أكرم القصاص

بمناسبة «نوبل».. العلم لا يجلب النجومية ولا المال والعلماء يعرفون ذلك!

الخميس، 04 أكتوبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تثير جوائز نوبل فى العلوم والطب، الكثير من الإشارات والتنبيهات والهموم، فيما يتعلق باتجاهات العالم نحو العلم، وكيف أن العلماء يركزون فى أبحاث نظرية تساهم فى تطوير الطب والدواء ، ولا يكسبون من أبحاثهم، وليس من بينهم من يحظى بشهرة، واحد فى المليون من كبار المؤثرين فى عالم النجومية الطبيعية أو الافتراضية. ولا يحققون أرباحًا أو مكاسب، وليس من بين العلماء مؤثرين فى عالم السوشيال ميديا ولا أثرياء فى قائمة أكثر 400 شخصية ثراءً فى أمريكا التى أعلنت فى نفس توقيت إعلان جوائز نوبل.  ومع هذا فإن أبحاث هؤلاء العلماء تحصل عليها شركات الدواء والتكنولوجيا الكبرى لتبيعها وتربح مئات المليارات، وهو ما يطرح سؤالًا عن العائد الذى يحصل عليه عالم يعمل سنوات فى أبحاث نظرية قد تبدو للعامة غير ذات فائدة، بينما هى التى تصنع الفروق وتنتج الأدوية والابتكارات الأكثر تأثيرًا فى عالم اليوم.
 
لكن الحق أن العالم الذى يحتفى بالنجوم اللامعين فى عالم الكرة والفن أو يتصدر واجهاته « مؤثرون» ليس من بينهم من قدم شيئًا مفيدًا للبشرية، نفس العالم يحترم العلم ويرى أنه السبيل الوحيد للتقدم، وبالتالى فهو يوفر للبحث العلمى والعلماء الحدود المحترمة التى تمكنهم من مواصلة أبحاثهم. 
 
والجديد أن جوائز نوبل فى الكيمياء والفيزياء والطب هذا العام وربما فى السنوات الأخيرة تتجه إلى علماء أجروا أبحاثًا تساهم فى تطوير الأدوية، ومواجهة الأمراض المستعصية والصعبة أو ما أطلقت عليه الأكاديمية السويدية «خطوات نحو حماية الإنسان ومكافحة الأمراض الأكثر خطرًا». وأعلنت الأكاديمية السويدية للعلوم فوز الأمريكية «فرانسيس أرنولد» والأمريكى «جورج سميث» والبريطانى «جريجورى وينتر» بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2018. وقالت الأكاديمية «إن العلماء الثلاث استخدموا علم الكيمياء لتطويع التطور واستخدامه فى الأغراض التى تجلب أكبر فائدة للبشرية».
 
وكانت العالمة الأمريكية «فرانسيس أرنولد» نجحت فى تطوير «الإنزيمات الموجهة» وهى بروتينات تحفز التفاعلات الكيميائية وتستخدم فى صناعة المواد الكيميائية كالأدوية والوقود، حصلت على نصف الجائزة، والنصف الآخر لكل من  العالم جورج سميث الذى طور طريقة لاستخدام الفيروسات فى مكافحة البكتيريا، بينما العالم البريطانى «جريجورى وينتر» فقد طور أجسامًا مضادة تستخدم فى تطوير أدوية لعلاج العديد من الأمراض المناعية والتى تواجه صعوبة فى علاجها، مثل الروماتويد والصدفية و تمكن من إنتاج أجسام مضادة تحيد السموم وتكافح بعض أنواع السرطان. وفرانسيس أرنولد ثالث امرأة تحصل على جائزة نوبل فى الكيمياء بعد 54 عاما على حصول إيرين جوليو كورى 1935 على نفس الجائزة، وقبلها مارى كورى التى فازت بنوبل مرتين الأولى 1903 والثانية 1911.
 
وفاز بجائزة نوبل فى الفيزياء أرثر أشكين بالنصف الأول عن أبحاث لـتطوير «الملاقط البصرية وتطبيقها على النظم البيولوجية»، وتملأ ملاقط آرثر آشكن البصرية الجسيمات والذرات والجزيئات بأصابع شعاع الليزر، وتساعد فى تطوير فحص الفيروسات والبكتيريا والخلايا الحية دون إلحاق الضرر بها، مما يساعد فى تطوير أبحاث المضادات والأدوية، فضلًا عن مراقبة آلية الحياة. فيما حصل العالم الفرنسى جيرار مورو والكندية دونا ستريكلاند، على جائزة نوبل فى الفيزياء لنجاحهما فى توليد نبضات بصرية قصيرة وكثيفة تساعد فى أبحاث الطب والفحص.
 
أما نوبل فى الطب فقد فاز بها العالم اليابانى تاسوكو هونجو و العالم الأمريكى جيمس أليسون تقديرًا لأبحاثهما الرائدة فى مجال مكافحة السرطان. وتطوير الجهاز المناعى لمهاجمة الخلايا السرطانية شكلت علامة فارقة فى مكافحة مرض السرطان.
 
المفارقة أن العلماء لايحصلون على الشهرة ولا المال، ومع هذا يواصلون أبحاثهم ويجيبون على سؤال «نتملك أم نكون»، بأن هناك أنواعًا أخرى من السعادة يصنعها العلم، والشعور لدى العلماء بأنهم يساهمون فى إنقاذ العالم وهم يعلمون أن العلم لا يمنح النجومية ولا المال. بل أن العائد يحصل عليه آخرون تجار ومسوقون. 
 
 وبينما العالم ينفق على الأبحاث النظرية ما زلنا نتساءل عن حجم الرفع فى موازنات البحث العلمى. ربما كنا بحاجة لإعادة التفكير فى الفرق بين العلم والضجة الفارغة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة