خلال أقل من أربعة شهور حملت مصر قضايا القارة الأفريقية إلى شرق العالم وغربه، من الصين فى آسيا إلى النمسا فى أوروبا، وفى مصر احتضنت شرم الشيخ منتدى شباب العالم، والذى كانت أفريقيا محورًا رئيسًا فيه. وتنطلق مصر من اعتزازها بأفريقيا وانتمائها إلى القارة، وتركز على أهمية توزيع التنمية والتدريب والتعاون انطلاقًا إلى تكامل اقتصادى يعود فى النهاية بنتائجه على مواطنى أفريقيا. مصر ترى أن الصراعات والحروب العرقية والأهلية تؤثر على أمن ومستقبل أفريقيا وأيضًا على العالم بما فيه أوروبا.
كل التحركات المصرية والمعارض تشير إلى واقع جديد للتعامل المصرى مع أفريقيا والسعى لأن تستعيد القارة حقها فى تنمية تمكنها من استثمار ثرواتها الضخمة فى تحقيق عوائد لمواطنيها، لتخرج من الفقر والمرض، وأيضًا من تخلف ينتج المزيد من الصراعات والإرهاب والجريمة، وهى أخطار لاتتعلق بالقارة وحدها، وإنما تمتد بتأثيراتها إلى العالم.
وتعرف مصر أن دول العالم كله تتوجه إلى أفريقيا فى عالم لايعرف سوى لغة المصالح، وهذه الدول تعرف إمكانات أفريقيا ودولها، وتحرص مصر على التأكيد بأن الدعوة للاستثمار تعنى أن يكون العائد عادلًا لشعوب أفريقيا، حيث كان الاستعمار يستغل ثروات أفريقيا ويمتص خاماتها، من دون أن يترك لشعوبها أى نسبة، وهو ما خلق الفقر والتخلف، والصراعات. وهو ما تنبه له مصر.
انعقدت فى سبتمبر قمة «الصين وأفريقيا نحو مجتمع أقوى ذى مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع».بمشاركة ألف ممثل أفريقى عن أكثر من 600 شركة ومجموعة أعمال ومؤسسة أفريقية، ويومها تحدث الرئيس السيسى عن أهمية التعاون بين الدول النامية بما يحقق عالمًا أكثر إنصافا، يضمن فيه كل إنسان نصيبًا عادلًا من التنمية والعيش الكريم، وإزالة الظلم التاريخى الواقع على الدول الأفريقية.
من الصين حدد الرئيس أولويات مصر عند رئاستها للاتحاد الأفريقى فى2019 أنها تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة فى إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية، وترى مصر أن التنمية والتحديث هما أقوى سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والفقر والمرض.
وفى النمسا أمام منتدى أوروبا أفريقيا بفيينا أعلن الرئيس أن تحديات الأمن والاستقرار حالا دون ترجمة هذا النمو إلى تحسن ملموس فى حياة الأفارقة، وقال إن 60% من سكان أفريقيا البالغ تعدادهم أكثر من 1.2 مليار نسمة دون سن الـ25 عامًا، ينضم منهم 12 مليونًا إلى سوق العمل سنويًا، منوهًا مما يرفع معدلات البطالة ويشير إلى غياب الأمن الوظيفى فى أفريقيا.مشددًا على اعتزاز مصر بانتمائها الأفريقى الذى دون الارتكاز عليه لن تؤتى جهودنا العائد الأمثل على الصعيد المحلى والقارى. كما أشار إلى أن التنمية فى أفريقيا وعدالة توزيع ثمارها تضمن أمن أفريقيا، وأيضًا أوروبا لأن البطالة والصراعات تقود للهجرة غير الشرعية.
مصر تتحرك من انتمائها الأفريقى، وترى أن استقرار أفريقيا وتنميتها ورخاء شعوبها، يضمن الكثير من السلام للعالم.