أكرم القصاص

مصير أموال صدام وذهب بغداد.. من أخفى وثائق عملاء أمريكا لدى مخابرات العراق؟

الأحد، 18 نوفمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«سألت صدام عن الأموال التى وجدت معه عند القبض عليه، ابتسم صدام ساخرا، وقال: أتقصد 750 ألف دولار؟ بل كان مليونا وربع المليون، فذلك هو المبلغ الذى كان معى عند وصول القوات الأمريكية وسرقه رجالكم» هكذا يروى محلل المخابرات المركزية جون نيكسون فى مذكراته عن استجواب صدام حسين ويقول: كان صدام جادا فى كلامه وبدت عليه معالم الغضب إزاء تعرضه للسرقة، وطالبنا بإعادة ماله المفقود، قلت له: ليس من المحتمل أن يسرق الجنود أى شىء، خصوصا فى ضوء أهمية العملية وما تبعها من عاصفة إعلامية، ناهيك عن أن القوات الخاصة لا تقوم بذلك.
 
يقول نيكسون: طلب صدام قلمى ودفترى، أعطيته الدفتر والقلم، فكتب وثيقة بين فيها توثيق اختفاء نصف مليون دولار من نقوده، ووقعها، ثم أعاد لى دفترى وقلمى. يقول جون نيكسون: ظلت هذه الوثيقة فى دفترى لمدة يوم، وفكرت أننى لا يمكن الاحتفاظ بها، وكان المحامون قد أكدوا بأن أى شىء يقوله أو يكتبه لابد من تسليمه إلى هيئة الادعاء العام المفترضة. ويقول نيكسون: أنا نادم لكونى لم أحتفظ بها كتذكار بالأوقات التى قضيناها معه، إلا أنى سلمتها إلى أحد زملائى ووضعناها فى ظرف قبل أن نودعها إحدى الخزائن، وأنا على يقين من أن تلك الورقة لم تزل موجودة فى مكان ما.
 
هذه واحدة من القصص الدالة على استمرار الغموض بالرغم من مرور كل هذه السنوات على غزو العراق وإعدام صدام، ماتزال هناك الكثير من الأسرار والألغاز والأسئلة. بقيت بلا تفسير، ولعل قصة الأموال الشخصية لصدام إحدى القصص الدالة على طريقة التعامل مع الأمر كله، لأن النصف مليون دولار الذى اختفى بعد سرقته من صدام، هناك مئات الملايين من الدولارات وأطنان من الذهب تم نهبها أمام الكاميرات فضلا عن قطع الآثار النادرة لحضارات العراق القديمة، اختفت ومعها الكثير من الوثائق المهمة التى تمثل حلقات مهمة فى التعامل مع مستقبل العراق.
 
ويروى جون نيكسون فى مذكراته «استجواب الرئيس»: «اكتشفنا أثناء الاستجواب أننا نفتقر إلى الوثائق، ولم نكن نعرف أى شىء عن الكنز الهائل من السجلات والوثائق التى حصل عليها الجيش الأمريكى.. كان هناك أرشيف ضخم من الوثائق عن اجتماعات الحكومة العراقية والموضوعات التى دارت وعلاقات العراق الخارجية والإقليمية».
 
ويشير نيكسون إلى وجود شبه تعمد لإخفاء الوثائق، التى كانت بعضها تسجل تفاصيل محاولات اغتيال صدام، أو العلاقات التى كانت المخابرات الأمريكية تقيمها مع معارضين وصفهم نيكسون بالفاشلين. فقد اعترف نيكسون أن أمريكا خططت لأكثر من محاولة لاغتيال صدام، وأن ما كان يشير إليه صدام بمؤامرات كان حقيقيا وليس وهميا، ويقول نيكسون: على صدام أن يتدبر أمر معارضين فاشلين يقيمون فى الغرب أو فى بعض دول عربية مجاورة، كانوا يدعون تمتعهم بمصادر داخلية وجيوش سرية مـتأهبة لإطاحة الديكتاتور.
 
ونجا صدام من عدد من محاولات انقلاب، أخطر من محاولة وكالة الاستخبارات المركزية الفاشلة عام 1996، التى دبرتها حركة الوفاق الوطنى العراقى وهو حزب مكون من منشقين عسكريين وأمنيين. أما المؤتمر الوطنى العراقى بزعامة أحمد الجلبى، فقد قدم الكثير من المعلومات التى استخدمت لتبرير الغزو فى عام 2003. ويشير نيكسون إلى أن هذه المعلومات كانت مجرد أكاذيب، ويقول إن جهاز المخابرات العراقى نجح بسهولة فى كشف العديد من عملاء مع وكالة الاستخبارات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة