يواصل "اليوم السابع" فتح ملف مكتبة الفنان الراحل حسن كامى، الذى رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة، طارحين السؤال المهم، هل يمكن للدولة ومؤسساتها أن تتدخل، وهل يجوز لوزارة الثقافة أو مكتبة الإسكندرية السعى للمحافظة على نوادر وكنوز المكتبة.
فى البداية نذكر بأن المكتبة اسمها "المستشرق"، وتضم العديد من التراجم والكتب التراثية وبعض اللوحات الفنية العريقة، ويعود تاريخ تأسيسها لنهاية القرن التاسع عشر، على يد يهودى مصرى يدعى "فيلدمان" لتكون مرجعاً للمهتمين من مستشرقى الغرب، ومن هنا أطلق عليها اسم "المستشرق"، قبل أن يرحل عن مصر عقب العدوان الثلاثى فى عام 1956.
وتضم المكتبة نحو أربعين ألف عنوان، بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، بينها واحدة ضمن ثلاثة فقط حول العالم، ومخطوطات من كتاب "وصف مصر"، وظلت زوجة "كامى" الراحلة تدير المكتبة حتى فارقت عالمنا فى 4 فبراير عام 2012.
وأهمية المكتبة ليست فى مجرد احتوائها على كتب تراثية، لكنها تتجاوز ذلك حتى أنها تحتوى على مواد نادرة ونسخ أصلية من مخطوطات ووثائق، حتى أن المستشارة هايدى فاروق، قالت إن مكتبة «المستشرق» هى أحد الكنوز التراثية، لما تحتويه من نوادر الكتب والوثائق والخرائط التى من شأنها حل قضايا ونزاعات دولية الآن، ومنها نسخ من كتاب «وصف مصر القديم» والذى يعود تاريخه إلى عام 1812م، أيضًا بها نسخة من مجموعة كتاب «بروس عن نهر النيل» والمكون من خمسة أجزاء، وهى التى كُتبت فى القرن الـ18 وهى من أروع الكتب التى كتبت عن نهر النيل لاحتوائها على أسرار مجهولة وخطيرة عن نهر النيل، بالإضافة إلى كتب الاستشراق الأولى، والأطالس النادرة الخاصة بمكتبة «هاشيت» الفرنسية، والتى حرقت ودمرت فى الحرب العالمية الثانية.
وكان "اليوم السابع" قد توال مع الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، والذى أبدى ترحيبه لضم المكتبة التى تركها الفنان الراحل.
وقال "الفقى"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه فى حال تواصل الورثة مع المكتبة فإنها سترحب وستنهى على الفور كافة الإجراءات مع أجل الحفاظ على الكتب النادرة، مشيراً إلى المكتبة تقدر الفنان الراحل حسن كامى وقيمته الفنية والثقافية.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن المكتبة لم تصل إليها أى طلبات، ولا تستطيع الاحتفاظ بالكتب إلا حال تنازل الورثة عنها لصالح المكتبة.
كما انشغل البرلمان المصرى بالأمر، حيث قال النائب نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار، إن اللجنة هدفها الحفاظ على التراث، وتولى لها اهتماما خاصا، ومسألة الحفاظ على الكتب التراثية القيمة مهمة بالنسبة لنا.
وأضاف "مصطفى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن آخر اجتماع للجنة وكان بحضور الدكتور هشام عزمى رئيس دار الكتب والوثائق القومية، وطالبنا بضرورة قيام الهيئة بدور أكبر من أجل الحفاظ على الكتب التراثية، ومكتبات كبار الأدباء المصريين، وطالب النائب والأديب يوسف القعيد من رئيس الهيئة بضرورة إظهار تلك الأعمال وعرضها.
ولفت أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، إن اللجنة يشرفها التواصل مع ورثة الفنان الراحل حسن كامى، من أجل بحث إمكانية الاحتفاظ بالمخطوطات النادرة والكتب التراثية الموجودة بمكتبته الشهيرة بمكتبة وسط البلد، وعرضها بالشكل الذى يليق بها وبالفنان الراحل، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يكون هناك تعاون بشأن هذه القضايا، لأن ذلك تراث مصرى ويهمنا جميعا الحفاظ عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة