نظمت وزارة البيئة، صباح اليوم الجمعة، على هامش فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، مسيرة بالدراجات للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، حيث شاركت فى الماراثون الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، وعشرات المشاركين فى فعاليات المؤتمر.
وتستضيف مصر لأول مرة فى أفريقيا والوطن العربى، بمشاركة أكثر من 196 دولة، مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، لبحث سبل الحفاظ على الطبيعة وتنوعها البيولوجى، لاستمرار الحياة، انطلاقا ويقينا من أن خسارة التنوع البيولوجى يمكن أن تكون لها آثار مهمة ومباشرة على صحة الإنسان وحياته وكوكب الأرض كاملا، ومن المقرر أن ترأس مصر فعاليات المؤتمر حتى نهاية 2020، لتتولى الصين بعد ذلك رئاسته لمدة عامين.
وتأتى رئاسة مصر لفعاليات الاتفاقية العالمية للتنوع البيولوجى، فى وقت حرج تشهده البيئة فى كوكب الأرض، حيث أكد عدد من العلماء المشاركين بالمؤتمر أن نحو 20% من التنوع البيولوجى بات مهددا بالانقراض، وأن 77% من الأراضى الزراعية بأنحاء العالم قد تغيرت طبيعتها، وفقد مئات الأنواع فى السنوات الماضية، وذلك بالتزامن مع مرور 25 عاما على اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، والتى لم تأت أغلب ثمارها بعد منذ توقيعها فى 1992، لعدم إدماج التنوع البيولوجى بالقدر المطلوب فى مختلف مجالات النشاط الإنسانى، الأمر الذى يزيد من الحمل الذى يقع على أكتاف الدولة المصرية، خلال العامين القادمين، لقيادة العالم للحفاظ على البيئة.
وانطلاقا من اهتمام الدولة المصرية بالقضايا البيئية، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على إلقاء كلمة بالافتتاح الرسمى لفعاليات المؤتمر، والذى بدوره أكد خلالها، أن التنوع البيولوجى يواجه تحديات كثيرة وتدهوراً متسارعاً وما يرتبط بذلك من تحديات تواجه النظم البيئية المختلفة، وأنه بإضافة الآثار السلبية لتغير المناخ، يصبحا أخطر التحديات التى تهدد البشرية فى وقتنا الحالى، حيث تشير الدراسات العلمية إلى أن استهلاك البشرية سنوياً من الموارد الطبيعية يزيد بنسبة أكثر من 30 % عما تنتجه النظم الايكولوجية للأرض من موارد، كما تضمنت تقارير سكرتير عام الأمم المتحدة عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2018 بيانات مقلقة، تعكس تراجعاً واضحاً فى النظم البيئية، وعلى رأسها الغابات، فضلاً عن اندثار عدد كبير من الكائنات الحية، مع تراجع قيمة معونات التنمية الرسمية المرتبطة بالتنوع البيولوجى بنسبة 21% مقارنة بعام 2015.
كما أعلنت مصر إطلاقها مبادرة تتكامل مع هدف دمج التنوع البيولوجى فى القطاعات المختلفة، وذلك بتنسيق الجهود وتعزيز التناغم بين اتفاقيات ريو الثلاث المعنية بتغير المناخ، والتصحر، والتنوع البيولوجى، وإيجاد مقترب متكامل يتعامل مع فقدان التنوع البيولوجى والآثار السلبية لتغير المناخ وتدهور الأراضى، ولاقت تلك المبادرة ترحيبا دوليا، وتأييدا كبير.