مهنة النقاشة واحدة من المهن الخطرة التى يمتهنها الاشخاص العاملون بها ولا يعلم الكثيرون ذلك عن تلك المهنة، فبعض الدهانات تؤثر بالسلب على الصحة، مسببة أمراضا خطيرة أهمها وأولها السرطان، بالإضافة إلى أمراض أخرى بالصدر والرئتين والحنجرة والربو وسوء التنفس بالإضافة إلى أن بعض الدراسات أثبتت وجود علاقة وطيدة بين أمراض الذكورة ومهنة النقاشة والتعرض بشكل مستمر إلى المواد المختلفة التى تدخل فى صناعة أغلب الدهانات وربما تؤدى فى بعض الأحيان إلى الإصابة بالشلل وأمراض اخرى ذهنية متعلقة بالذهن والمخ.
وأثبتت الدراسات أن مادة الايزوفايانيت مسبب رئيسى لأمراض الصدر والحساسية والربو وهى أشد خطرا على الصدر من التدخين، فضلا عن تأثيرها على العيون، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن العاملين بهذه المهنة كثيرون وقد امتهنوها أبا عن جد حتى أنه فى بعض الأحيان تجد أسرة بالكامل يعمل أفرادها فى مهنة النقاشة ويتدرجون فى الأعمار كأشقاء أو يعملون خلف والدهم وتعتبر هذه المهنة هى مصدر الدخل الوحيد لهم رغم تأثيرها على الصحة.
محمود محمد أحد العاملين بالمهنة، قال: إنه يعمل بالمهنة منذ 13 عاما وأخذ ما يقرب من عامين حتى تعلم المهنة وأصبح صنايعى بها، وأضاف محمود أن أكثر ضرر صحى يتعرض له النقاش بشكل مستمر هو التعرض للاكيهات وبعد الانتهاء من العمل المستمر لمدة 12 ساعة يبدأ تأثير الدهانات على النفس والشعور بالتعب الشديد خاصة اثناء الليل.
وقال وائل أحد العاملين إنه بعمل بالمهنة منذ 25 عاما والمهنة اختلفت قديما عن الآن فقديما كان الصنايعى يجهز مثلا المعجون بيده من زيت وزنك وازبداج لكن حاليا اصبحت مواد الدهانات جاهزة وأصبحت اكثر ضررا على الصحة لان استخدام الكيماويات بها زاد اكثر.
وقال إسلام محمد أحد النقاشين إنه ورث مهنة النقاشة عن والده وأن جميع اشقائه الذكور وعددهم 5 يعملون بهذه المهنة، وعلى الرغم من انها مصدر الرزق الوحيد لهم، إلا انها تعتبر من المهن الموسمية حيث يكثر الطلب على النقاشة فى فترة الصيف والإجازات نظرا لطول النهار وسرعة وجفاف الدهان وكثرة الافراح والزواج ولكن يعتبر فصل الشتاء قليل نسبيا فى العمل.
وأضاف سيد أن متر الدهان للحوائط يتراوح ما بين 20 إلى 25 جنيها للمتر على حسب نوع الدهانات والشغل المطلوب عمله.
وعن تأثير استخدام الدهانات على الصحة قال سيد إن أصعب ما يعانيه العامل بالنقاشة هو أمراض الصدر فأغلب العاملين بهذه المهنة مصابون بربو وأمراض على الصدر بالإضافة إلى التهابات شديدة بالعيون، مضيفا أن والده ظل يعانى من التهابات مستمرة بالعين لفترة طويلة فقد بعدها بصره بسبب التعرض المباشر للدهانات خاصة أن العامل يضطر للاقتراب من الحوائط ومواد الدهان اجبارى وليس هناك واقى للنفس أو للعين.
قال محمد سيد أحد العاملين بمهنة النقاشة إنه يعمل بالمهنة منذ 15 عاما وأنه توارث هذه المهنة عن معظم أهله وأقاربه، مضيفا أنه على الرغم من المخاطر التى يتعرض لها العاملون بالمهنة بسبب الأبخرة والروائح التى تخرج من الدهانات الا انها مهنة غير دائمة رغم انها مصدر الرزق الوحيد لأغلب الأسر خاصة من يتوارثون هذه المهنة ويختلف الطلب على النقاشين والاجر المقابل من حيث العمل الحر او العمل تحت مقاول وكذلك تختلف فى المواسم مثل فصل الصيف عن فصل الشتاء.
ومن جهتها قالت الدكتورة شيماء عبد السميع مدرس الطب المهنى والبيئى بجامعة أسيوط إن النقاشين يتعرضون للروائح النفاذه المنبعثة من الدهانات المستخدمة فى عملية الطلاء ومن اهم مكوناتها المذيبات العضوية وتكون هذه المكونات مسببة لتهييج الجلد والأغشية المخاطية وهذا يتسبب فى أزمات تنفسية وخاصة امراض الربو وحساسية الصدر والشعب الهوائية كما انها تؤدى ايضا إلى حدوث حساسية فى الجيوب الأنفية لذلك يجب ابتعاد الاشخاص المصابين بأمراض الصدر عن استنشاق مثل هذه المواد وتجنب أماكن الطلاء الحديث فى الفترة من 7 إلى 40 يوما بعد استخدام الطلاء.
وأوضحت عبد السميع هذا من ناحية الإصابة بامراض الصدر ومن ناحية اخرى تؤدى هذه المواد إلى حدوث حساسية بالعين وحدوث حساسية احتكاكية واكزيما بالجلد كما انها تؤثر على الدم وقد تؤدى إلى نقص فى عدد الصفائح البيضاء وعلى المدى البعيد تؤدى إلى حدوث سرطان فى الدم.
وأوضحت أنه لذلك يجب التوجيه بتوفير تقنية حديثة لاستبدال هذه المواد بمواد اخرى بلاستيكية تكون اقل ضررا.
IMG-20181112-WA0016
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة