لازالت أسيوط والمنيا مركزين حضاريين للثقافة رغم كل التحديات، وعلى سبيل المثال فى قصر ثقافة أحمد بهاء الدين للطفل تم تقديم عرض مسرحى بعنوان «السعادة» نتاج ورشة تدريب للأطفال فى التمثيل، ضمن مشاريع نوادى مسرح الطفل التابعة للإدارة العامة للطفل برئاسة لاميس جمال الدين.
مسرحية «السعادة» تأليف محمود شلبى، وإخراج عبدالله حامد، غناء محمد أسامة مع مريم، ديكور حمدى قطب، إضاءة مايكل يعقوب، استعراضات محمد عاطف، مخرج منفذ إسلام بسطا، مخرج مساعد أحمد عبدالرءوف، وبطولة روان رمضان، مريم، سندريلا، هدير محمد، جاسمن والكثير من نجوم المستقبل.
العرض يقدم برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة د.أحمد عواض ود.فوزية أبوالنجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى ووكيل وزارة الثقافة بأسيوط.
وعن تلك الورشة يقول المخرج عبدالله حامد، ورشة إعداد الطفل على التمثيل وعلى إعداد وكتابة نص مسرحى من وحى خيال الطفل، نعرض فيه مشاكلهم وأحلامهم وطموحاتهم، وكيف يخدم بلده ويخدم المجتمع، كما تتطرق الورشة إلى تعليم الطفل قواعد المسرح والإضاءة والصوت والتعرف على الديكور ومعرفة سلوكيات المسرح السامية، ويؤكد المخرج أنهم يعطون الطفل الحرية المطلقة فى الكتابة بخياله وإبداعه، ومن مفاجأة العرض شاهدنا الأطفال يتسمون بمواهب متعددة فى الغناء والتمثيل والتعبير الحركى والعزف والرسم.
أما الفنان شادى جمال أسعد ابن القوصية يضيف، كانت قصور الثقافة إحدى أهم المنافذ فى أسيوط وغيرها من محافظات ومدن الصعيد، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية والاحتفالات الوطنية فى الماضى مما جعل أبناء الصيعد يرتبطون بفن المسرح، إلا أنه مع حلول الألفية الجديدة كاد دور قصور الثقافة فى أسيوط أن يندثر، باستثناء قصر ثقافة أسيوط الرئيسى الموجود فى المحافظة، مع غياب دور قصور الثقافة فى مدن ومراكز المحافظة ومنها قصر ثقافة القوصية الذى لا نسمع عنه شيئًا أو أى نشاط يذكر.
ويقول الفنان شادى أسعد: أرجو من وزيرة الثقافة أن تهتم بالمسرح فى أسيوط بل فى كل أقاليم مصر، وأن تعطى لدور قصور الثقافة وما تقدمه من أعمال مسرحية وفنية بشكل عام اهتمامًا كبيرًا، مع تفعيل دور الدعاية والإعلان لجلب الجمهور لقصور الثقافة بل وللمسرح بشكل عام داخل القاهرة والأقاليم المختلفة، حيث إن الإقبال على مسارح الدولة المنوط بها تقديم الأعمال المسرحية ذات القيمة الفنية والمجتمعية لا يسمع عنها أحد ويكون الإقبال الجماهيرى عليها ضعيفًا، ما جعل المسرح فى حالة موات مقارنةً بحال المسرح فى الماضى الذى قدم كبار نجوم الفن من خلال خشبته.
ويستطرد شادى، أما عن التحديات التى يمر بها الوضع الثقافى فى أسيوط بل محافظات الصعيد عامة هى عادة الثأر المنتشرة بين ربوع الصعيد إلى جانب ارتفاع النعرات الطائفية والقبلية فى الكثير من بلدان الصعيد، وهو ما يؤدى لأحداث القتل والتطرف بمختلف أشكاله، إلى جانب تعرض الصعيد بشكل عام لظلم كبير من الناحية الثقافية والفنية وتعطشه للمسرح والسينما وغيرها من مجالات الفنون التى تعتبر القوة الناعمة لتغيير هذا الفكر الصعيدى المتشدد لدى البعض، فلا يوجد فنان أو متذوق جيد للفن يمكن أن يصبح إرهابيًا أو قاتلًا أو متطرفًا بأى شكل من أشكال التطرف، فالفن حياة.
وعن المنيا يقول الفنان عماد الراهب، منذ أكثر من سنتين أرسل لى شاب من المنيا يطلب الالتحاق بورشة تدريب التمثيل، سألته: هل ستسافر من المنيا للقاهرة مخصوص؟؟ لأن التدريب مرتين أسبوعيًا، ولفترة ثلاثة شهور، وكان يأتى من المنيا للتدريب، وتعرفت من خلاله على مجموعة من الشباب فى المنيا مؤسسين فرقة مسرحية باسم «برة الصندوق».
وبدأوا فى تشكيل فرقة من المسرح المستقل خارج قصور الثقافة، وبعد ذلك ولدت فرقة «تياترو الصعيد»، دعمتهم، وحضرت حفلتين لهم.. وقمت بتدريبهم لفترة ثلاثة شهور فى الصيف الماضى، ويضيف الفنان عماد الراهب.. ولكن تخيل أننى لم أجد فى محافظة المنيا كلها مسرحا واحدا يحتوى على الحد الأدنى من الإمكانيات اللازمة لصناعة عرض مسرحى احترافى حقيقى. حقيقة ليست المشكلة فى الموارد المالية بل فى إيجاد مكان يمكننا أن نقدم للجمهور شيئًا لائقًا.
ما يؤكد ذلك إلى أن ثقافة المنيا لا يوجد بها مسرح واحد خاص بها وطال انتظاره منذ عام 1988 ونظرًا لضعف المخصص المالى فى الخطة الاستثمارية للهيئة لم تكتمل الإنشاءات فى المسرح حتى تاريخه.
ووفق ماسبق وصرح به الدكتور شعيب خلف، مدير عام قصور الثقافة، أن ثقافة المنيا لديها 28 موقعا ثقافيا بين قصر وبيت ثقافة ومكتبة إلا أن معظم هذه المواقع الثقافية إما حجرات فى مجالس مدن كما فى بيت ثقافة سمالوط، وملوى، وأبوجرج بيت ثقافة شرطة النيل وغيرها من المواقع التابعة للفرع أو شقق مؤجرة مثل بيت ثقافة بنى مزار، وجاهين، أو مواقع مغلقة من قبل الحماية المدنية أو عليها ملاحظات توقف العمل مثل قصر ثقافة أبوقرقاص، مشيرًا إلى ضرورة دعم موازنة الهيئة العامة لقصور الثقافة لإجراء الصيانة اللازمة المطلوبة لمواقعنا الثقافية لكى تستطيع القيام بدورها المنوط بها.
ولازال شباب محافظتى المنيا وأسيوط يواصلون العمل من خلال المسرح المستقل، ولا يجدون أماكن للتدريب أو للعروض، حيث إن المسارح التى توجد فى بعض الجمعيات الأهلية تطلب آلاف الجنيهات كإيجارات فى العرض الواحد.
هل تخصص الحكومة أراضٍ تصلح لإقامة مسارح وإقامة بيوت وقصور ثقافة فى القرى المحرومة من الخدمة الثقافية، كما أكد على ضرورة دعم موازنة الهيئة العامة لقصور الثقافة، من أجل أن تلعب الثقافة بالفعل دورًا فى مكافحة التطرف والإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة