بنمطها المعمارى الفريد، وأوديتها المثيرة للدهشة والمحاصرة بالجبال والهضاب الخلابة، تقبع قرية "رُجال ألمع"، التى تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية بالمملكة العربية السعودية، وباتت الآن على مرمى حجر من الانضمام لبرنامج مواقع التراث الإنسانى العالمى لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
تقع محافظة "رُجال ألمع" بمنطقة عسير جنوبى غرب المملكة حيث يحدها من الشمال محافظة محايل، ومن الجنوب بلاد بني شعبة، أما من الشرق فيحدها رفيدة، وبلاد ربيعة، وبني مغيد، بينما تطل على البحر الأحمر من جهة الغرب.
قبل عدة أشهر، شرعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطنى فى إعداد ملف شامل لتسجيل تلك المدينة التاريخية فى قائمة التراث العالمى باليونسكو، حيث تسلمت المنظمة الدولية الملف فى يناير الماضى، فيما يترقب أبناؤها قرارًا وشيكًا بضمها لقائمة التراث العالمى.
حظيت "رُجال ألمع" باهتمام كبير من قِبَل هيئة السياحة بعدما تم وضع برنامج شامل لإعادة تأهيلها وترميم الأثار والمناطق التراثية والقصور التى تحتضنها المدينة، والتى تعد شاهدا على تاريخها الممتد منذ حقبة ظهور الإسلام.
تتميز المدينة بألوان مختلفة من الفنون المعمارية النادرة، وتضم العشرات من القصور التي يبلغ ارتفاع بعضها نحو ثمانية طوابق، وهو نمط معمارى لم يكن سائدا قبل قرنين من الزمان حينما تم تشييدها، لكن ضيق مساحات الأراضى بسبب الطابع الجبلى دفع سكانها لتشييد بنايات مرتفعة.
يعد "قصر الرياض" من أشهر القصور بالمدينة وسمى بهذا الاسم، لأن بناءه تزامن مع فتح الرياض عام 1319هـ، وقصر "الدرعية" الذى سمى بهذا الاسم لتزامن بناء طابقه الأخير مع عودة أبناء رجال ألمع الذين هاجروا إلى الدرعية لأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ويمثل الوصول لمدينة "رُجال ألمع" مغامرة فى حد ذاتها، بسبب المنحدرات والطرق المتعرجة التى يسلكها المسافرون والقاصدون لها، وكذا الدروب الجبلية المحاطة بالأشجار والكثبان الخضراء التى تُضفى على الرحلة مزيدًا من الإثارة والتشويق، ناهيك عما تحظى به المنطقة من أجواء متنوعة تميل الى الاعتدال طوال العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة