تمر اليوم ذكرى ميلاد أبو الأعلى المودودى، أحد أبرز الإسلاميين المنظرين للعنف فى التاريخ الإسلامى، حيث ولد فى عام 1903، وتعد أفكاره واحدة من الأسس التى اعتمدتها الجماعات الإسلامية فى كل الدول الإسلامية.
وقد أسس أبو الأعلى المودودى الجماعة الإسلامية فى باكستان في شهر 16 أغسطس سنة 1941، بعدما اجتمع خمس وسبعون رجلا في لاهور من مختلف أنحاء البلاد وانتخبوا المودودى أميرًا لها.
وفى العام 1943 نقلت الجماعة الإسلامية مركزها الرئيس من لاهور إلى دار السلام، وهى إحدى قرى مدينة بتهانكوت، ومع إعلان قيام دولة باكستان في 28 أغسطس 1947، انتقل المودودى مع زملائه إلى لاهور مرة أخرى، حيث أسس مقر الجماعة الإسلامية بها، وفى يناير 1948، بعد قيام باكستان بنحو خمسة أشهر، ألقى المودودى أول خطاب له فى كلية الحقوق، وطالب بتشكيل النظام الباكستانى طبقا للقانون الإسلامى، فى تناقض صارخ مع توجهات الدولة الباكستانية "الجديدة" وإرادة الطيف الأغلب من الحساسيات السياسية فى تلك الفترة.
وقد أسس أبو الأعلى المودودى جماعته الإسلامية فى باكستان بعد 13 عاما من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأكد عديد الباحثين والمؤرخين في مجال الجماعات الإسلامية أنه بالقدر الذي تأثر فيه حسن البنا بمقولات ونظريات المودودي في الحاكمية وفلسفة الدولة الإسلامية والدمج بين الدين والسياسة، إلا أن إسلاميي باكستان بشكل عام والمودودي خاصة تأثر بدوره بالحدث المصري الذي كان بمثابة "المؤشر على أن مقولة الخلافة الإسلامية لا تزال باقية رغم سقوط العثمانيين الأتراك".