هل تتذكرون تلك الفتاة التى قلبت مصر رأسا على عقب قبل عدة أعوام عندما قالت إنها على علاقة بشاب خارج إطار الزواج، وقالت إن هذا الأمر يخصها هى وحبيبها، دون غيرهما، هذه الفتاة تركت مصر من ملاحقات الناس وانتقادهم لها، واحتضنتها منظمة من إحدى المنظمات الدولية لمناصرة المرأة، وقاموا باستخدامها ودفعها للتظاهر ضد مصر فى البلد الذى تقيم فيه، كما ولدتها أمها، وأتذكر أنه كانت إحدى الدول الإسكندافية، وتناقلت وكالات الأنباء الخبر عن تلك الفتاة المصرية التى كتبت عبارات احتجاج على أجزئها الحساسة ضد المصريين الذين يقهرون المرأة.
طوى التاريخ صفحة تلك الفتاة كما طوى غيرها وألقى بها فى سلة قمامته، الاحتجاج بالتعرى أسلوب معروف مستقر فى الغرب، ويلجأ إليه البعض من الجنسين تعبيرا عن الاحتجاج ولفت الأنظار، وأحيانا تتحرر الفتاة فى الغرب من لباسها، ولكن فى إطار موضة متفقة ومتسقة مع ثقافة المجتمع، ولكن لماذا تتعرى الفنانة رانيا يوسف وتخرج علينا فى حفلة عامة بلباس هو إما لباس بحر، أو لباس تستحى أغلب نسائنا ارتداءه إلا فى غرف النوم، من باب غواية الزوج، لكى تنبض الدماء فى عروقه، ويقوم بواجباته، فماذا تريد رانيا يوسف عندما تذهب بلباس، ليس هو بلباس، إلى الحفل الختامى لمهرجان القاهرة السينمائى، هل هو "مايوه بحر"، ام" بيبى دول ".. بالتأكيد هناك شىء ما سعت إليه بهذه العملة الفجة، وما هى الرسالة التى أرادت توصيلها لنا، باعتبارنا جمهورها ؟.
تعرت رانيا كثيرا أمام الكاميرا، وراحت الكاميرا ترسم لنا جغرافيا جسدها، واغلب الرجال يحفظون تضاريس جسدها عن ظهر قلب، فهى عند البعض من قبيل المشهيات التى يستعينون بها على تغييب واقعهم المر.
لماذا قامت الدنيا اذن على رانيا يوسف عندما خرجت بهذا العرى ؟ ولماذا يتسامحون معها أو معى غيرها عندما يتعرون أمام الشاشة ثم يرفضون هذا التعرى فى حفل مثل حفل مهرجان القاهرة السينمائى ؟
بالتأكيد عندا وقفت رانيا يوسف أمام المرأة لترتدى هذا الفستان كانت تدرج ماذا ترتدى، وتدرج ايضا حجم ما سوف يثيره ما ترتدى من ردود فعل، لأنها تعيش وسط مجتمع، ولأنها فنانة، فهى تدرك جيدا أهمية وضرورة أن يحترم الفنان تلك العادات والتقاليد ن والقيم السائدة، أنا هنا لا ألزمها، ولا أطلب منها أن ترتدى زيا بعينه، ولا حجاب، ولا كل هذا الكلام الذى يدخل فى نطاق الحرية الشخصية والقناعات، ولكن لابد من احترام قيم المجتمع وثوابته، اذا كان البعض يرى أن المنتقبة تعتدى على المجتمع بتجيهلها نفسها لهذا المجتمع، وعدم رغبتها فى التواصل معه أو التفاعل معه، وبالتالى هو معها، فاننا نرى أن ما تفعله رانيا يوسف، ومثيلاتها من الفنانات اللاتى يعتقدن أن الجرأة فى اللبس تسبب رواجا فنيا، تفعل نفس فعل الاعتداء، ولا يمكن أن نقول أن هذه حرية شخصية، لأن الحرية الشخصية محكومة باحترام قيم المجتمع وثوابته، وليس من قيم وأخلاقيات المصريين الخروج عليهم بملابس غواية الرجال فى مناسبات عامة على انه لبس " سواريه " بهذا التعرى لن تصبح رانيا يوسف فنانة لها قيمة فى سوق الفن، كم من فنانة قبلها تعرت امام وخلف الكاميرا، وذهبت ولم يتذكرها أحد.. من الممكن أن يطلبها السبكى لفيلم من الأفلام التى تصنع خصيصا للمراهقين فى موسم الأعياد، ولكن بعد فترة عندما يأخذ ما يريده منها يلقيها وياتى بأخرى تكون أقدر على الغواية، وعلى مزيد من التعرى.. كان من الطبيعى حملة انتقادات واسعة النطاق من جمهور السوشيال ميديا، ولم تجد نقابة المهن التمثيلية بدا من انتقاد هذا الخروج على قيم المجتمع ومبادئه وثوابته، مع كامل الاحترام للخصوصية.
ليست المرة الأولى لرانيا يوسف، واضح أنها "متعودة دايما" على هذه الجراءة سواء أمام أم خلف الشاشة لذلك ردت من قبل على الانتقادات التى تستهدفها بطريقة غير مباشرة، حيث نشرت صورتها من حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى، وعلقت عليها: "اكسر القواعد واصنع قواعد خاصة بنفسك".
من الواضح أن ميزان المجتمع مختل، وترموتر الاجتماع بعافية، ترى ذلك فى تحرر شديد يقترب من الانفلات يقابله تشدد، وتزمت فى المظهر والسلوك، غابت عن المجتمع تلك الوسطية التى كانت أهم سماته، ويبقى أن المشاهد لا يحترم الا الفنان الذى يحترمه على الشاشة، وحتى فى حياته الخاصة، أتذكر أن الفنانة فاتن حمامة قالت أن جمهورها عنفها، وكادت أن تحدث مشكلة بسبب قبلة جريئة فى أحد أفلامها، لأنه يغار على فنانته المحترمة، وقد يرضى بالقبلة واكثر منها من أخرى، لأنه يدرك ويعرف الفارق بين الفنانة الموهبة، والفنانة الموهوبة فى " القلع والمناظر فقط ".
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد خالد
قاطعوا مثل هؤلاء
يسلم قلمك ، مقال رائع لخص القضية وكشف مثل هؤلاء الذين لا يراعون الأخلاق ولا الدين ولا حتى الناس .. نقول لهم لو عندكم مسحة من ضمير .. كيف ستقفون أمام الله وماذا ستقولون ..؟