صور.. "ما أحلى قعدة زمان بحكاويها".. اليوم السابع داخل نادى الصفا للمسنين بكفر الشيخ.. نقل خبرات السنين للشباب وتعليم الفتيات التفصيل والتطريز والطبخ.. "فدنى بخبرتك" وكيفية قضاء أوقات الفراغ أهم الفعاليات

تسعى الدولة جاهدة لتلاقى الأجيال، وإمداد الشباب بخبرات الكبار الذين أدوا عملهم تجاه وطنهم خلال أكثر من 30 سنة فى حياتهم الوظيفية فى كافة المجالات، ولكن على أرض الواقع لا توجد مواقع لالتقاء الأجيال، إلا عدد يُعد على يد الأصابع اليد الواحدة، ونادى الصفا للمسنين أحد هذه الأندية التابعة لمديرية التضامن بمحافظة كفر الشيخ، والذى تلتقى به الخبرات، وتمارس فيه الهوايات وعدد من الأعمال .

يقع النادى، بالقرب من مبنى الدراسات والمعهد العالى للخدمة الاجتماعية، ويتكون من عدد من الحجرات، وصالة تمارس فيها العديد من الأنشطة، به صالة لممارسة العديد من الألعاب وحديقة، ومكتبة ، يلتقى  به من أحيلوا على المعاش من مستشارين ووكلاء وزارات وضباط شرطة ومعلمين من أباء وأمهات منتمين للعديد من الطبقات الاجتماعية، ويتردد عليه العديد من طلاب وطالبات المعهد العالى للخدمة الاجتماعية وطلاب جامعة كفر الشيخ، للاستفادة من خبراتهم .

شرين الشحات السكران ، مدير النادى ، أكدت أن النادى تابع لمديرية التضامن، ويضم 600 عضو من المحالين على المعاش رجال وسيدات، يلتقون يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً فى فترة الشتاء، أما فى فترة الصيف فيستقبل النادى الأعضاء من 9 صباحاً حتى 2 ظهراً، ومن الـ5 مساء حتى 8 مساء، ويسدد العضو 50 جنيه فى العام فقط، وتُمارس فى النادى الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والدينية والترفيهية، كما تنظم دورات ليقدم الأعضاء الخبرة للشباب فى كل المجالات سواء فى اللغة العربية أو فى مهنة المحاماة، والأعمال الإدارية والمالية، بالإضافة لتعليم الفتيات العديد من الصناعات اليدوية مجاناً.

بدوره، يقول فؤاد جعفر عضو لجنة الإشراف على النادى ، مستشار سابقاً، أن النادى كان ينظم برنامج رحلات شهرى، وكانت المحافظة تخصص أتوبيساً للرحلات مجاناً، ولكن للأسف انقطع إمداد المحافظة بالأتوبيس فندرت الرحلات التى كان يستمتع بها الأعضاء  لكافة المحافظات  والمدن منها شرم الشيخ وأسوان والأقصر والإسكندرية وغيرهم من المناطق السياحية، وانقطعت وسيلة من وسائل الترفيه عنهم، فكان وقعها عليهم سيئاً.

وتابع: يقيم النادى أعياد ميلاد للأعضاء كل  4 شهور، ويوجد به صالة رياضية، ومكتبة تضم العديد من الكتب، وهناك رواد يترددون على النادى من كافة الأعمار السنية، حيث يحتفل النادى بالمناسبات المتعددة، تحييها فرقة الموسيقى العربية، لتعيد على مسامعهم فن الزمن الجميل، من قصائد أم كلثوم، وأغانى عبد الحليم والأغانى الشعبية القديمة، مؤكداً أن الدعم المادى المُقدم من  مديرية التضامن 12 ألف جنيه فى العام فقط ولا يكفى أجر العامل، مطالباً محافظ كفر الشيخ  بإقامة مظلة للمسنين.

من جانبها، قالت نيرة فاروق صلاح، رئيس اللجنة الإشرافية بالنادى، أن الفعاليات تشمل الأنشطة التى يمارسها أعضاء النادى  للمناطق السياحية لشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، وأهم ما يميز  النادى أنه  ملتقى للمسنين يحافظ على عدم انحراف المحالين على المعاش، ويصرف كبار السن عن  اللجوء للمقاهى  والجلوس مع نوعيات معينة لا يجوز الاختلاط بهم، والحفاظ على مكانتهم الاجتماعية وحالتهم النفسية، لأن معظم الأعضاء كانوا من كبار موظفى الدولة، ولايجد معظمهم المكان الذين يتجهون إليه، فيستقبل النادى الأعضاء لممارسة  العديد من  الأنشطة، وهناك عضوات تُحفظ القرآن للأطفال والشباب مجاناً، ويمدونهم بالخبرات المتعددة، وينظم النادى ندوات تلتقى بها الأجيال المتعددة.

