تعيش الكرة المصرية فى الوقت الراهن أجواء مشتعلة، وتصل الأحداث على ساحتها إلى ذروتها، وفى مثل هذه الأوقات تتزايد الضغوط من الجماهير القلقة أو الغاضبة أو المنتشية على الإدارة الفنية لفرقها من أجل تصحيح أوضاع أو استكمال مسيرة النجاح طمعا فى الوصول إلى المجد، وبناءً عليه فإن هناك العديد من الأسئلة المطروحة أمام المديرين الفنيين الكبار ويسعون للإجابة عليها من خلال الأداء داخل الملعب.
ويمكن تلخيص أحوال الكرة فى مصر ما بين الأهلى الساعى بكل جهد لاستعادة الأميرة الأفريقية الغائبة عن خزائنه منذ سنوات، فيما يحاول كل من الزمالك والاسماعيلى وضع أقدامهم على الطريق الصحيح بعد فترة من تذبذب المستوى، بينما يعيش المصرى حالة من التألق على الصعيد القارى، وفى الوقت ذاته يبدأ المنتخب الوطنى مرحلة إحلال وتجديد بعد صدمة الخروج من مونديال روسيا 2018 من الدور الأول، وبناءً على هذا نطرح تلك التساؤلات الحائرة فى عقول محبى الكرة المصرية.
أولاً: كيف يستطيع أجيرى تثبيت أقدامه مع المنتخب الوطنى؟
بعد صدمة خروج المنتخب الوطنى من مونديال روسيا عقب ثلاث هزائم متتالية، وجهت الجماهير المصرية أسهم نقدها نحو الأرجنتينى هيكتور كوبر وبالتالى رحل وتم التعاقد مع المكسيكى خافير أجيرى ليعلن أنه قادر على فتح صفحة جديدة مع الفراعنة تكون الكرة الهجومية عنوانها والتحرر من أجواء كوبر الدفاعية.
فى الظهور الأول لأجيرى مع الفراعنة، نجح فى قيادة المنتخب للفوز على النيجر بستة أهداف نظيفة فى إطار الجولة الثانية بالتصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019، إلا أن تلك المباراة لم تكن معيارًا للحكم على المدرب المكسيكى فى نظر الجماهير خصوصا أن كوبر فى أول لقاءاته فاز على تشاد بخماسية، لذا فإن الجميع ينتظر ما ستفسر عنه المواجهات القوية وأولها سيكون أمام تونس بالجولة الخامسة من التصفيات، لاسيما أنه أمر طبيعى فوز المنتخب فى لقائي سوازيلاند يومي 12، 16 أكتوبر الحالي ضمن الجولتين الثالثة والرابعة للتصفيات.
ثانيًا : هل يقلق كارتيرون من تجربة جوزيه فى الأهلى؟
يسير الفرنسى باتريس كارتيرون بخطى ثابتة منذ توليه قيادة الأهلى مطلع الموسم الجارى، فعلى الصعيد القارى لم يخسر أى لقاء، والنتجة كانت صعود الفريق لنصف النهائى فى مواجهة وفاق سطيف الجزائرى، وليس هذا فحسب بل الفرق قدم فى المباراة النهائية بعد الفوز فى لقاء الذهاب بهدفين دون رد، والحال نفسه على الصعيد المحلى فالفريق يؤدى بشكل جيد حتى الآن فى الدورى العام.
بداية كارتيرون المبشرة دفعت الكثير من الجماهير للحديث عن إمكانية تكراره لتجربة الساحر البرتغالى مانويل جوزيه مع الأهلى فى كل ولاياته، خصوصا أن كل المدربين الذين تولوا المسئولية خلفًا للساحر البرتغالى رغم تحقيقهم للبطولات لم يتمكنوا من وضع بصمة مثل المدرب البرتغالى، فهل تلك المقارنات قد تشكل ضغطًا على المدرب الفرنسى الذى يظهر واثقًا من نفسه خاصة أن المعروف عن جماهير أنها لا تترضى بالقليل وتتطلع دائمًا لإحراز البطولات وليس هذا فحسب إنما تحطيم الأرقام القياسية فى كل تجرب يخوضها فريقهم.
