تشغل الديانة الزرادشتية حيزا مهما في تاريخ الشرق القديم، لما تضمنته من مفاهيم مهمة، متباينة وغامضة في الوقت نفسه، ومن الكتب التي اهتمت بهذه الدیانة الزرادشتیة ملاحظات وآراء للدكتور أسامة عدنان یحیى.
يقول الكتاب إن مفھوم التناقض الثنوى الأخلاقى بین الروحین: روح الخير، وروح الشر والعلاقة بینھما، ومدى علاقتھما بالإله الخالق اھورامزدا، شغلت حیزا مھما فى الدراسات التى اھتمت بھذه الديانة، وإن أى محاولة لإعادة تفسیر ھذه المسألة تعد عقیمة، فى ظل الشروح الكثیرة التى تقدم بھا عدد كبیر من العلماء.
ويرى الكتاب أن هناك مسائل أخرى ما زالت غامضة، ومحیرة للمؤرخ منھا: ما ھي طبیعة العبادة لدى الزرادشتیین؟ ما ھي الكائنات المقدسة التي قدسھا الزرادشتیون فضلا عن الالھة، ھل يمكن التوغل في أعماق ھذه الديانة ومحاولة الكشف عن طبیعة المقدس من خلالھا؟ أسئلة يجب على المؤرخ أن يحاول الإجابة عنھا، وإن كانت تلك الأجوبة التي قد يسعى أن يجیب عنھا تبقى افتراضیة إلى حد كبیر، وغیر قطعیة.
وأضاف الكتاب يبدو أن ذلك يعود بشكل رئیس إلى الطبیعة الصعبة للنص الافستي الذي يظھر عدم تماسكه، وتفككه، وغموضه، إلى حد يصعب على المؤرخ أن يحدد بالضبط خیاراته في محاولة وضع افتراضات مناسبة تحاول أن تشرح طبیعة ھذا النص أو ذاك. إن ههذ الدراسة لا تعني بدراسة الديانة الزرادشتية بأجمعها ، لأن محاولة نثل هذه تتطلب دراسة ضخمة تتناسب مع طبيعة هذه الديانة لكنها تعني بشكل رئيس في دراسة المقدس الزرادشتي خلال ثلاثة محاور رئيسية وهي مفهوم العبادة في الديانة الزرادشتة (صلاة وقربان) والماشية كائنات مقدسة، والقوة المقدسة فى الزرادشتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة