فى كتاب "الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة" لـ فاطمة عبد الرحيم النوايسة والصادر عن دار المناهج للنشر والتوزيع، دراسة تنطلق من كون عالم الیوم أصبح يعاني من وباء يسمى الضغوط النفسیة، ويعرف الضغط النفسي بأنه حالة نفسیة بدنیة وشعورية تنتاب البشر جمیعا وفي جمیع الأعمار، نختبرھا نحن البشر عندما نشعر بوجود خطر أو سبب يعرض استقرارنا أو وجودنا المادي والاجتماعي أو لمن نرتبط به بعلاقات أسرية أو عاطفیة، كما نواجه في حیاتنا الخاصة والعامة العديد من الأزمات النفسیة ولا تكمن المشكلة في حدوثھا بل تكمن في ردود أفعالنا اتجاھھا وكیفیة تعاملنا وإدارتنا لھذه الطوارئ خاصة وأننا في الزمن الحالي وفي العالم العربي تحديدا بحاجة للاھتمام والرعاية النفسیة بكافة الوسائل المتاحة لاحتواء تأثیر الكروب والصدمات علینا.
ويحدث الضغط النفسي نتیجة التفاعل النسبي – والفیزيولوجي للأحداث التي تسبب اضطرابا في توازن الشخص وما يسبب أعراضا جسمانیة أولھا ازدياد في عدد ضربات القلب وازدياد التنفس، فھناك ثلاثة أجھزة في الجسم تتفاعل مع الضغط النفسي ھي الجھاز العصبي التلقائي ونظام الغدد الصماء والنظام العصبي العضلي.
ويرجع الاھتمام بتناول الضغوط النفسیة من أجل التخفیف من التبعات والتكالیف الباھظة التي تسببھا ھذه الضغوط للفرد والمجتمع على حد سواء، حیث تأتي ھذه التكالیف نتیجة العلاقة الوثیقة بین الضغوط النفسیة والعديد من الأمراض الجسمیة والاضطرابات النفسیة، والغیاب عن العمل والاستھداف للحوادث، والصراعات والمشاجرات والسلوكات العدوانیة وسوء التوافق، وغیر ذلك من أشكال السلوك والمشكلات التي يتعرض لھا الأفراد الذين يعانون من الضغوط النفسیة، خاصة أولئك الذين لا يملكون الأسالیب والطرق الفنیة الإيجابیة الملائمة لمواجھتھا أو التعايش معھا والتقلیل من تأثیراتھا السلبیة إلى أدنى حد ممكن.