راجعوا أدبياتهم، طالعوا فتاواهم، قفوا على ما يضمرون، مَن يحرّم تهنئة المسيحى بعيده يقتله وهو يصلى، مَن يخرج المسيحى من داره ينسف كنيسه، من يدعو عليهم فى المساجد والزوايا يهدر دماءهم، ومن يتبجح بأنهم فى ذمته، ذمته واسعة وكذبه فاضح، كذاب أشر ما يروم إلا نكالا، ومن يمارِ فى أصل المسيحيين وينكر عليهم كونهم مصريين أصلاء، فلا أصل ولا فصل له، عديم الأصل، وراجعوا أوصافهم فى فصل «قلة الأصل» فى المراجع الشعبية.
السيناريو الدموى نفسه يتكرر وبنفس التفاصيل والرصاصات الحية، والتغريدات المفخخة، والتويتات الناسفة لعرى المحبة التى تجمع بين المصريين، ما جرى قبالة دير الأنبا صموئيل فى المنيا حلقة من حلقات السيناريو الأسود لإسقاط الدولة المصرية، استعصت عليهم طويلاً، حاصروها سياسياً واقتصادياً وأنفقوا إنفاق من لا يخشى الفقر لإفقارها وتجويع شعبها، ولكنها كانت وستظل أبية، شعب أبى صابر، عظيمة يا مصر، لم تسقط مصر، لم تركع مصر، لا تسجد مصر إلا لوجه الله سبحانه وتعالى.
ذبحوا المسيحيين، واغتالوا رجال الجيش والشرطة، وهاجموا الكمائن، ونسفوا الأبراج، وقطعوا الطرق، ودفعوا الإرهابيين كتائب من الغرب والشرق ليلتفوا حول خاصرة مصر، ولكن عناية الله جندى، والتفوا كالحية الرقطاء لاستهداف المسيحيين كحلقة شريرة ومخطط خبيث لقسمة الوطن على اثنين، يراهنون على غضبة المسيحيين، وعلى فتنة كارثية تبرز صاخبة على الفيس وتويتر وأشباههما من وسائط التخريب الاجتماعى، الذباب الإلكترونى يحتشد، الميليشيات الإلكترونية الإخوانية ترهب البسطاء، وتفتن البعض فى وطنه، ولكن حكمة السنين تقول إن المصرى واحد لا يقسم على اثنين، وإن المصاب واحد، والألم واحد، والوطن واحد، والكل فى واحد، وترجمتها شعبيا كلنا فى الهم قبط، وشعار إخوتنا المسيحيين الأثير «مصر وطن يعيش فينا».
كل المخططات تذهب إلى إسقاط الوطن، والمسيحيون يعرفون، واختاروا الطريق يوم 30 يونيو، طريق الوطن لا طريق آخر، طريقا لا يأمه إلا من كان مصريا أصيلا، والمسيحيون أصلاء من أصل هذا الوطن، ولا يتأخرون يوماً عن تلبية نداء الوطن، كانوا فى قلب المشهد، فى موج 30 يونيو البشرى كان الكل فى واحد، الكل فداء للوطن جرياً على خطى الأجداد فى ثورة 19 يوم كان النداء مصر.. مصر.. نعيش لمصر.. ونموت لمصر.. تحيا مصر.
مَن يراهن على القسمة واهم، ومَن يخطط لإسقاط الدولة فى جب الطائفية مأفون، المسيحيون مصريون لم يتنكروا مرة لمصريتهم التى بها يؤمنون، ولم يصدر منهم أو عنهم يوما قدح ولا ذم فى مصر الغالية، ويستبطنون حبا لأعلى اسم فى الوجود، ولم يُروَ عنهم مثلما يُروى عن خونة الإخوان من نكران للوطن.
دعك من هؤلاء الفيسبوكية، الحوائط الإلكترونية تخفى بلاوى سودة، من يعرف مسيحيى مصر الأصلاء جيداً يعلم علم اليقين أنهم مخلصون لهذا الوطن ولا يرتضون عنه بديلا، وحكمتهم من حكمة المصريين، ويحفظون عن ظهر قلب قول أمير الشعراء أحمد شوقى: «وطنى لو شغلت بالخلد عنه/ نازعتنى إليه فى الخلد نفسى».
المسيحيون يرضعون مع لبان الأمهات حب مصر، و«حب مصر فرض عليا»، ويحيون العَلَم، ويقفون احتراماً للنشيد، ومهما ادلهمت بهم الخطوب يلذون بالوطن، وكنيستهم فى قلب الوطن، وبابا المسيحيين هو بابا المصريين رغم أنف السلفيين.
استهداف المسيحيين هو استهداف لشعب مصر، استهداف لكل من يمت لـ30 يونيو، ووقفة المسيحيين العظيمة وهم يلملمون الجراح يوم «فض رابعة» وأخواتها، يتكرر الآن وهم يودعون أحبابهم فداء للوطن، كل يوم يثبت إخوتنا أنهم إخوة بحق وأن ما بيننا أقوى من الزمان.
أعلم أن المصاب جلل، ولكن تضحيات الكنيسة لا تنفصم عن تضحيات الوطن، الوطن جميعه يضحى، الشعب جميعه يضحى بفلذات الأكباد، يضحى كريما جوادا معطاء، يضرب الأمثال فى التضحيات العظام، ويقدم جواهر التاج هدية لوطن هو الباقى.. والبقاء لله.
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الاصيل
استاذ حمدى...انت رجل راااائع
انت رجل مثقف راااائع..... تحيا مصر