أحمد خيرى الغريانى يكتب: وزارة الآثار وشباك الخدمة الذاتية

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 12:00 م
أحمد خيرى الغريانى يكتب: وزارة الآثار وشباك الخدمة الذاتية المتحف المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثناء زيارتى لبلاد الفرنجة فى مطلع العام الجارى قضيت وقتاً طويلاً فى أحد مطارات أوروبا، ما اضطرنى للشعور بالجوع والبحث عن ما أقتات عليه فى انتظار طائرتى التى يأبى موعدها المجىء. 
 
صادفت أحد مطاعم الدجاج المشهورة عالمياً، والذى كدت أتخطاه نظراً لكرهى طوابير الزحام به، حيث أؤمن أن أصعب أنواع الانتظار هو ما كان لإرضاء المعدة. 
 
إلا أننى قبل أن أتخذ قرارى لاحظت هذه الشاشات التى بالصورة، حيث كانت المرة الأولى التى أصادف هذا النوع منها، وما زاد فضولى هو أنها مكتوب عليها ماكينة الطلب الذاتية.
 
وبعد أن ترحب بك وتسألك أن تطلب طعامك بنفسك تعرض عليك (مينيو) كاملة لأنواع الأطعمة التى يقدمونها لتختار منها ما تريد، وبعد الانتهاء تطلب منك أن تضع بطاقة الائتمان الخاصة بك بالجزء المخصص بها لذلك، وبمجرد دفعك قيمة طعامك حتى تطلب منك أن تختار رقم طاولة وتجلس بها حتى يأتيك طعامك فى غضون دقائق.
 
وبتأمل الموقف تدرك أنه لا شك أن السعى وراء راحة الزبائن أثناء حصولهم على الخدمات المرجوة هو أهم عامل لنجاح أى نشاط تجارى، وقياسا على ذلك فإن سعى أى حكومة لراحة المواطنين فى الدولة أو ضيوفها من شيم الحكومات الناجحة، وهو ما يرسخ احترام وتقدير العامة لها.
 
والسؤال هنا لماذا لا تطبق وزارة الآثار المصرية هذه الفكرة فى مداخل المتاحف والمعابد والمناطق الأثرية، إذا كان كل السياح بمختلف مستوياتهم لا نستطيع إنكار امتلاكهم لكروت ائتمانية؟؟، لطالما مررنا بالمتحف المصرى بالتحرير ورأينا طوابير الزوار على شباك التذاكر، وهو ما يسبب إهدارا لوقتهم المفترض أن يقضوه فى الاستمتاع بالآثار، ونفس الحال فى معبدى الأقصر أو الكرنك وغيرها من الكثير من أماكن الجذب السياحى فى مصر.
 
أما عن فوائد تطبيق هذه الفكرة فهى عديدة، منها توفير الوقت المهدر فى الطوابير وتوفير العملة الصعبة للدولة، وسهولة برمجة هذه الماكينات لتضمينها مختلف أنواع التذاكر التى يحتاجها السائح وحل مشكلة (الفكة) التى قد يحتاجها السائح، كما أنك ستشجعه على الدخول والزيارة.
 
أما عن تكلفة هذه الخدمة فهذه الماكينات غير مكلفة على الإطلاق، فتكلفة الواحدة حوالى ستمائة دولار أمريكى، تزيد أو تقل قليلا، وهو ما يشجع جداً على اقتنائها.
 
 
يمكن تجريب هذه الفكرة مبدئياً، خصوصا فى الأماكن ذات الكثافة العالية فى الزيارة، مثل منطقة آثار الأهرامات والمتحف المصرى بالتحرير ومعبدى الأقصر والكرنك، أو ما تراه الإدارة فى وزارة الآثار مناسباً، ولن يتم إغفال إيجاد موظف تذاكر تقليدى فى نفس تلك الأماكن لحالات تذاكر المصريين، وكذلك من لا يملك كارتا ائتمانيا سواء من المصريين أو الأجانب.
 
وأخيراً مهما كانت المعوقات لعدم تنفيذ هذه الفكرة فهى لا تستحق خسارة ما سبق سرده من مميزات وفوائد، سواء للعملية الإدارية داخل الوزارة أو للضيف المغرم بآثارنا والغارم بزيارته لنا كى يستمتع.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة