رئيس المدينة الذى طارد بائعة الخضار فى الشارع كان ينفذ القانون لأنها اعترفت على نفسها بالبيع فى مكان مخالف، ومحافِظة دمياط التى استقبلت نفس السيدة ووعدتها بمساعدتها واستعادة كرامتها، كانت أيضًا تنفذ القانون، ورغم أن القانون واحد وكلاهما مسؤول فى حكومة واحدة إلا أن المسافة بين التطبيقين بعيدة ومليئة بعدم الفهم والأوجاع التى كشفتها ظروف السيدة ومأساتها الإنسانية الحاضرة فى عجز زوجها وفقر حالهما، فكان أولى برئيس المدينة أن يطبق روح القانون فضلًا عن عدم إهانة السيدة أمام الناس بهذا الشكل الفج، وإن كانت مسؤوليته تفرض عليه أن يعرف أولًا الظروف التى دفعت بالسيدة لتلك الحال، ويعترف بمسؤوليته عن جزء منها بحكم منصبه، عمومًا قد يكون استقبال المحافظة لها درس لرئيس المدينة قبل أن يكون تعويضًا للسيدة.