من سوريا إلى ليبيا، ومن العراق إلى اليمن، ترى مصر أن الصراع لا يقود إلى حل، وأن السياسة وحدها فى ظل الاستقرار هى التى تضمن التوصل للاستقرار وتحل الصراعات، ومنذ البداية للأزمة فى ليبيا ومصر تتخذ موقفا واضحا نقطة الارتكاز فيه دعم وحدة الشعب والأراضى الليبية ودعوة المجتمع الدولى للقيام بمسؤولياته تجاه دعم الاستقرار فى ليبيا، وإنهاء حكم الميليشيات ودعم وحدة الجيش والمؤسسات الليبية، وهى مطالب تتناقض مع مساعى الدول التى تدعم الإرهاب وتريد استمرار الفوضى فى ليبيا ونهب بترول وثروات الشعب الليبيى، وكان موقف مصر من البداية وحتى الآن يتركز فى وحدة الشعب الليبيى، وآخر خطوة كانت القمة المصغرة للقادة المعنيين بالشأن الليبى، فى «باليرمو» بحضور الرئيس التونسى ورؤساء وزراء إيطاليا وروسيا والجزائر ورئيس المجلس الرئاسى الليبى والقائد العام للقوات المسلحة الليبية ورئيس المجلس الأوروبى ووزير الخارجية الفرنسى.
وفى القمة جدد الرئيس السيسى مطالبته لكافة الأطراف الليبية بالالتقاء على كلمة سواء وإعلاء المصلحة الوطنية فوق أى اعتبارات سياسية أو أيديولوجية أو قبلية، وأكد من جديد أن مصر تقف على مسافة واحدة بين جميع الليبيين، وموقفنا تجاه ليبيا يستند إلى اعتبارات حماية الأمن القومى والاستقرار فى ليبيا وفى مصر.
لقد كانت الفوضى فى ليبيا نتاج تواطؤ دولى، حيث تدخل حلف الناتو لإسقاط القذافى وترك الفوضى تتفاعل، وتحولت الأراضى الليبية إلى مجال لميليشيات الإرهاب وتجارة السلاح والهجرة غير الشرعية، ولهذا كان رأى مصر أن الخطر من الفوضى لن يقتصر على ليبيا أو مصر، وإنما سوف يطال أوروبا، وهو ما حدث سواء فى هجمات إرهابية أو فى تدفقات للهجرة غير الشرعية، وتجارة غير مشروعة للسلاح، ولهذا بدأت أوروبا والدول المضارة مثل إيطاليا وفرنسا تنتبه إلى النتائج الوخيمة للفوضى فى ليبيا، وظهرت تحالفات دول مثل قطر وتركيا مع تنظيمات الإرهاب بهدف السيطرة على النفط وإعادة نشر فلول داعش من العراق وسوريا.
مصر دعت من البداية المجتمع الدولى إلى السعى لحل للأزمة الليبية، والتى أضحت تمثل تهديدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمتوسط، وأن الأهم هو التسوية السياسية الشاملة فى ليبيا، واستعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية وأن يكون دور المجتمع الدولى داعما للتسوية فى ليبيا، بدون أى انحياز لأى طرف من الأطراف وأن التسوية يقودها وينفذها الليبيون من جميع أنحاء البلاد، بدون اجتزاء أو اختزال للأزمة فى جانب واحد، ولهذا سعت مصر إلى توحيد المؤسسة العسكرية فى ليبيا، لأن الأمن أساس أى تحرك، وهو الذى تستهدفه التنظيمات الإرهابية وداعموها.
ومع الوقت تتأكد الرؤية المصرية، فى أن الحل هو ضمان وحدة الدولة، وقوة مؤسساتها، وغير ذلك يقود إلى فوضى لا تفضى لشىء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة