ننشر نص كلمة وزير الأوقاف فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 02:04 م
ننشر نص كلمة وزير الأوقاف فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ننشر نص كلمة وزير الأوقاف فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى رسل الله أجمعين.

سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية .

معالي الدكتور المهندس / مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء .

فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

السادة الوزراء والعلماء والسفراء والمفتون والأئمة.

الحضور الكريم..

يطيب لى أن أهنئ حضراتكم جميعا والشعب المصري كله والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء بذكرى مولد رسول الإنسانية سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

وبعد:

فقد علمنا صاحب هذه الذكرى العظيمة سيدُنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه لم يشكر الله من لم يشكر الناس وقال: "من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره".

وإننا لنذكر لكم سيادة الرئيس من الفضل الكثير، وأخص بالذكر أمرين، الأول دعوتكم الشجاعة إلى تجديد الخطاب الديني الأمرَ الذي أصبح واجب الوقت ومن أولى أولوياته فى حق العلماء والمثقفين والمفكرين، فهو عملية ديناميكية لا تتوقف ولا ينبغى أن تتوقف أو تحد بحد، مع الحفاظ على الثوابت والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشري الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، والخروجِ عن أسباب التقدم بالكلية.

وإن مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الديني الرشيد معا.

وقد أكد علماؤنا الأوائل أنهم اجتهدوا لعصرهم فى ضوء ظروفهم وأحوالهم، وأن علينا فيما يتصل بالمتغيرات والمستجدات أن نراعى ظروف عصرنا وأحواله، وألا نوصد أبواب الاجتهاد.

إن من أفتى الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وأعرافهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وقد عدوا ذلك خلاف الإجماع وجهالة فى الدين، بل إن أبا يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة وغيرَه من كبار الفقهاء والعلماء ذهبوا إلى أن الأحاديث المبنية على العادة يختلف استنباط الحكم منها باختلاف العادة، بل ذهب أبو يوسف (رحمه الله) إلى أبعد من ذلك فقال: "إذ لو كان صاحب النص (صلى الله عليه وسلم) بيننا عند تغير العادة لغير النص لتغير العادة" إنها شجاعة الوعى والفهم والتجديد المنضبط بضوابط الشرع.

كما فرق العلماء بوضوح بين فقه الجماعة وفقه الدولة، وأفردوا لذلك مباحث وأبوابا، فمثلا عندما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "من أحيا أرضا مواتا فهي له"، مشجعا على استصلاح الأراضي تصرف في ذلك بصفته رئيس دولة وفق مقتضيات عصره، فلا يأتي الآن من يضع يده على مئات أو آلاف الأفدنة، ويقول: أحييتها فهى لى وبيني وبينكم حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، نقول له إن النبي (صلى اللهعليه وسلمتصرف فى ذلك بصفته رئيس دولة، فهو من الشأن العام الذى لا يترك أمر التصرف فيه إلى الأفراد بعيدًا عن سلطة الدولة.

وعليه فإن الخلط بين ما كان من شئون العقائد أو العبادات وما هو من شئون نظام الدولة وإنزال هذا منزلة ذلك خلل في الفهم وضرب من الجهل.

وأؤكد لسيادتكم أننا نعمل على تحويل تلك الرؤى المستنيرة إلى واقع تدريبي للسادة الأئمة والواعظات ليقوموا بدورهم بتعليمه للناس، مبشرا سيادتكم بأننا بصدد افتتاح أكبر أكاديمية لتدريب الأئمة والواعظات، وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر مجهزةٍ بأحدث التجهيزات العصرية: معمل لغات ومعمل حاسبات وقاعة ترجمة كبرى وقاعات تدريبية وغرف فندقية، على إجمالي مساحات تتجاوز بأدوارها المتكررة أحد عشر ألف متر مربعِ بتكلفة إجمالية تزيد على مائة مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة، وذلك لتأهيل وتدريب الأئمة وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها، حيث تفتح أبوابها لتدريب الأئمة من مختلف دول العالم، وفقا لأحدث البرامج التدريبية.

وفي هذا الصدد يأتي مناط الشكر الآخر لعنايتكم البالغة بشئون الأوقاف وحرصكم الكبير على الحفاظ على مال الوقف وحمايته وصرفه في مصارفه الشرعيةمما أحدث نقلة نوعية في تعظيم عائدات الأوقاف , وعظم من إنفاق الوزارة في مجال البر وفق شروط الواقفين .

وقد بلغ إجمالي ما تم إنفاقه أو تخصيصه فى مجال البر لعام 2018 ما يزيد على 350 مليون جنيه بزيادة تقدر بنحو 100% على العام الذي سبقه و1000% عن الأعوام التي سبقته ما خصصنا مائة مليون منها لدعم مشروع سكن كريم بالتعاون مع وزارتي الإسكان والتضامن الاجتماعى ومائة مليون أخرى للصندوق الوقفى لدعم التعليم، و25 مليونا لتوفير شهادة أمان للمرأة المعيلة والفقيرة بالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية والمجلس القومى للمرأة، و16 مليونا و300 ألف جنيه لإعادة تأهيل 270 منزلا بقرية الروضة بمدينة بئر العبد بالتعاون مع وزارة الإسكان وسيتم تسليم 135 منزلا منها خلال أيام بإذن الله تعالى.

وفي إطار الدور المجتمعي لهيئة الأوقاف المصرية انتهت الهيئة من إنشاء أكثر من 11 ألف وحدة سكنية كإسكان اجتماعي بتكلفة تزيد على مليار ومائة مليون جنيه، منها 4 آلاف وتسعمائة وعشرون وَحدة بمحافظة أسوان وحدها، وقد تم تسليم معظم هذه الوحدات وجار استكمال عملية التسليم وفق شروط الاستحقاق التي تحددها وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية .

 ويسرني أن أقدم لسيادتكم باسمي وباسم علماء الأوقاف وأئمتها وواعظاتها وجميع العاملين بها هدية وزارة الأوقاف: كتابين من أحدث إصداراتها في مسار التجديد، هما: الفهم المقاصدي للسنة النبوية، والفكر النقدي بين التراث والمعاصرة نحو نظرية عربية معاصرة في النقد الأدبي، والذي يأتي تأكيدًا على إيماننا بالتنوع الثقافي والانفتاح على الآخر والمختلف مع الحفاظ على ثوابت هويتنا الثقافية.

وكل عام وسيادتكم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة