يقول كتاب (أمريكا الإسرائيلية وفلسطين الهندية الحمراء) تأليف محمد شعبان صوان، منشورات ابن النديم ودار الروافد الثقافية، إنه فى زمن يكتشف فیه الغرب العنصرى الأصول الشرقیة للحضارة الإغريقیة والغربیة نسمع كثیرا فى أحاديث المصیر الفلسطینى فى المشرق، الذى تعلم المساواة من الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة، عبارة "لسنا ھنودا حمرا".
ويتابع الكتاب إذا تجاوزنا إيحاءات التفوق العنصرية التى تشى بھا ھذه العبارة التى تتقبل سلم الأجناس الذى وضعه الرجل الأبیض وتحاول إثبات جدارتھا البیضاء والنأى عن الملونین، سنجد أن ھذه المقولة تكشف عن الجھل المطبق بتاريخ القضیتین الھندية والفلسطینیة فى مواجھة الأوروبیین والأمريكیین والإسرائیلیین، حیث امتدت نقاط التشابه على صعیدى سیاسات المستعمر، وردود أفعال المستعمر، إلى أدق التفاصیل التاريخیة، والتى لا تقف عند حد وجود استعمار استیطانى ومقاومة ضده.
والكتاب ينفذ إلى أعماق السیاسات الاستیطانیة وردود الأفعال المقاومة، ومن يريد أن يتجنب مصیر الإبادة الذى عانى منه سكان أمريكا الأصلیون فعلیه التعلم من دروس الماضى التى قاسى منھا الھنود الحمر من قبلنا رغم استبسالھم فى ساحة المقاومة الیائسة أمام طوفان الھجرات، وعلیه كذلك عدم الاستعلاء على شركاء في التجربة التاريخیة في مواجھة عدو مشترك، وبكل أسف فإننا مازلنا بعیدين عن ھذا الاعتبار ومازلنا نقع في نفس الأخطاء التي وقع فیھا من قبلنا ثم نكتفي بالتبجح بكل عنصرية بأننا لسنا ھنودا حمرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة