فى عام 2013 ووسط الظلام السياسى الدامس الذى كانت تمر به مصر، وانهيار قطاع كرة القدم، قرر الكابتن حسام البدرى القفز من سفينة النادى الأهلى، والهروب لتدريب أهلى طرابلس الليبيى، مضحيا بالمبادئ والقيم وشعارات الأهلى فوق الجميع من أجل «الدولار» ودون النظر إذا كانت سفينة فريق الكرة لنادى القرن ستغرق من عدمه.
وحينها اشتاطت جماهير النادى الأهلى غضبا وسخطا من هروب حسام البدرى، والتضحية بناديه فى ظروف صعبة ومعقدة من أجل الدولارات الليبية، وطالبت بمنع المدرب الهارب من دخول النادى مرة أخرى، مهما كانت المغريات الفنية التى فى جعبته، إلا أنه عاد وتولى المسؤولية الفنية من جديد.
ونحن كعادتنا فى هذه المساحة، لا نخشى فى الحق لومة لائم، ولا نعرف لتزيين المصطلحات، وتلوين المواقف، طريقا، ولا تربطنا مصلحة نفعية مع أحد سوى المصلحة العامة، للوطن ومؤسساته أولا، ثم الدفاع عن الحق والعدل، فقط.. لذلك نقولها عن قناعة ووفق حقائق مسطرة على الأرض، إن عودة حسام البدرى للقلعة الحمراء عقب هروبه الكبير والدفع به فى السنوات السبع العجاف، كان وبالا على فريق الكرة، وإن ما يحدث لنادى القرن حاليا، نتاج إدارة البدرى بلا منازع، بجانب العوامل الأخرى من ضعف وميوعة إدارية، وإسناد المسؤولية لبعض الهواة واستبعاد الكفاءات..!!!
بدأ حسام البدرى، تدشين عهده الجديد فى مرحلة العودة بعد الهروب الكبير، بتفريغ النادى من المواهب الكروية، والقضاء على ظاهرة النجوم، ليصبح هو المدرب النجم، صاحب الشخصية القوية والمسيطرة والقادرة على تحقيق أرقام قياسية تفوق أرقام مانويل جوزيه..!!
وكان أول اصطدامه بالرباعى عماد متعب وحسام غالى وصالح جمعة وجون أنطوى، ثم حاول الاصطدام بعلى معلول وأجاى، وقال عنهما إنهما لا يصلحان للعب فى الأهلى، إلا أن اللاعبين أجبراه بأدائهما وعطائهما المبهر على تغيير وجهة نظره، ثم بدأ فى الاستعانة بلاعبين مطيعين يستمعون وينصتون له دون مناقشة أو جدال، فجلب صفقات لا تصلح لارتداء فانلة الأهلى من عينة أحمد حمودة ومحمد شريف وإسلام محارب وميدو جابر وعمرو بركات وأكرم توفيق وأيمن أشرف.
الأخطر، أنه رفض كل الصفقات المدوية التى يلهث وراءها النادى الأهلى حاليا، أو التى تألقت بشكل لافت فى الأندية التى حصلت على جهودهم، والقائمة طويلة، ولا نفهم سر رفض حسام البدرى لهذه الصفقات التى كانت تريد الانضمام لنادى القرن، وبملاليم، فى ظل الأسعار الملتهبة حاليا..!!
وأول من رفض انضمامهم حسام البدرى للقافلة الحمراء، حسين الشحات الذى عرض نفسه وأعلن للجميع مدى عشقه وحبه للأهلى، وأن حلم حياته الانضمام لصفوفه، إلا أن عبقرى زمانه وأوانه حسام البدرى، رفضه تحت زعم ليس بحاجة لجهوده، وأنه لا يصلح أن يحمل تيشيرت الأهلى، أيضا محمود علاء ومحمود وحيد وإريك تراورى، لاعب نادى مصر المقاصة الرائع، والذى عرضه وكيله على حسام البدرى، إلا أنه رفض حتى مشاهدته..!!
أما عن أهم صفقة رفض ضمها لصفوف الأهلى، النجم البرازيلى «كينو» لاعب فريق بيراميدز، عندما تم عرضه فى بداية نجاح مجلس الخطيب، على حسام البدرى، إلا أنه رفضه، وهى حقيقة مرة، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فكيف لمدرب يقود الإدارة الفنية للنادى الأشهر أفريقيا وعربيا، بجانب سمعته الدولية، أن يرفض صفقة من هذا النوع، ويستعين بإسلام محارب، بل ويقاتل من أجل ضم ميدو جابر وأيمن أشرف؟!
كلما سألت عن لاعب رائع فى نادى، تفاجأ بأنه كان معروضا على النادى الأهلى وحسام البدرى رفضه، وتسأل عن السر، فلا تجد إجابة، بجانب حملة الاستبعادات للنجوم، وكأنه يقود حملة تجريف رهيبة للمواهب الكروية بنادى القرن، وفى ظل رفض ضم المواهب وطرد النجوم، أغلق جميع الأبواب والممرات المؤدية للفريق الأول، أمام ناشئ النادى من المواهب، فأصبحت المشكلة ذات أبعاد ثلاثية، رفض ضم المواهب، وتطفيش النجوم، وعدم الاستعانة بناشئ واحد من قافلة الناشئين بالنادى..!!
بجانب، وهو الأهم، أنه حتى اللاعبون الذين استعان بهم، جعلهم أسيرى الدكة، وظل يلعب بالفريق الأساسى، رغم حسمه لبطولة الدورى، ما أنهك نجوم الفريق وليد أزاروا وعلى معلول وأجاى ووليد سليمان وأحمد فتحى، واستنزفهم، فضربت الإصابات الخطيرة هذه العناصر، ولم تعد قادرة على الأداء بالشكل المطلوب فى الموسم الحالى..!!
حسام البدرى، وبما فعله فى النادى الأهلى، بالهروب والقفز من سفينة الأهلى عام 2013 ثم العودة وتنفيذ خطة تجريف المواهب وتفكيك القدرات الفنية لنادى القرن، ثم قيادته لفريق منافس ليس من فوق المنصات الفنية، وإنما الإدارية، تستوجب إسقاط عضويته، وشطبه من سجلات نادى القرن، إذا أردتم مشروع إصلاحيا حقيقيا للقلعة الحمراء..!!
وعلى من يتدثر بعباءة الراحل العظيم، صالح سليم، عليه أن يتسلح بأدوات أشهر من أدار النادى الأهلى، وهو التجرد من المصالح الشخصية، والسخاء فى العطاء، والحسم فى اتخاذ القرارات دون خوف أو حسابات..!!