المرأة الحرة عند العربى قديماً هى التى لا تقع فى الأسر، إذ إن معظم النساء قديما كن يقعن أسيرات المعارك والصراعات، وبيعهن إما سبايا فى سوق النخاسة، أو يلحقن بركب سيدها للمتعة، أو تعمل بالبغاء لتدر على سيدها دخلا أو تُلحق بالخدمة إذا كان حظها من الجمال قليلا.
وأيضا المرأة الحرة، هى التى لا تأكل من ثديها، أى تؤجر ثديها لغير أبنائها، ولو أهلكها الجوع والفقر فهذا عار على قبيلتها، لأنها لا تستطيع أن تتكفل بنسائها، ولذلك دشن العرب المقولة الشهيرة «تموت الحرة ولا تأكل بثديها».
ومؤخرا زاد عند النشطاء وأدعياء الثورية، تطلع اللجوء والهجرة للإقامة فى أمريكا وأوروبا، متخذين من وسائل الخزى والعار أسبابا وحججا، وهى الاختفاء القسرى، والاضطهاد السياسى، والتحرش.
نعم، التحرش أحدث صيحات طلب اللجوء والهجرة للخارج، فما على الراغبة فى الهجرة سوى اختراع قصة التحرش بها، ثم نشرها على صفحتها على الـ«فيس بوك أو تويتر» بالنسختين العربية والإنجليزية، ويا سلام، لو اتهمت زميلها فى العمل، ودشنت هشتاج يطالب بتوفير بيئة عمل آمنة للنساء، ستجد وبسرعة التفافا ضخما من دكاكين حقوق الإنسان ومنظمات المدافعات عن التحرش ونشطاء السبوبة، يتبنون القضية، ومن ثم تذهب إلى إحدى السفارات سواء السويد أو أمريكا وبريطانيا، أو أى من السفارات الغربية لتقديم طلب اللجوء.
هذه الأسباب ليست من بنات أفكارى، وإنما من شهادة دشنتها، الناشطة الحقوقية «إسراء أحمد فؤاد»، التى كتبت على صفحتها مؤخرا، بوست طويل، مؤلم، كشفت فيه «سبوبة اللجوء والهجرة تحت شعار الاختفاء القسرى والإضهاد والتحرش»، ونشرته أنا فى مقال لى يوم الثلاثاء 30 أكتوبر الماضى.
الناشطة ذات الضمير اليقظ، سردت وقائع أبطالها نشطاء وأدعياء الثورية والمتاجرون بقضايا الوطن، والحرية والإنسانية، وحقوق المرأة، يقشعر لها شعر الأجنة فى بطون أمهاتهم من هولها، عندما قالت نصا: «بحاول أقفل بقى كل ما بشوف شخصيات استغلالية بتستغل قضايا عامة وتتاجر بنفسها علشان تحقق مكاسب مادية معفنة، بعد ما حاولوا يبيعوا نفسهم للشيطان، بس الشيطان نفسه كان شبع من أشكالهم وقال لهم ميرسى.. الناس اللى بتخترع قضايا تحرش علشان تعمل بيها طلبات لجوء أو هجرة، الناس اللى بتدعى إنها «اختفت قسريا»، ونقعد ندور عليهم ونكتشف إنهم هربانين، الناس اللى بترمى نفسها «عالحجز» علشان تعرف تطلب بعده لجوء سياسى، الناس اللى بتشتغل فى المجتمع المدنى علشان تتمسح فى إنهم مضطهدين.. والقايمة طويلة وأنا عارفة حكايتهم واحد واحد.. كفاية بقى، بجد كفاية.. أنا قرفت منكم.. أنتم حثالة، حقيقى حثالة! حثالة وسخة وريحتها فايحة ووسخة بشكل محدش يتحمله! أنتم طايقين نفسكم إزاى! والناس اللى بتسايركم دول بتسايركم إزاى؟».
وقالت أيضا: «أنا حقيقى مش عارفة أقول إيه! مش لاقية حاجة أقولها لهم، لإننا خلاص اتهزمنا، ودخلنا معارك مرعبة وإحنا صفوفنا الأولى «خونة وقوادين وعاهرات»، رغم أن قاعدة رقم واحد هى لا تصالح ولا تسامح وأنت داخل حرب.. كلنا تعبانين وعيانين ومتنيلين، بس مش من حق حد يطلع أمراضه النفسية على المجال العام اللى كلنا مشتركين فيه، بدل ما يحاول يصلح من نفسه علشان يبقى نضيف وقادر يدى مش ياخد، أو يهبش ويجرى.. أنتوا وسخين قوى، وسخين جداً، وسخين واللى إحنا كنا بنحاربهم أنضف منكم! واللى كانوا بيجروا ورانا فى الشوارع أو بيوقفونا فى المطارات أو بيسرقوا باسبوراتنا أنضف منكم.. ومن كل قلبى، أتمنى أعيش وأشوفكم تحت حبل المشنقة».
هذه الشهادة الموجعة، والمؤلمة، كشفت حقيقة مثلث الاتهامات الوقحة للدولة ومؤسساتها وللأفراد، خاصة المدافعين عن وطنهم، من الاختفاء القسرى، والاضطهاد والتحرش، بهدف مداعبة أمريكا والغرب، بما يسمح لهم طلب اللجوء، أو الهجرة، والحصول على مكاسب مادية من إقامة ودخل شهرى، دون عمل.
لا يعنيهم، أمن واستقرار وطنهم، ولا سمعة الناس، المهم تحقيق مصالحهم الخاصة من تصدر المشهد، والظهور فى شكل المظلومية، لاستدرار عطف زائف، والحصول على غنائم غربية، من سفر ولجوء وتمويلات لا حصر لها..!!
ليس بغريب على منظمات تدافع عن مظلومين، من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، ظاهرا، والحقيقة أنه بحثا عن جمع المغانم من تمويلات، ولكم فى قضية حرائر الإخوان أسوة!!
هؤلاء جميعا، يصمتون أمام جرائمهم الحقيقية الداخلية، خشية افتضاح أمرهم، ويتنمرون فقط ضد خصومهم السياسيين، وعندما صرخت فتاة من محاولة اغتصاب فاضحة، بطلها حقوقى ومحامٍ، كان مرشحا لرئاسة الجمهورية فى انتخابات 2012، وأرسلت تستغيث وتستنجد بكل من ينادون بالحرية وحقوق الإنسان، إلا أنهم جميعا أعطوها ظهورهم، فى طرمخة على الموضوع، لحماية صديقهم والمتسق معهم فى الأفكار، وهو نفس الأمر الذى حدث مع يسرى فودة، فى الوقت الذى تنمروا فيه ضدى..!!
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية..!!