ثالثًا : متى تثق جماهير الزمالك فى جروس؟
ما بين المطالبة برحيل السويسرى كريستيان جروس، المدير الفنى للزمالك أو الإبقاء عليه تتباين ردود الفعل الزملكاوية عقب كل لقاء يخوضه المدرب السويسرى خاصة أن الرجل حتى لم يظهر بصمته الكاملة مع الفريق الذى يفوز بنتائج عريضة ثم يعود ليتلقى هزيمة مفاجئة من منافس أقل من المستوى المطلوب لهزيمة بفريق بحجم الزمالك.
السؤال الذى يشغل بال الأوساط الكروية المحلية، متى تثق جماهير الأبيض فى جروس؟، وتتأكد أنه مدرب صاحب شخصية قادرة على إعادة الزمالك إلى منصة البطولات مجددًا، وليس السير على سطر وترك الآخر، خصوصا أنه يمتلك مجموعة من العناصر لديها القدرة على إحداث الفارق الفنى فى المباريات الهامة والحاسمة.
رابعًا : هل ينجح العائد "فييرا" فى تصحيح مسار الاسماعيلى؟
مؤخرًا أعلن مجلس إدارة الإسماعيلى برئاسة إبراهيم عثمان التعاقد مع البرازيلى جورفان فييرا ، المدير الفنى السابق للزمالك وسموحة ، خلفا لخير الدين مضوى ، بعد سوء نتائج الفريق خلال الفترة الأخيرة، كما أنه سبق له تدريب الدراويش عام 1999، لذا فإنه ليس غريبًا على الكرة المصرية وقد يكون قادرًا على تصحيح مسار الاسماعيلى بعد تذبذب النتائج مطلع هذا الموسم.
فى أول تصريحاته الإعلامية، تحدث فييرا عن تمثيل هذه التجربة لتحد خاص بالنسبة له، مؤكدًا على قدرته فى التعامل تجاه المواقف الصعبة التى تثبت قدرة كل مدرب على تحقيق الانجازات، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المدرب البرازيلى لم يشغل أى منصب خلال موسم 2016/2017، بينما تولى تدريب فريق كلباء الإماراتى أحد فرق دورى الدرجة الثانية من يناير إلى سبتمبر 2018!، أى أنه يحتاج لإعادة اسمه على الساحة مجددًا.
السؤال، هل ينجح المدرب البرازيلى صاحب الباع الطويل فى تدريب الفرق العربية فى استخدام مخزون خبراته فى إعادة الدراويش لتحقيق نتائج جيدة سواء فى المسابقات المحلية أو البطولة العربية، كما أنه فى هذه الحالة سيتمكن من إعادة اسمه للظهور على الساحة العربية بعدما خفت نجمه كثيرًا فى السنوات الأخيرة بعد تجارب غير ناجحة.
خامسًا : ما الخطوة القادمة لحسام حسن فى عالم التدريب؟
نجح حسام حسن، المدير الفنى للمصرى البورسعيدى فى وضع بصمة وضع مع الفريق خلال المواسم التى تولى خلاله تدريب الفريق، وتكللت بإحرازه مراكز متقدمة فى جدول الدورى العام، كما أنه نجح فى تحقيق إنجاز للفريق البورسعيدى بقيادته نحو التأهل إلى نصف نهائى بطولة الكونفدرالية الأفريقية، وذلك رغم عدم توفير له إمكانيات مثل الموفرة لفرق مثل الأهلى والزمالك.
البعض يتحدث عن الخطوة القادمة للعميد فى عالم التدريب، وهل سيكتفى بالبقاء فى المصرى البورسعيدى أم سيكون له تطلعات لخوض تجارب تدريبية أخرى إذا وجد عروض مغرية من فرق عربية أو منتخبات خلال الفترة القادمة، وبالتأكيد سيكون القرار الصعب فى ظل تمسك جماهير بورسعيد بالتوأم بعدما حقق نتائج مرضية لهم فى السنوات الماضية، وأصبح فريقهم ندًا قويًا لكل فرق الدورى الممتاز ومرشحًا للفوز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة