سيطرت حالة من الذعر على بعض المرشحين الجمهوريين خوفا من أن يدفعوا ثمن خطاب الرئيس دونالد ترامب المعادى للهجرة اليوم الثلاثاء، عندما يتوجه الناخبون الأمريكيون للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات النصفية الأمريكية.
وصعّد ترامب فى الأيام الأخيرة التى سبقت يوم الانتخاب، من خطاب شديد العداء للمهاجرين الذى بلغ حد العنصرية أحيانا فى شىء لم تشهده الولايات المتحدة من قبل خلال العقود الأخيرة. ورغم أن خطابه يلقى صدى جيد لدى بعض القطاعات، لاسيما الرجال البيض المحافظين، إلا أن جماعات أوسع قد عبرت عن رفضها الشديد له ناهيك عن انتقاداتهم لترامب المتعلقة بسياساته التجارية والخارجية.
وتقول مجلة "بولتيكو" الأمريكية أن رئيس مجلس النواب بول ريان هاتف ترامب أول أمس، الأحد، فى مناشدة أخيرة نيابة عن الجمهوريين القلقين يطالبه بالتركيز على تحسن الأداء الاقتصادى فى الساعات الأخيرة قبل الانتخابات. لكن ترامب وبشكل غير مفاجئى كان لديه قضية أخرى يركز عليها. فقد تفاخر أمام ريان بأن تركيزه على قضية الهجرة قد أشعل حماس القاعدة الجماهيرية، حسبما قال مصدر قريب من الاتصال.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه قبل يومين فقط من سيطرة الديمقراطيين المتوقعة على مجلس النواب، فإن الجمهوريين يركزون على مجلس الشيوخ لكنهم يشعرون بالقلق من أن هوس ترامب بكل الأمور المتعلقة بالهجرة قد يفاقم من خسائرهم. صحيح أن العديد منهم رحب بحديث ترامب فى البداية عن قوافل المهاجرين وأمن الحدود قبل أسبوعين، على أمل أن يحفز القاعدة الجماهيرية للحزب، إلا أنهم يخشون الآن من أن ترامب قد تجاوز الأمر وأن هذا قد يكون له ثمنا باهظا فى المقاطعات الرئيسية فى الولايات المختلفة.
فقد تفاجأ كثيرون بتهديدات ترامب بإلغاء حق منح الجنسية للأطفال المولودين فى أمريكا لأبوين غير أمريكيين إشارته التى تحمل دلالات عنصرية بأن المهاجرين يقتلون رجال الشرطة، ويرون أن رئيس كان ينبغى فى ظل هذه الظروف أن يركز على الاقتصاد، وكيف أنه نجح فى توفير ربع مليون وظيفة فى الربع الأخير وجعل الطالبة تتراجع لأقل من 4%.
ويقول أحد كبار المساعدين الجمهوريين بمجلس النواب عن تركيز ترامب على الهجرة إن الرئيس قد اختطف الانتخابات، مضيفا أنه هذا لم يكن ما توقعوه فى الأسابيع الأخيرة للانتخابات.
وتشير مجلة "بولتيكو" إلا أن هذا الخلاف يسلط الضوء على الصراع حول الإستراتيجية التى عصفت بالحزب الجمهورى طوال العام، وهل ينبغى أن يجعل الجمهوريون الأولوية لتحفيز أنصار ترامب للخروج للإدلاء بأصواتهم أم مناشدة الناخبين المتأرجحين.
وكان الجمهوريون فى مجلس الشيوخ، الذين يسعون إلى جعل أغلبيتهم أكبر فى الولايات الحمراء القروية بمن خلال الإطاحة بالديمقراطيين الشاغلين للمقاعد، قد رحبوا بنهج ترامب. فى حين حاول الجمهوريون فى مجلس النواب، الذين يرتبط نجاحهم بالضواحى، تغيير الموضوع، وهو ما أدى فى النهاية إلى خلق رسالة مزودة للحزب فى الحملة الانتخابية.
