لم يكذب ساطع النعمانى عندما قال للرئيس السيسى، أثناء حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة عام 2015 "عينى فداء مصر"، ثم أهدى الرئيس قلادة تحمل دمه تعبيرًا عن حبه لوطنه مصر، فما كان من الرئيس الأب عبد الفتاح السيسى سوى تقبيل رأسه تقديرًا لتضحياته فى سبيل الوطن.
الجملة كانت تنبع من قلب وعقل ساطع النعمانى الذى يظل اسمه ساطعا فى سماء الوطن، وأصبح رمزا يقتدى به، ونبراسا لكل محب لبلده ووطنه، فقصة "النعمانى" يجب تدريسها وروايتها للأجيال القادمة فى كيفية العطاء للوطن وكيفية فدائه بكل غال ونفيس.
ساطع النعمانى ورفاقه من رجال الجيش والشرطة هم صمام الأمن والأمان لمصر فى حاضرها ومستقبلها.. هم الدرع الواقى ضد مؤامرات أهل الشر وجماعات الإرهاب، فما من بطل من رجال قواتنا المسلحة الباسلة أو الشرطة نال الشهادة إلا ونعلم بعدها أنه كان يتمنى ذلك.. فمنهم من كتب على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى ومنهم من أخبر أهله وأصدقاءه بأمنيته فى الشهادة فى سبيل البلاد، فكلهم يقدمون أرواحهم بسعادة فداء للوطن وأرضه وترابه الغالى، ولذلك ستظل مصر بقلوب هؤلاء الأبطال أبية على الكسر وعصية على الخضوع، وستفشل كل المخططات التى تستهدف استقرار وأمن مصر لأن المحروسة لديها أبناء من ذهب يقدمون حياتهم وأرواحهم فداء لترابها.
لقد كانت سيرة الشهيد ساطع النعمانى المهنية مليئة بالاجتهاد والتفوق والتفانى فى العمل، فقد التحق النعمانى بكلية الشرطة، تاركًا كلية العلوم التى بدأ فيها دراسته بعد المرحلة الثانوية، لمدة شهر ونصف الشهر، وتخرج منها عام 1992، وعمل فى الإدارة العامة للعمليات الخاصة لمدة 4 سنوات.
وبعدها انتقل النعمانى إلى مديرية أمن الجيزة، وقضى بها باقى خدمته حتى إصابته واستشهاده، حيث بدأ فيها معاون نظام بقسم شرطة العجوزة، ثم ضابطًا بالإدارة العامة للمباحث، ثم معاونًا لمباحث قسم شرطة الدقى، ومعاونًا لمباحث الصف، إلى أن أصبح رئيسًا لمباحث المرور لمدة عامين، ثم رئيس مباحث ترحيلات الجيزة، ورئيس حرس محكمة جنوب الجيزة، وأخيرا نائبا لمأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، واستمر فى منصبه لمدة 4 سنوات، حتى أصيب برصاص الإخوان فى "مجزرة بين السرايات".
"خلى بالكم من ياسين ابنى".. كانت هى تلك الكلمات والرسالة الأخيرة للعميد ساطع النعمانى، قبل استشهاده بأحد المستشفيات فى لندن صباح الأربعاء الماضى، بحسب ما قاله الدكتور سامح النعمانى شقيق الشهيد.. ونحن جميعا نرسل لك وأنت بإذن الله شهيدا فى مقعد صدق مع النبيين والصديقين والشهداء بأن ياسين وأبناء جميع الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم كى تحيا مصر مرفوعة رايتها فى أعيننا مدى الدهر.
تحية تقدير للشهيد ساطع النعمانى ورفاقه، الذين ستظل أسماؤهم محفورة فى قلوب المصريين ومكتوبة على صفحات التاريخ.
وفِى النهاية الشكر واجب للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ولكل قيادات الدولة على دعمهم لأسر شهدائنا الأبطال والوقوف دائما بجوارهم.. وللحديث بقية،،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة