عمرك فكرت قبل كده يعني إيه "دين".. كتاب جديد يجيب

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 10:00 ص
عمرك فكرت قبل كده يعني إيه "دين".. كتاب جديد يجيب غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحاول كتاب سوسيولوجيا الأديان، للدكتور جميل حمداوي، والصادر عن دار نشر أفريقيا الشرق، الإجابة عن مجموعة من الأسئلة منها، ما مفهوم الدين؟ وما صيرورته التاريخية؟ ما علم اجتماع الأديان؟ وما موضوعه؟ وما أعلامه قديما وحديثا؟ وما تصوراته النظرية والمنهجية؟
 
وسنتوقف عند تعريف مفهوم الدين، حيث يقول جميل حمداوي، يمكن تعريف الدين بكونه مجموعة من المعتقدات المتعالية عن المكان والزمان الحسيين وهو أيضا عبارة عن مجموعة من الأفكار الغيبية الخارقة والممارسات الاحتفالية والطقوسية التي لها علاقة بالإيمان والاعتقاد وتمثل القيم الفضلى وبالتالي يتميز السلوك الديني بالانتقال من المدنس نحو المقدس أو الانتقال من الدنيوي إلى الأخروي أو الروحاني وتحريم الانتهاك المساس بالمقدس أو انتهاكه أو الإساءة إليه، ومن ثم فالدين بمثابة "تابو"  لا يمكن خرقه أو تجاوزه أو التمرد عليه.
 
ويعني هذا أن الدين مجموعة من الطقوس والشعائر والعبادات والممارسات الاحتفالية والقربانية تحمل في طياتها دلالات رمزية تعبر عن ارتباط الإنسان بخالقه سواء أكان هذا الخالق هو الله المنزه عند المسلمين أم الذات المتعددة عند المسيحيين أم شخصيات محترمة ومقدسة مثل بوذا وكنفشيوس أم أوثانا وأصناما وتماثيل ونيرانا وحيوانات وأحجارا ونباتات كما عند الوثنيين والمجوس.
 
ومن جهة أخرى يتضمن الدين وظيفة ذاتية ووظيفة اجتماعية. ففيما يخص الوظيفة الأولى يغرس الدين في الإنسان الحب والصفاء والوفاء والإخلاص وحب الله واحترام المقدس ، كما يريحه ذهنيا ونفسيا ووجدانيا وجسديا. أي يحقق توازنه الشعوري واللاشعوري، ويهبه السعادة العقلية والروحية والبدنية، أما فيما يخص الوظيفة الثانية، يدفعه الدين إلى الانصهار في المجتمع وخضوعه لقواعده وعاداته وتقاليده ومعتقداته ضمن  روابط التضامن والالتحام والتماسك الاجتماعي.
وعليه يعد الدين مقولة مزعجة لكل من المشرعين وعلماء الاجتماع وذلك لأن المفاهيم الدنيوية لا تتوافق مع تلك غير الدنيوية، ومن الأسباب ذات الصلة بذلك أن الدين يخرق بصورة جذرية ذلك الفارق القاطع بين الثقافة والطبيعة.
 
الدين في نظر المسيحي واليهودي والمسلم وغيرهم هبة من الرب خالق كل شيء، وكلمة دين بما تحويه من معاني ثقافية إشكالية بالنسبة إلى العديد من المؤمنين حيث يفضلون في الأغلب الحديث عن  معتقدهم.
 
وبناء على ما سبق يتبين لنا أن ما يميز الدين هو الطابع الطقوسي الجماعي، واستعمال وسائط سلوكية أو شعورية أو لاشعورية.
والدين تفسير شامل للعالم وإيجابة عن مختلف مشاكل الإنسان وهمومه وما يؤرقه من أسئلة واقعية وغيبية وميتافيزيقية ودينية وعقائدية وتشريعية، كما يوطد الدين العلاقات البشرية الأخوية والمجتمعية ويعطى معنى للحياة.   






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة