"نحن فى حالة حرب, هايتى قبل 30 عاما أيضا كانت فى حالة حرب.. القاعدة هى أنك عندما ترى عنصرا مسلحا عليك إطلاق النار عليه ليستتب الأمن"، هكذا قال الرئيس البرازيلى المنتخب يائير بولسونارو، حول الكيفية التى يمكنه بها تحقيق الأمن فى بلاده، فى ظل الزيادة الكبيرة فى معدلات الجريمة خاصة فى الأحياء الفقيرة فى بلاده، حيث قالت مراكز بحثية أن البلاد شهدت أكثر من 64 ألف جريمة قتل فى العام الماضى، ليكون العدد الأكبر على مستوى العالم.
أحد الشوارع التى شهدت المعركة فى هايتى
تصريحات بولسونارو ترسم استراتيجية جديدة يسعى من خلالها لاستعادة الأمن فى البلاد، فى ظل تهديدات كبيرة جراء انتشار الأسلحة بين المواطنين، وزيادة أعداد العصابات، حيث يبدو أنه سوف يستلهم تجربة الجنرال البرازيلى السابق أوجستو هيلينو، فى هايتى قبل 13 عاما، عندما قاد كتيبة من قوات حفظ السلام فى الأمم المتحدة لمجابهة عصابة مسلحة فى أحد الأحياء الفقيرة هناك.
أحد مواطنى هايتى يجلس فوق سطح منزله
العملية التى قادها هيلينو فى هايتى استغرقت 7 ساعات كاملة حتى نجحت فى تحقيق هدفها، وهو قتل زعيم العصابة ويدعى دريد ويلمى، ليعلن بعد ذلك نجاحها، فى الوقت الذى خرجت فيه العديد من المنظمات الدولية لإدانتها واصفة إياها بـ"المجزرة" بسبب ما أسفرت عنه من مقتل العشرات من المارة بينهم نساء وأطفال أثناء القتال.
الجنرال البرازيلى السابق أوجستو هيلينو الذى قاد عملية هاييتى
وعلى الرغم من أن عملية هايتى أصبحت بعيدة تماما عن ذاكرة قطاع كبير من المتابعين للأحداث خارجها، إلا أنها مازالت عالقة فى عقل الرئيس البرازيلى الجديد، خاصة وأن استدعاءه لتلك العملية العسكرية، والتى يطلق عليها "القبضة الحديدية"، يعكس بما لا يدع مجالا للشك أنه ربما يتبنى استراتيجية مشابهة فى ظل تشابه الظروف والمعطيات بين ما كانت تشهده هايتى قبل 13 عاما، وما تشهده البرازيل فى المرحلة الراهنة.
الجنرال البرازيلى السابق فى حديث مع عدد من الجنود
إلا أن حديث بولسونارو عن عملية هايتى ليس الدليل الوحيد على نواياه فى التعامل مع العصابات التى تسيطر على أحيائها الفقيرة، حيث تبقى الأسماء المرشحة لشغل الحقائب الوزارية فى حكومته دليلا أخر، حيث وضع الجنرال السابق فرناندو أزيفيدو إى سيلفا، والذى كان رئيسا للعمليات فى معركة هايتى، فى منصب وزير الدفاع.
الحى الذى شهد هجوما من قوات حفط السلام بقيادة هيلينو على أحد العصابات قبل 13 عاما
ولعل حاجة الحكومة البرازيلية الجديدة إلى استعادة الأمن فى البلاد فى المرحلة المقبلة قد تدفعها إلى استخدام القوة المفرطة للقضاء على التهديدات، فى ظل مخاوف كبيرة من جراء سيطرة العصابات الإجرامية على مناطق أوسع خاصة فى العاصمة البرازيلية ريودى جانيرو، والتى عانت بشدة من زيادة كبيرة فى وتيرة العنف هناك.
الرئيس البرازيلى الجديد يظهر مع هيلينو
ويمثل الخطاب الانتخابى لبولسونارو، والذى انتقد خلاله تعامل الحكومات السابقة مع العصابات الإجرامية، أحد الأسباب الرئيسية فى بزوغ نجمه على قمة الساحة السياسية البرازيلية، وهو الأمر الذى حظى بإشادة كبيرة من الجنرال هيلينيو نفسه، والذى أكد فى تصريح سابق له هذا الشهر، أبرزته "رويترز" أن العصابات الإجرامية ستحول البرازيل إلى دولة مخدرات، وبالتالى لا مفر من استخدام إجراءات عدوانية لوقفها.
بقايا علم برازيلى يظهر فوق أحد المساكن بالحى الذى هاجمه هيلينو
وردا على حديث الجماعات الحقوقية المنتقدة لرأيه، قال "أتركوا حقوق الإنسان للمواطنين الصالحين"، موضحا أنه يبقى من العبث التعامل مع الوضع الراهن باعتباره وضعا طبيعيا.
بولسونارو ووزير دفاعه الجديد
بولسونارو يستلهم تجربة هيلينو فى هايتى
سيدة من هايتى
عدد من الفتيان يلعبون كرة قدم فى الحى الذى هاجمه هيلينو ويظهر بالخلفية علم البرازيل
مساكن تبدو منهكة فى الحى الذى هاجمه هيلينو
هيلينو يظهر بالزى العسكرى رغم تقاعده
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة