نتعرض جميعًا لضغوطات الحياة المستمرة التى دائمًا ما نحتاج فيها للدعم والتعبير عما نمر به من مشكلات، ونبحث طوال الوقت عن شخص يقدر هذه المشاعر والتجارب التى قد تكون فى نظر ما حولنا لا تستحق المعاناة، فمشاركة المشاعر والتعبيير عنها من الأمور التى نفتقدها كثيرًا فى مجتمعنا الشرقى، ولم نتعود على ممارستها على الرغم من أنه فى الكثير من الأوقات يعد فقط هو الحل.
إحدى جلسات "نون طنطا"
من هنا قامت "فيفى شهيد" صاحبة الـ 38 عامًا والحاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة القاهرة بالتفكير فى إنشاء مبادرة لتجميع السيدات والبنات فى جلسات آمنة تحكمها القواعد والخصوصية، وأطلقت على هذه المبادرة اسم "احكى يا نون" لتعبر عن النسوة والتعبير عن مشاعرهن وخبراتهن الحياتية مع من يقدرن ذلك ويحملن نفس المشاعر والحاجة إلى التعبير والفضفضة.
وتقول إنها على الرغم من عملها فى الإعلام والميديا إلا أنها كانت دائمًا تشعر بأنها بحاجة إلى التعامل مع الناس فى الواقع أكثر من ذلك، وبعد تعرضها لبض المشكلات النفسية نصحتها إحدى صديقاتها بالمتابعة مع أحد الأطباء النفسيين ليقدم لها الدعم المطلوب، لذا قررت العمل مع هذا ودراسة المجال النفسى وعلاقته بالفن، وساعدها على ذلك تعلمها على يد الطبيب الأسترالى "بن ريم" الذى ينتهج أسلوب العلاج من خلال التمثيل والدراما.
جلسات الحكى
وتحكى "فيفى شهيد" لـ"اليوم السابع" قائلة: "الفكرة جاتلى بعد المشاركة فى إحدى الجمعيات المجتمعية المهتمة بالفن والمجتمع لمشاركة الخبرات الحياتية الشخصية معًا وفى مكان واحد، لنستطيع التواصل مع من يشبهنا فى الخبرات والتجارب"، وتضيف إنهم قرروا تنظيم يوم للاجتماع بأعضاء صفحتهم الخاصة على الفيس بوك على أرض الواقع تحت مسمى "اليوم الحلو" وقد شمل العديد من الأنشطة المختلفة مثل الغداء والرقص وممارسة بعض الأعمال الفنية كالرسم، والحكى أيضًا، ولكن كان "الريفيو" لنهاية اليوم غير متوقع، فكان من الطبيعى أن تكون أكثر الفقرات استمتاعًا لهم هو الرقص، ولكن وجدنا أن أكثر ما أضاف للجميع هو جلسات الكلام والفضفضة، وقد طالبت السيدات بعد ذلك بتكرار هذا اليوم لمرات عديدة.
نون القاهرة
ومن هنا قررت إنشاء مبادرة "إحكى يا نون" ليكون تجمع شهرى بيننا جميعًا، فهى تضم البنات والسيدات بداية من عمر 18 سنة إلى 50 سنة، دون أى رسوم مادية، حيث يتم طرح المواضيع بشكل جماعى ولكن يتم المناقشة والحديث فى مجموعات خاصة مقسمة تبعًا للأعمار المتشابهة، حتى لا يشعر الآخر بمدى الفروق التى بينهن وعدم الاستخفاف من مشكلات الشباب والمراهقات، ويتم إدارتها من خلال أطباء وأخصائيين نفسيين.
ولم تقتصر الجلسات على الحديث فقط، وإنما يدعمها الكثير من الأنشطة التى تساعد الجميع على الحديث والتعبير عن أنفسهن، فتواجهنا دائمًا مشكلة التعبيير عن مشاعرنا وإدراكنا، ولذلك يتم التعبير أولًا من خلال الرسومات المختلفة واستخدام الألوان وصور المجلات والجمل التعبيرية، ليستطيع كل منهن فى النهاية التعبير عن هذه اللوحة وما تمثله بالنسبة إليها.
وقد لاقت هذه الفكرة إعجاب وإهتمام فئة كبيرة من المجتمع، حيث تم انتشارها وتحقيقها فى كثير من المحافظات المختلفة بدءً من القاهرة وصولًا إلى طنطا والزقازيق ودمنهور والإسكندرية، ويتم التفكير فى إدخال الكثير من الأفكار المختلفة الأخرى كالمثيل وغيره.
نون اسكندرية