وقال المستشار عبد الفتاح الملا، عضو النادى ، أن للأعضاء دور كبير فى أوقات الأزمات التى تتعرض لها مصر، ويدلون بدلوهم لإظهار روح الانتماء والولاء لوطننا، حتى أيام الثورة ، نظمنا رحلات لأسوان وللأقصر لالتقاء بكافة الطبقات الاجتماعية لإظهار قوة بلدنا وتماسكها ، مؤكداً أن النادى يضم العديد من الأعضاء من  ذوى الخبرات المتعددة والتى يقدموها للشباب كل فى مجاله ، وتعقد الندوات للشباب ليستفيدوا من خبرات الأعضاء فمن العضوات تُعلم الفتيات التريكو والتفصيل، ومنهم من يقدم الاستشارات القانونية ، ومنهم من يعلم اللغة العربية ، ومنهم من يوجه الشباب لصحيح الدين الوسطي.

وأكدت الدكتورة أميرة محمد أحمد عبد النبى ، أستاذ مساعد بقسم مجالات الخدمة العامة بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية: نعمل فى النادى لتوثيق العلاقة بين كبار السن ومشاريع خدمة المجتمع ومنح الشباب من طلاب وطالبات المعهد وخاصة طلاب الفرقة الثالثة والرابعة عصارة خبراتهم، منها خبرات اختيار الزوج، والخبرات الوظيفية فى كافة المجالات، وهناك فئة منتجة فى النادى لتعليم الفتيات والطالبات فن التطريز والتريكو، وتنظيم القوافل الثقافية للقرى لمد الشباب والفتيات بخبرات أعضاء النادي، ويتم تصنيف قدرات أعضاء النادى والاستفادة منهم كل حسب القدرات التى منحها الله لهم.

وأضافت أنه تم عقد ورش عمل داخل النادى لتعليم الفتيات الحرف من قبل كبار السن مثل التريكو والكورشية والطبخ ،وسيتم تنظيم ندوات داخل الجمعية لطلاب المدارس ، لدمج بينهم وبين كبار السن وتناول الموضوعات الهامة منها " التنمور " ليستفيد الأطفال من خبرتهم خلال مبادرة " فدنى بخبرتك ".بالتعاون بين طلاب الفرقة الرابعة للمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ للنادى لدمج المسن للتعامل مع مشكلات المجتمع منها مشكلة شغل وفت فراغ الشباب الجامعى خاصة الطلاب والطالبات المغتربين، بالإضافة لمناقشة مشكلات الأطفال السلوكية .

وأكدت فريدة عبد العزيز المزين ، عضو مجلس إدارة ، أن أجمل فى النادى رغبة كل عضو من الأعضاء إخراج الطاقات التى بداخله لخدمة الشباب والفتيات سواء فى المشاركة فى الندوات التى يعقدها المجلس القومى للمرأة أو ندوات أخرى إضافة لتقديم خبرات السنين للشباب والفتيات ، مؤكدة أنهم يجدون تجاوب من الفتيات والشباب ورغبة منهم على الاستشارة ، وهناك حالات تستشير الفتاة العضوات أكثر من استشارتها لوالدتها لأنها تعلم مقدار الثقة والحب الذى تمنحه العضوات لهن والرأى الصائب.

وقالت عفاف أمين ، رئيس مجلس الإدارة ، نعتبر النادى بنك المعلومات والخبرات المتعددة ، وأن السن يبدأ من الستين،ولن يقل عطاء العضو لبلدنا مصر فبدلاً من أداء مهمة وظيفية قبل وصوله لسن المعاش ، أصبح يؤدى خدمة وطنية لنقل خبرات السنين للأطفال والشباب ، والتفاعل للمجتمع ، مؤكدة أن العضو يشعر بأن لهم مكانة ودور ومكانته لم تنتهى بإحالته للمعاش ولكن دوره الفعال بدأ منذ تركه للوظيفة لعالم أعم وأشمل يتفاعل معه بحرية كبيرة لخدمة بلدنا لأنها فى حاجة لكل خبرات الكبار مكانة وعلماً.