يقول الكاتب التونسي عبد المجيد المشرفي عن فى كتابه (مرجعيات الإسلام السياسي) الصادر عن دار التنوير، حين نتحدث عن الإسلام السياسي لا بد أن نستحضر تلك الخلفية التاريخية البعيدة، أي التي كانت فيها المؤسسات المجتمعية في حاجة إلى مبررات دينية.
ويمكن أن نعتبر أن الإسلام السياسي إنما ظهر في الحقيقة بمفهومه الحديث المتعارف عليه اليوم، في فترة ما بين الحربين العالميتين، مع حركة الإخوان المسلمين، لا قبل ذلك، وبالتحديد في سنة 1928 مع حسن البنا، وكان تأسيس هذه الحركة من ضمن ردود الفعل على إلغاء مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية.
هذا الإسلام السياسي متصل إذن في نشأته بظهور الدولة الحديثة أو التي تنزع إلى أن تكون حديثة، ولو لم تكن حديثة في كل شىء، لكنها ليست الإمبراطورية القديمة على كل حال.
وإذ ظهرت حركة الإخوان المسلمين في الدولة الوطنية الحديثة ذات الحدود الجغرافية الثابتة أو شبه الثابتة فإننا نعتبر أن حركات الإسلام السياسي اليوم هي وليدة هذه الحركة الأم سواء نشأت من صلبها بصفتها فروعا لها أو انشقت عنها أو كانت على هامشها أو كانت متعاطفة معها و متفقة معها على رؤيتعها.
ونشأة الإسلام السياسي لا بد أيضا أن توضع في إطارها السياسي والثقافي العام. فحركة الإخوان المسلمين ظهرت في نفس الفترة على نفس شاكلة الحركات التي تسمى (كليانية) سواء كان فاشية أو نازية أو شيوعية أو غيرها، فالتنظيم الذي كان متوفرا للمشرفين الأوائل على هذه الحركة هو تنظيم الحركات الفاشية الكليانية، وهذا التنظيم له ركائز عديدة بطبيعة الحال ولكن له بالخصوص ثلاث ركائز أساسية هي (الشعبوية، وعصمة الزعيم، والانضباط) والمقصود انضباط القواعد لما يصدر عن القمة.
لم يكن لنشأة حركة الإخوان المسلمين في مصر صدى يذكر في البلدان العربية والإسلامية الأخرى في فترة مابين الحربين العالميتين، وكما أنه لابد أن نستحضر الخلفية التاريخية والإطار اللازم الذي ظهر فيه هذا الاسلام السياسي، لا بد أن نستحضر اسباب انتشاره في عصرنا وبالخصوص منذ سبعينات القرن العشرين، ليس من باب الصدفة أن تنتشر الحركانت الإسلاموية أي هذا الذي يسمى الإسلام السياسي منذ سبعينيات القرن الماضي بالخصوص. هناك لا محالة هزيمة 1967 التي كان لها ضلع كبير في انتشار هذه الظاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة