أحمد إبراهيم الشريف

العالم يحكمنا على طريقة صامويل ليتل

السبت، 01 ديسمبر 2018 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى واحدة من أغرب الاعترافات فى التاريخ التى سوف نقرأها أو نسمع عنها، اعترف الأمريكى صامويل ليتل، أنه ارتكب 90 جريمة قتل فى 14 ولاية أمريكية على مدى نحو نصف قرن والضحايا جميعهن نساء.
 
يقضى صامويل ليتل حكمًا بالسجن المؤبد لارتكابه 3 جرائم قتل تعود إلى سنة 1980، لكنه فاجأ المحققين الذين استجوبوه من أكثر من ولاية أمريكية، واعترف بارتكابه أو مشاركته فى أكثر من 90 جريمة قتل وأعلن تفاصيل تتعلق بجريمتى قتل وقعتا عامى 1977 و1982 لم يكن بوسع أحد سوى القاتل معرفتها.
تعودنا على قراءة الغرائب والاستماع إلى المهاوويس والمجانين لكن ما قاله صامويل ليتل عن الشخصيات اللواتى قتلهن يستحق وقفة، قال «إنه كان يختار أغلب ضحاياه من نساء الأحياء الهامشية، ضائعات، ومدمنات على المخدرات»، لأن «اختفائهن أو موتهن لا تتحرك له الحشود ولا تحشد الشرطة دائمًا، النساء اللواتى لا أحد من أقاربهن يبحث لهن عن العدالة»، وعلى حد قوله «استهدف من وجودهن غير ذى أهمية فى نظر الآخرين».
 
لنا أن نتخيل أن هذا الرجل قتل تسعين امرأة، لكنه فى السجن من أجل ثلاثة فقط، وأن هناك نحو سبع وثمانين امرأة أخرى لا يعرف أحد عنهن شيئًا، تم قتلهن، والله أعلم ما الذى حدث فيهن قبل القتل وبعده، والدولة ورجالها فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعد بمقاييس العالم الحديث أكبر دولة فى العالم، لا تعرف شيئًا عن هذا العالم الآخر السفلى الذى يختفى فيه كل شىء لا يلمع.
 
لقد ظن صامويل ليتل، أن النساء اللواتى قتلهن لم يهتم أحد بهن، وهو ظن غير صائب، لأنه لم يفكر فى طفل لإحداهن أو أم أو حبيب، لقد فقد صامويل ليتل إحساسه تمامًا، وذلك متوقع من قاتل ارتكب كل هذه الكوارث، لكن كيف لدولة لم تلحظ ذلك عبر أنظمة حكمها المتوالية فى السنوات الخمسين الماضية.
يتجاوز صامويل ليتل، فكرة القاتل المتسلسل الذى يقتل النساء العشوائيات اللواتى لا يهتم بهن أحد، ليصبح نموذجًا لنظام عالمى يحكم كوكب الأرض مؤخرًا، يقوم على فكرة أن المهمشين لا مكان لهم هنا، يمكن أن يموتوا أو يذهبوا إلى الجحيم لأن لا أحد يسأل عنهم، هكذا فكرت أمريكا عندما ذهبت لتضرب العراق دون ذنب، وهكذا ينظر الغرب إلى أفريقيا ويحولها إلى حقل تجارب ليس مهمًا أن يعيش أهلها أو يموتون لأن لا أحد يهتم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة