من "العدوان" إلى "معركة التحرير".. الشيخ زايد تاريخ مشرف من دعم المصريين وقت الأزمات.. "حكيم العرب" ساهم فى إعادة إعمار مدن القناة.. أدار "معركة البترول" لحسم انتصارات 6 أكتوبر.. وورث أبناءه حب مصر

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 11:14 ص
من "العدوان" إلى "معركة التحرير".. الشيخ زايد تاريخ مشرف من دعم المصريين وقت الأزمات.. "حكيم العرب" ساهم فى إعادة إعمار مدن القناة.. أدار "معركة البترول" لحسم انتصارات 6 أكتوبر.. وورث أبناءه حب مصر الشيخ زايد تاريخ مشرف من دعم المصريين
كتب : مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علاقات وطيدة، وأخوة عابرة للأجيال جمعت بين مصر والإمارات العربية المتحدة، لمتانة ما زرعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ أن وحد الدولة الخليجية الشقيقة قبل عقود، ليسطر بأحرف من نور تاريخ تتوارثه الأجيال من المواقف العروبية والبطولات النادرة وقت الأزمات والمحن.

 

واليوم، وفيما تحل مئوية ميلاد الشيخ زايد، يستعرض "اليوم السابع" بعض من كل، ويرصد فى تغطية لا تسع بطبيعة الحال مواقف الراحل المشرفة مع مصر على مدار تاريخها منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مروراً بمعركة السادس من أكتوبر، وصولاً إلى ما يجمع أبناء "حكيم العرب" وأحفاده بالدولة المصرية من تفاهم فى شتى الملفات فى عهد تزايدت فيه التحديات الأمنية وتموج فيه المنطقة باضطرابات ما كانت لتمضى بسلام ما لم يكن فيها رجال دولة فى البلدين.

ورسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ أن أسس دولة الإمارات العربية المتحدة، خطوط عريضة للعلاقات بين أبو ظبى والقاهرة، اتسمت بالقوة والصلابة، ولم تتغير حتى بعد رحليه وحافظ عليها أبنائه البررة.

 

وكان الشيخ زايد يقول دائما أن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، نقطة ماء في بحر ما قامت به مصر نحو العرب، وعُرف زايد بعلاقته القوية مع مصر حيث ربط بين البلدين، حبل وثيق من العلاقات، وقال زايد فى وصيته الأخيرة أوصيت أبنائى بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، وهذه هى وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.

 

وبدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر بدءا من عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعا شعارا واحدا هو القومية العربية، وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار، كما أن الشيخ زايد آل نهيان هو مؤسس دولة الإمارات الموحدة التى أعلنت فى 1971، وكانت مصر أولى الدول التى أيدت بشكل مطلق الاتحاد، ودعمته.

وبعد انتهاء العدوان على مصر ساهم الشيخ زايد في إعادة إعمار مدن قناة السويس التى دمرها العدوان الإسرائيلي عام 1967، وكان دوما يردد خلال اللقاءات مع القادة العرب ويقول "عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا".

الشيخ زايد مع الراحل أنور السادات
الشيخ زايد مع الراحل أنور السادات

 

وعقب وفاة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، سنة 1970، حرص الشيخ زايد على زيارة ضريح جمال عبدالناصر مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتحديدا فى المرة التى رصدتها عدسات الكاميرا، وعرضها موقع متحف زايد الوطنى، وأهدى الشيخ زايد وشاح آل نهيان للرئيس محمد أنور السادات أثناء زيارته للقاهرة، وكان يرى الرئيس السادات في الشيخ زايد الصديق الوفى والموثوق، وأنه حلقة الوصل بين جميع القادة العرب مصر، خاصة بعد توتر العلاقات المصرية بقادة الدول العربية بعد توقيع مصر إتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

وتوطدت العلاقات بين مصر والإمارات فى عهد الراحل أنور السادات نظرا لمواقف الشيخ زايد، عند بدأت حرب أكتوبر 1973، كان الشيخ زايد في زيارة إلى بريطانيا، ولم يتردد عن إعلان دعمه لمصر في حربها، كما اقترض مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي لمصر أثناء حربها لاسترداد الأرض التى سلبها العدو الصهيونى فى أكتوبر 1973.

 

وعندما شنت الدول العربية حربا على الغرب الداعم لإسرائيل، كان للشيخ زايد موقف بارز، حينما قال: إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلي من الدماء العربية، وقال إن البترول يشكل ثروة اقتصادية يستخدمها العرب من أجل التنمية والتقدم وإذا تعرض العالم العربي لخطر الحرب فمن البديهي أن هذه الثروة هي وجميع الموارد الأخري سوف تعبأ للدفاع عن العالم العربي.

حكيم العرب.. الراحل زايد آل نهيان
حكيم العرب.. الراحل زايد آل نهيان

 

وعقب عقد اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، كثرت ردود الفعل المعارضة لتلك الإتفاقية في معظم الدول العربية، لدرجة أن هُناك بعض الدول قاطعت مصر بعد قمة بغداد، ولكن موقف الشيخ زايد كان مختلفًا، حيثُ ظلّ على تواصل مع الرئيس، محمد أنور السادات، وقال جملتهُ الشهيرة: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية".

 

أما في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقد ارتبط البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة‏، إذ تربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما ‏1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطني، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 مليارات دولار عام 2010 في قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر.

وبعد رحيل الشيخ زايد، واصل الأبناء والأحفاد دورهم الرائد فى دعم مصر وكل بقاع العالم العربى، والشعوب المحبة للسلام، وهو ما تجسد بشكل واضح فى دعمهم للدولة المصرية فى السنوات التى تلت ثورة 25 يناير، حتى استعادت مصر عافيتها فى السنوات التالية لثورة 30 يونيو ، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد السلطة، ليبدأ يداً بيد معركة البناء والتنمية بدعم الأشقاء فى الإمارات وغيرهم من الدول العربية الشقيقة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة