ولو أحدهم دفع مليون دولار، قُطٍعَت يد وقعت ووافقت على عقد قران وحفل عشاء فى أبهاء معبد الكرنك، حصّلت معبد الكرنك، استباحة الآثار الفرعونية بإقامة أفراح الأنجال خطيئة تقترب من الجريمة، ومَن وافق عليها أجرم فى حق هذا البلد وآثاره، لم يتبق لنا من مصادر العظمة سوى هذه الأبهاء العظيمة.
جريمة أثرية عمداً مع سبق الإصرار والترصد، كيف سولت لكم أنفسكم إهانة " الثالوث الفرعونى " المقدس، وبكم .. هي أشياء لا تباع ولا تشترى ، آخرتها حفل عشاء وعقد قران داخل الكرنك، أفهم أن تقام بين أبهائه مناسبات ثقافية، أثرية، اجتماعات أممية، مهرجانات فنية عالمية، لكن عقد قران وبين الأبهاء وفى منتصف الليالى، عجيبة من العجائب.
أفهم أن تقام مثل هذه الحفلات إذا كنا مضطرين إليها فى الباحة الأمامية أو الخلفية لكن داخل المعبد، تخيل عقد قران بين الأبهاء السامقة بـ 125 ألف جنيه فقط لا غير، الفرد بـ 250 جنيهاً فقط لا غير، الشركة لم تخالف العقد، الشركة اهتبلت الأثر العالمى، واستباحته، وحولته لصالة أفراح!
الاحتيال على الأزمة المالية التى تعانيها وزارة الآثار باستباحة حرم الآثار المصرية بهذه الطريقة الشعبوية لا يخلّف إلا دماراً محققاً لهذه الآثار، يقصف عمرها، ويهتبل قيمتها الأثرية، ما هذه السيولة التى باتت عليها الأفكار الأثرية، لو نودى عالمياً على زيارة الكرنك لاستجاب عشاق الحضارة الفرعونية، ربما نضطر للدعوة لإنقاذ معبد الكرنك من أيدى مجموعة من عديمى الحضارة.
هناك ألف طريقة وطريقة معتمدة عالمياً لاستثمار الآثار، وتحويلها إلى مزارات ، فتح المعبد ليلاً لأفراح الأنجال يغضب الفراعنة فى القبور، أين غضبة أقطاب النخبة الثقافية المصرية على هذا المسلك الغريب للوزارة المؤتمنة على الآثار المصرية كإرث حضارى عالمى؟..
اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون أساليب الترويج الأثرى، فى ظهرانينا عالم أثرى عالمى موسوعة بحجم الدكتور زاهى حواس هل استشاره الوزير الدكتور خالد العناني الذى يفتقر رجاله إلى الخبرة العالمية فى صناعة السياحة الثقافية، وهذا ليس عيباً ولكن العيب أن يلجأ الوزير لأساليب شعبوية لزيادة الإيرادات الأثرية.
لا يكفى بيان أمين عام المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيرى بالتحقيق فيما جرى ، وعاللي جرى ، بس اما تيجي وانا واحكيلك عاللي جرى ، بيان مائع ، أقل من المطلوب فليتحدث العناني غاضباً رافضاً ، أو يستجوب عنوة فى البرلمان، والأستاذ أسامة هيكل على رأس لجنة الثقافة لا أظنه يقبل أن تتحول أبهاء المعابد المفتخرة إلى صالات أفراح بفعل فاعل، وفوق كل هؤلاء لن يرضى رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى عن هذا الذى حدث ويثير قلقاً مشروعاً على تراث الأجداد.
“ما هكذا ياخالد تورد الإبل”؟ ، أذكر أن قصر محمد على بالمنيل فتح ذات ليلة فى حكم الرئيس مبارك لفرح عضو متنفذ فى لجنة السياسات وكانت موقعة ثقافية رهيبة، يذكرها تاريخ من الاستباحة الشعبوية للآثار المصرية، حدث هذا فى قصر ملكى، ما بالك بمعبد الكرنك درة المعابد الفرعونية .
تخيل يامؤمن فى تعريف المعبد فى الموسوعات الأثرية العالمية: "معبد الكرنك هو أعظم ما شيد من مبان لعبادة "الآله"، وتضم "معبد أمون رع" العظيم، ومعابد "بتاح ومنتو وخنسو وآتون"، إلى جانب معابد الإلهات موت وأيبت، وبه ثمان بوابات وقد أقامه ملوك الأسرة الثلاثين" ثم يضاف : " عفوا .. وتقام فيه أفراح الأنجال " .
أول الغيث، ثروت عجمى مستشار غرفة شركات السياحة فى الأقصر يطالب بالتحقيق فى واقعة قيام وزارة الآثار بالموافقة على إقامة حفل عشاء وعقد قران بحضور أكثر من 300 شخص داخل معابد الكرنك الفرعونية الخميس الماضى.. انتظر رد الوزير خالد العناني على هذا الذى حدث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة