقعة فى قرية "المنأجاة" بمركز الحسينية العام الماضى، لطالبة هربت من أسرتها وحررت أسرتها محضر غياب، واتضح أنها هربت مع شاب وتزوجت منه عرفيا، وبالرغم من تدخل الكثيرين للصلح بين الشاب وأسرة الفتاة وإقامة مراسم عرس رسمى، لكنه زواج مسبوق بفعل مشين يزل يطارد الفتاة طول عمرها.
وتقول الدكتورة عايدة عطية مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة الشرقية، إن ظاهرة الزواج المبكر من مظاهر العنف ضد المرأة، لما تمثله من مخاطر اجتماعية وصحية خطيرة على الفتيات، ويكثف المجلس القومى للمرأة بالشرقية التوعية ضد هذه الظاهرة فى الندوات التى ينفذها المجلس وفى حملات طرق الأبواب التى تصل القرى والنجوع والكفور، موضحة أن المجلس نفذ على مدار العامين الدراسين السابقين قوافل توعية بالمدارس الثانوية الفنية "زراعية- صناعية- تجارية" شارك فيها المجلس مع المحافظة والأوقاف والتربية والتعليم والصحة والمجلس القومى للسكان لتعريف الفتيات بمخاطر الزواج المبكر وضرورة الفحص للمقبلين على الزواج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة