ينظر كل زوجين فى مصر للطلاق مثل كل المصائب التى تحدث للآخرين فقط، إلى أن يجدوا أنفسهم أمام المحكمة يتجادلون حول النفقة وقائمة المنقولات، لذلك ليس صحيحًا أن كل حالة طلاق سبقها زواج فاسد، بعض الأسر تكون مستقرة ثم تنفجر من الداخل فجأة، وتلك الظواهر التى تكون أحيانًا نتائج فقط دون مقدمات واضحة، يجب أن نبحثها بصراحة تليق بخطورتها، وظاهرة الطلاق فى مصر الآن نتيجة وليست سببًا، مرض أكثر منها عدوى، نشاهد كثيرًا من المقدمات: انحرافات أخلاقية، أوضاع مالية ضاغطة، استهتار بمسؤوليات الزواج، تدخلات عائلية، ثم نغمض أعيننا ونقول إن النتيجة السيئة لن تأتى، لذلك حينما نبحث عن الأسباب ونعالجها أو على الأقل نرفع الوعى بها، سيكون أفضل بكثير من مبادرات لم الشمل وتغليظ العقوبات التى غالبًا ما تنتهى بالخيانة التى هى أبغض الحرام.