"من الحجر إلى البشر" ..السياحة تتبنى خطة طموحة لتطوير القطاع.. الدكتورة رانيا المشاط: خلقنا كوادر مدربة ونعمل على رفع كفاءة الفنادق.. والشركات تسعى لزيادة نشاطها أمام ارتفاع الطلب..وهدفنا غرس "الأخلاق السياحية"

القصة ليست فى "الأعداد" بل فى الحلم أن تدخل السياحة قلوب المصريين وعقولهم، و أن تكون مصدر رزقهم، وأن يصبح داخل كل بيت مصرى فرد يعمل بالسياحة، وأن يتحول فن استقبال السائح والتعامل معه بما يعكس حضارتنا عقيدة راسخة فى أذهان الأجيال القادمة، هذا هو الحلم الذى يراود خيال الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط، وتعمل على تحقيقه منذ تولت المهمة فى يناير الماضى.

وفى طريق تحقيق هذا الحلم توقفت الدكتورة رانيا المشاط، لدى عدد من المحطات الهامة على مدارالشهور الماضية، بعضها كانت مشتعلة فتم التعامل معها وحلها، والاخر فى طريقة إلى الحل، ويأتى ملف انتخابات اتحاد الغرف السياحية ،الذى تم انجازه من أهم الملفات، كذلك استقرار موسمى الحج والعمرة، وكان التدريب وتدنى الخدمات من أهم التحديات التى تواجه ملف السياحة خاصة مع بدء عودة السائحين لمقاصدنا من جديد.

قالت الدكتورة رانيا المشاط،وزيرة السياحة، إن الوزارة عملت على ملف التدريب داخل الوزارة وخارجها، ففى الداخل عملت الوزارة على بناء كوادر من العاملين بها، حيث قيَّمت 65 موظفا من الكوادر المتميزة، وجرى تدريبهم على مجموعة من البرامج المطلوبة لبناء أساسيات العمل المتميز في بيئة العمل، وإجراء تقييم بعد انتهاء الدورات، لإعادة توزيعهم والاستفادة من إمكانياتهم، وتم البدء بـ5 برامج تدريبية هي "مهارات التواصل الفعال، مهارات العروض،  إعداد التقارير والمراسلات، آداب العمل والاتيكيت، خدمة إرضاء العملاء".

وخارج الوزارة ، تم الانتهاء من وضع استراتيجية الموارد البشرية لقطاع السياحة 2018-2020 بالتعاون مع مشروع دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني tvet و الاتحاد المصري للغرف والشركات السياحية، كذلك تم تدريب العاملين فى فنادق شرم الشيخ فى مجال السلامة والصحة المهنية وسلامة الغذاء لتشمل تدريب 1000 عامل خلال شهر سبتمبر الماضي، بالإضافة الي 250 من العاملين بالمراكب العائمة بالأقصر، كمرحلة أولى في شهر نوفمبر الجاري.

ومن رفع كفاءة العاملين إلى رفع مستوى المنشآت الفندقية، حيث كشفت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط ، أنه تم الإنتهاء من فحص 108 فندق فى الغردقة من حيث سلامة الغذاء بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة عالمية إسبانية، وسيتم عرض كل ما توصل إلية الخبراء فى هذا الفحص لوضع خطة عمل للفنادق للتعامل معها.

وأكدت وزيرة السياحة ، أن هذا الأمر سيتم تكراره فى كافة المدن السياحية فى شرم الشيخ ومرسى علم، وذلك فى إهتمام الوزارة برفع كفاءة الخدمات المقدمة للسائح بالتزامن مع انتعاش الحركة السياحية ،  كما تم التعاون مع منظمة السياحة العالمية لوضع معايير جديدة لتقييم الفنادق حيث كانت آخر عملية إجراء تقييم ومراجعة فى 2006، وسيتم عقد ورشة عمل قريبا مع غرفة المنشآت الفندقية لعرضها على القطاع وبدء تطبيقها.

وعلى جانب الترويج للسياحة المصرية قالت الدكتورة رانيا المشاط ، أن الإجتماعات التحضيرية للمشاركة فى بورصة برلين للسياحة الدولية ،  والتى تُعقد فى مارس من كل عام انطلقت من الآن، لافتة إلى أن المشاركة المصرية ستكون على نفس المستوى الذى تم خلال بورصة لندن للسياحة الدولية WTM والتى عٌقدت بداية نوفمبر الجارى.

وقدمت الوزيرة ، فى لقاء إعلامى عرضا مفصلا حول أحدث التقنيات التى تم استخدامها فى تجهيز الجناح المصرى ببورصة لندن، لافتة إلى أن الانطباعات حول الجناح المصرى كانت جيدة جدا، مؤكدة أن جميع الشركات السياحية التى ألتقت بهم على هامش البورصة تبحث عن زيادة أعمالها فى مصر، مشيرة الى أن زيادة أعداد السائحين بالإضافة إلى برنامج تحفيز الطيران 2018 / 2019، كانت عوامل جذب هامة لكبرى الشركات السياحية.

وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط ، أن مصر سوق جاذبة للاستثمارات السياحية خاصة بعد الانتعاشة التى شهدها القطاع السياحى هذا العام، حيث أكدت على أهمية دخول مجموعة منتجعات وفنادق نيكي بيتش العالمية للإستثمار فى مدينة العلمين الجديدة، حيث أكدت أن هذا أول استثمار للشركة فى مصر وسيكون نواة لجذب شركات عالمية آخرى ، موضحة أن أن تلك المجموعة لها استثمارات فى مدن سياحية هامة حول العالم منها ميامى ودبى، وتقوم بانشاء مناطق سياحية متكاملة من فنادق ومطاعم وأماكن ترفية، وتتميز منتجعاتها بأنها تجذب السائح عالى الإنفاق وهذا هام بالنسبة للسياحة المصرية.

وأكدت وزيرة السياحة ، على أن مدينة العلمين تحظى بدعم سياسى كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونستهدف أن تكون من أبرز المناطق السياحية عالميا طوال العام، وذلك من خلال توقيع هذه المذكرة التعاون للشراكة مع أحد أهم شركات السياحة العالمية "بيكي بيتش" وهو اسم كبير سيروج لمنطقة العلمين عالميا ، مشيرة الى أن هناك  تعاون الوزارة فى مشروع جديد يخص المجال السياحى  مع وزارة التعليم فى إطار النهوض بالوعى العام لدى المواطن المصرى بأهمية السياحة، وهو إضافة "الأخلاق السياحية" للمناهج التعليمية بدلا من فقط تعليمهم المعالم السياحية ، والهدف هو غرس ثقافة وفن التعامل مع السياحة ومدى أهمية ذلك لقطاع السياحة، كذلك تقديم نماذج إيجابية للأطفال من القطاع السياحى فى كافة مجالاته ليكونوا قدوة للأطفال وتحفيز لهم على المشاركة فى القطاع السياحى عندما يكبرون ، مشددة على أن لديها حلم أن يصبح هناك فرد من كل بيت مصرى يعمل فى السياحة، وذلك تأكيدا على أهمية قطاع السياحة بالنسبة للإقتصاد القومى.