ألغى البرلمان الفرنسى، أمس، قانونا كان يبيح ضرب الأبناء وتعنيفهم من الآباء، كان مطبقا منذ القرن التاسع عشر، وبالتحديد فترة ولاية الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت، حكم البلاد.
وبحسب ما تناوله موقع "روسيا اليوم"، فإن البرلمان الفرنسى، صوت يوم الجمعة على قانون يحظر على الوالدين ضرب الأطفال، لتحذو بذلك حذو غالبية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى رغم عدم النص على عقوبة لمن ينتهك مثل هذا القانون، حيث ألغى القانون حقوقا منحها نابليون للوالدين فى أوائل القرن التاسع عشر وتجيز لهما تأديب الأطفال عن طريق العقاب البدنى.
القانون الذى كان أقره الجنرال "بونابرت" يبيح للأهالى تعنيف وضرب أبنائهم، ترك تساؤلا حول نشأة الجنرال الفرنسى، وقائد الحملة الفرنسية على مصر، نهاية القرن الثامن عشر.
وبحسب ما يذكره كتاب "وجوه القائد" للدكتورة منى خويص، فإن تصرفات الجنرال الفرنسى، وكما يتضح من ما كتبه هو فى مذكراته، أنه كان يتصرف تصرفات طفولية يشبع فيها تلك الحاجة التى لم تتح له إشباعها فى طفوله، أنه سلوك التعويض عن الحرمان الذى نشأ عليه، فلا ننسى أنه وهو فى سن الخامسة عشرة، وبعد وفاة والده، قامت على عاتقه عملية إعالة أسرته وتحمل مسؤوليتها، هذه المهمة التى وبالرغم من وجود إخوة يكبرونه سنا أرادها هو لنفسه رغبة فى تأكيد تفوقه وتمايزه، وفرض ذاته، وإثبات القدرة على الإنجاز.
وتوضح الكاتبة بأن نابليون كان بداخله شعورا يظهر من خلال ما كتبه فى مذكراته أنه فى حاجة إلى الاهتمام والراعية، حيث أنه يختبئ حتى تبادر الفتاة التى وقع فى حبها "جورجينا" للبحث عنه، حتى يراها قلقه عليه، مشيرة إلى مواقف الصفح أمام توسلات زوجته جوزفين، يظهر فيها الطفل الواقف أمام أمه، لا يرتجى سوى حبها ورعايتها، حتى لو أنزلت به عقوبات، كما كانت تفعل أمه، حيث يروى أنها كانت امرأة قاسية، وكانت تشبعه ضربا، كلما أظهر تصرفا لا ترتضيه.
لكن المؤلفة أكدت أيضا أن قائد الحملة الفرنسية على مصر، كان يتحمل ألم الضربات التى توجهها إليه أمه، لاعتبارها أخف وطأة عليه من الألم الذى يحدثه فقدان الحب.
جانب آخر سلط عليه الضوء كتاب "عظماء فى طفولتهم" للكاتب الكبير محمد المنسى قنديل، يكشف جانب من نشأة نابليون ربما ساعدت على كره للأطفال وتعقده من الصغر، حيث أشار الكاتب إلى أن حياة القرية الفقيرة التى كان يعيش فيها نابليون، كانت تجعل التجنيد فى الجيش فرصة للأطفال للحصول على معايشة أفضل.
ولفت المؤلف إلى أن نابليون تقدم للجندية، وبينما يتفحص القائد الأطفال المتقدمين وطول قامتهم ولون بشرتهم، وصتهم، وهل يتحملون مشاقة الجندية، أخرج الضابط من الصف العديد من الأطفال، كانوا شاحبى الوجوه، يعانون الضعف والهزل، ولكنه لم يخرج نابليون، وطلب تسجيل باقى الأطفال وبينهم "بونابرت"، وفى هذه اللحظة تقدم أحد الأطفال "شاريه" بشعره الأحمر ولكز نابليون بقوة فألقاه على الأرض وضحك كل الأطفال، فاستدار الضابط وأمرهم بالسكوت ثم قال لنابليون وقال له: أنهض أيها الغلام.. عندما تصبح جنديا لا يجب ان تقع بدون سبب.
وعندما قام نابليون تفاجئ الضابط بقصر قامته، وهو ما كان سبب فى استبعاده، فتمنى بداخله لو كان يستطيع قتل هذا الفتى الذى أعاقه وكان سببا فى أن يظهر قصر قامته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة