كثيرة هي الكتب التي تهتم بالصراع الربي الإسرائيلي، حيث تختلف مواضيعها وتتنوع زواياها، ويسقط معظمها فى الانحيازات، لكن هناك ما ينطلق من منطقة محايدة ومن ذلك ما كتبه "نيل كابلان" فى كتابه (الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.. تواريخ متضاربة) ترجمة وتقديم محمد العشماوي مراجعة عماد عواد، والصادر عن المركز القومى للترجمة.
ويقول المترجم فى بداية الكتاب إن هذه الدراسة تمثل قدرا كبيرا وغير عادي من الموضوعية، وذلك إذا ما قورنت ببحوث ودراسات أخرى عديدة في شكل كتب ودراسات الصراع العربي – الإسرائيلي تتحيز بشدة ضد العرب وتقف بجانب وجهة النظر الإسرائيلية.
والجديد في هذه الدراسة أنها تستعرض تاريخ الصراع العربي - الإسرئيلي – الفلسطيني في إطار ست مقولات أو قضايا جوهرية مثيرة للاختلاف بين أطراف الصراع حول جذوره وتطوراته التاريخية، ودور القوى المحلية والإقليمية والعالمية فى هذا الصراع، ولماذا طال أمده كل هذه المدة الطويلة، وهل هو قابل للحل أم أنه كاد يكون حالة مستعصية، ومن ثم فإنه كما يراه بعض ليس صراع حدود لكنه بالأساس صراع وجود، فهو متصل بما هو في عمق النفس الإنسانية ونظرتها لقضايا الوجود الكبرى، الله والكون والعالم والإنسان.
ويعطي الباحث اهتماما وتقديرا كبيرين لظاهرة المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين قدموا مقتربات تحليلية هي أقرب نسبيا من حقائق الصراع العربي – الإسرائيلى، ويهتم الكاتب بالإشارة إلى أمله في أن يرى - يوما بعد يوم – ما يماثل هذه الظاهرة على الجانب الفلسطيني، وهو ما يعزز لا محالة من إمكانات التلاقى بين أطراف الصراع توطئة لحلع إذا ما كان هذا ممكنا.
كما أبدى الباحث اهتماما بالجوانب النفسية السيكولوجية في الصراع، وهو جانب بدأ في الظهور في نطاق الدراسات الاجتماعية عبر ما حدث من تقدم كبير ونمو مطرد فى مدرسة التحليل السلوكي التى تولى الجانب النفسي قدرا كبيرا كمقترب فكري وتحليلي من أوائل القرن العشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة