كريم عبد السلام

ألمانيا تعيد تصنيف الإخوان جماعة متطرفة بسبب أردوغان

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألمانيا أصبحت ترى فى تحركات جماعة الإخوان تهديدا لأمنها الداخلى أخيرا، ومن ثم غيرت تصنيف الجماعة من تنظيم منفتح يعتمد قيم الحوار مع الآخرين إلى جماعة متطرفة تمثل خطرا على الدولة الألمانية، وجاء فى حيثيات القرار  أن الجماعة المحظورة تسعى إلى إقامة روابط وثيقة مع الأحزاب ودوائر الحكم المختلفة بهدف توسيع نفوذها من ناحية ومن ناحية أخرى تنشط بين دوائر المهاجرين عبر تقديم المساعدات الضرورية مثل السكن وإنهاء إجراءات الإقامة قبل تجنيدهم لخدمة أهدافها السرية التى تتمثل فى تغيير بنية المجتمعات الغربية عادة إلى مجتمعات ذات طبيعة متطرفة تفرض شروطها وقيمها على الآخرين
هل توصلت السلطات الألمانية إلى هذا الاكتشاف حول الإخوان فجأة؟ أم أنها كانت مثل غيرها من الدول الأوربية داخل الفلك الأمريكى ترعى الإرهابيين وترصدهم فى الوقت نفسه لاستخدامهم فى احتواء البلدان التى يأتون منها؟ وهل كانت الإقامات بالجملة والإعانات المادية وحرية إنشاء المدارس الدينية والتحرك داخل المجتمع الألمانى وجمع التبرعات إجراءات فى السابق تعبر عن السماحة الغربية تجاه اللاجئين فقط؟ وهل التعبير الألمانى الخاص بإعادة تصنيف الإخوان كجماعة متطرفة تمثل خطورة على الأمن الألمانى يتساوى مع تصنيفها كجماعة إرهابية أم يقل عنه فى الدرجة؟ وهل يترتب على التصنيف الجديد أى اعتبارات احترازية ضد أعضاء الجماعة فى الولايات الألمانية وواجهتها المعروفة هناك باسم «الجماعة الإسلامية»؟
 
ألمانيا غيرت تصنيفها للإخوان بعد أن لدغها الثعبان التركى رجب طيب أردوغان، وإعلانه تحديه ميركل والمؤسسات الألمانية والشعب الألمانى بتحريضه الألمان من أصل تركى وهم نسبة لا يستهان بها على الخروج على القوانين المعمول بها، وإعلانهم تأييده فى الانتخابات الرئاسية التركية الماضية، كما مثلت حادثة نجم الكرة الألمانى من أصل تركى مسعود أوزيل وصورته مع أردوغان فى عز الأزمة الألمانية التركية شرخا فى المجتمع الألمانى، فاللاعب الذى فضل اعتزال اللعب بقميص المنتخب الألمانى على التنصل من تأييد سياسات الديكتاتور التركى أعاد الجدل من جديد حول مدى ولاء المهاجرين من الدول الإسلامية للدولة الألمانية.
 
تركيا أردوغان تعتقد أنها تسيطر على كافة المهاجرين الأتراك إلى ألمانيا والذين يقتربون من 5 ملايين يحملون الجنسية الألمانية وعندما قررت برلين معاقبة أردوغان على حملات الاعتقال العشوائية والفصل التعسفى لمئات الآلاف من المواطنين وتقييد الحريات وإغلاق الصحف وقنوات التليفزيون وسجن عشرات الآلاف بتهمة الانضمام لجماعة خدمة وفتح الله جولن، دعا الديكتاتور التركى أنصاره فى ألمانيا إلى التعبير عن تأييدهم له ولبلدهم الأصلى فكان أن خرجوا فى مظاهرات حاشدة فى قلب برلين بالأعلام التركية، وطالبت برلين ساعتها بإعادة النظر فى مدى ملاءمة أوضاع أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوربى.
 
لا تستطيع السلطات الألمانية فى الوقت الراهن المضى إلى آخر الشوط مع جماعة الإخوان بإعلانها جماعة إرهابية ومصادرة أموالها وحظر مدارسها وجمعياتها الفرعية، لعدة أسباب أولها تشابك الأوضاع الاقتصادية مع تركيا فألمانيا لديها استثمارات كبيرة فى تركيا، كما أنها تخشى تأليب الديكتاتور التركى لرعاياه من أصل تركى على أراضيها، وهى تخشى أكثر أن ينفذ تهديده ويسمح لمئات الآلاف من اللاجئين على أراضيه بالتدفق على الأراضى الألمانية، مما سيضع ميركل فى مأزق كبير، فالقضية الخارجية الأولى فى ألمانيا تتعلق بحماية المجتمع الألمانى من اللاجئين والهجرة غير الشرعية، وخلال العامين الماضيين اتخذت أنجيلا ميركل، وحزبها الاتحاد المسيحى الديمقراطى المحافظ، إجراءات للحد من عدد اللاجئين فى إطار تسوية مع حلفائها البافاريين فى حزب الاتحاد المسيحى الاجتماعى، ومع ذلك تعتبر الخطوة الألمانية بداية سياسة أوربية جديدة أكثر تشددا تجاه التطرف وجماعاته، تقوم على تغليب اعتبارات الأمن الداخلى وسلامة المجتمع الألمانى على تحقيق نجاحات خارجية فى السيطرة على الدول الإسلامية باستخدام مواطنيها السابقين.
وللحديث بقية






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة