فى أحد المطاعم الكبرى حجز لنفسه موقعا واضحا فى المطبخ، وظيفته هنا مختلفة عن الجميع، إلى جوار الطبخ والوصفات وتحضير الطعام يقف محمد عبد الرحمن حاملا مهمة أخرى من نوع خاص، هى هندسة وتزيين الأطباق.
يستقبل الأطعمة التقى أعدها الطهاة فيحولها هو إلى قطع فنية قبل خروجها من بوابة المطبخ إلى الطاولات التى يجلس عليها الزبائن لينبهروا بفنه مثلما ينبهروا بجودة الطعام، نقترب منه فنكتشف أن وصوله لعالم الطهى جاء من بوابة مختلفة، فهو فى الأصل مهندس معمارى، دخل عالم المطبخ ووقع فى غرامه وتحول إلى مهندس من نوع خاص، يبنى الأطباق ويضبط معمارها وديكوراتها على طريقته الخاصة ليضمن لنفسه مكانة خاصة فى عالم الطهاة.
الشيف محمد أثناء تحضير الأطباق
يروى المهندس الشيف محمد عبد الرحمن، قصته ويقول أنه يعشق الرسم والألوان، ومغرم بالفن وأشكاله، وغاوى رسم وبورتريهات، بعد رحلته مع العمل فى المجال الهندسى المعمارى فى أحد المشاريع المهمة كمهندس ومصمم للماكيتات وعمل المجسمات الصغيرة القابلة للتنفيذ لمدة عام، انتقل بعد ذلك للعمل فى أحد المكاتب الهندسية للرسم والتصميم، ويحكى لليوم السابع "أنه رغم أدائه وحبه للعمل كان يتقاضى راتب رمزى لا يحقق له العيشة الكريمة"، واستمر فى ذلك بسبب شغفه للرسم وحبة للمجال، ولكن بعد ذلك قرر أن يترك العمل.
تقديم طبق السوشى بالرسم والألوان
ولم يجد أمامه فى ذلك الوقت غير العمل مع شقيقه فى أحد المطاعم الكبرى، كانت أحد المطاعم التى تقدم الأكلات الأسيوية فى ذلك الوقت الصينى واليابانى واللبنانى وغيرهم.
الشيف محمد أثناء تجهيزة للسوشى
تقديم السوشى بشكل فنى أنيق
ويحكى أنه فى البداية كان قد يعمل فى القسم اللبنانى، ولكنه لم يشعر بالسعادة والاكتفاء فقررترك العمل وذلك بعد 20 يوم فقط "، فكان يشعر بالحزن وعدم التقدير ‘فهو مغرم بعمله وللفن وقد وجد أن هذا العمل لا يحقق له رغبته، ولكنه عاد من جديد فى قسم السوشى، وهنا وجد شغفه من جديد ، فبجانب الطبخ وجد فى السوشى تعدد الألوان والفن، فقد بدأ فى ذلك الوقت أن يعمل بحب وشغف، وقد خرج عن تقديم الطبق التقليدى وبدأ يضع لمسته الخاصة ويخرج فنه فى الطبق.
فبدأ بالنحت على الفواكه والخضراوات المجسمة كالنحت على البطيخ وغيره، وبدأ يضع فنه فى تقديم الطبق ورسمه بشكل مميز ومحترف بالألوان المختلفة والطرق المختلفة أيضا .
ويحكى أنه "من هنا بدأ يتميز فى مجاله ، وبدأت الزبائن ترفض الأطباق التقليدية "، وذلك جعله يطلب فى الحفلات لتجهيز أطباق السوشى لتخرج بشكل مميز يتناسب مع التصوير والإبداع.
اسخدام الألوان المختلفة فى الطبق
ولم يكن تقديم الأطباق فقط هو فنه وموهبته، وإنما كان يضع التصميمات المناسبة لديكور المطعم ليخرج بشكل جديد ومتألق، ليثير إعجاب الزبائن والسؤال عن هذه التصميمات وهذا الديكور.
طبق السوشى بلمسات المهندس المعمارى
فحقق بذلك شهرة كبيرة على مستوى الطبخ والعمارة، ولم يجد صعوبة فى تحقيق شغفة ودراسته فى نفس ذات الوقت فقد عمل فى الطبخ مايقرب من 15 عاما حقق فيها مايريد وما يجعله مميزا فى مجاله.