العالم المصرى كريم أبو المجد رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمى بمستشفى كليفلاند الأمريكية لـ "اليوم السابع":
-
واجبى تأدية الضريبة لبلدى- طالب الطب فى مصر يتعلم بالمجان أما فى أمريكا يتكلف 200 ألف دولار
- منظومة التأمين الصحى الجديدة شئ عظيم كان من المفروض يحصل من قرون
- مستشفياتنا بها الإمكانيات ونمتلك العدد والآلات الطبية الحديثة.. وللأسف لا يوجد تدريب عليها ولا صيانة
كريم أبو المجد "الجراح الساحر" أحد عقول مصر المهاجرة ، رفع اسم مصر عاليا بعلمه ونجاحاته فى الخارج ، فهو رئيس قسم جراحات الجهاز الهضمي وزراعة الأمعاء في مستشفى كليفلاند الأمريكية.
العالم المصرى كريم أبو المجد، أطلق عليه الأمريكيون لقب "الساحر" داخل غرفة العمليات، ويحرص دائما على عقد تدريبات لجراحى مصر على إجراء الجراحات الدقيقة للجهاز الهضمي.
و تقلد الجراح المصري العالمي كريم أبو المجد العديد من المراكز المرموقة فهو رئيس مركز كليفلاند لزراعة الأعضاء بالولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس مركز زرع وإعادة تأهيل الأمعاء في معهد توماس اي. ستارزل، وأستاذ الجراحة بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، وأستاذ الجراحة في معهد توماس اي. ستارزل.
وقام أبو المجد بتأسيس أكبر مركز متخصص في زراعة الأمعاء والأحشاء بجامعة بيتسيبرج، وبرع في جراحات الجهاز الهضمي، ويحرص على حضور عدد من الجراحين المصريين أثناء الجراحات التي يجريها في مصر لتدريبهم على الأسلوب الخاص به في إجراء الجراحات.
وكان لنا الحظ فى لقاء خاص مع العالم المصرى الدكتور كريم أبو المجد ، حيث كشف فى حوار خاص لـ "اليوم السابع" عن تقييمه لوضع القطاع الصحى فى مصر وأماله وأحلامه لأبناء وطنه الأم .. فكان هذا الحوار.
- فى البداية حدثنا عن مشاركتك الأخيرة فى مؤتمر مصر تستطيع بالتعليم وكيف ترى أهمية هذا المؤتمر؟
بالطبع كنت سعيد للغاية لمشاركتى فى هذا المؤتمر وسط جمع كبير من علماء مصر فى الخارج، ومن رأى أن فكرة هذا المؤتمر ناتجة ما أريد أن أؤكد عليه أن مصر تستطيع وتستحق منا الكثير، فالمؤتمر عظيم جدا وفخور بمشاركتى فى هذا المؤتمر وأتمنى أن تستمر سلسلة مؤتمرات مصر تستطيع للنهوض بمصر والإنسان المصرى.
- ومن خلال مشاركتك فى المؤتمر كيف ترى استراتيجية التعليم الجديدة التى تتبناها الدولة ؟
أسعدنى كثيرا ما تابعته وتعرفت عليه من استراتيجية التعليم الجديدة التى تتبناها الدولة المصرية ، ولو طبقنا منظومة التعليم الجديدة بشكل فعلى مع استمرار التطوير ستكون مصر نموذج يحتذى به الكثيرين، وما أريد أن أؤكد عليه ضرورة متابعة مشروع التعليم الجديد بجدية وتطويره سنويا ليضع مصر فى ترتيب الدول المتقدمة فى مجال التعليم ، وأؤكد أن الطفل والإنسان المصرى من أذكى البشر فى العالم .
- ولو تحدثنا عن القطاع الصحى فى مصر فمن وجهة نظرك ما الذى يحتاجه هذا القطاع ؟
القطاع الصحى فى مصر يحتاج برنامج شبيه باستراتيجية التعليم ومنظومة تطوير شاملة كما نفعل حاليا فى التعليم ونتحول من الكتب لإعداد وعمل مجهودات تدريبية للطبيب وطالب الطب من أول سنة ليمارس المنهة من البداية ويطبق ما يتعلمه ، فعلينا أن نعلم أطبائنا وطلبة كلية الطب أن المريض أولا بعيدا عن طموحاتنا المالية، فالمريض أولا لابد أن يكون شعار التعليم الصحى فى مصر ، ونوفر الامكانيات اللازمة من التدريب والمناخ الطبى المناسب لنستقطب الطبيب للعيش فى بلده وأن يقدم الخدمة الطبية للمصريين.
وأريد أن أؤكد أن التعليم فى كليات الطب فى مصر الحكومة تتولاها وتوجه لها مجهودات مالية رهيبة، فمصر تقدم كل المعونة للتعليم الطبى وأنا طبيب تعلمت الطب فى مصر وواجبى أن أؤدى الضريبة لبلدى مصر لأن بلدى هيا اللى علمتنى وصرفت عليا ووصلت بسببها للمكانة اللى أنا فيها حاليا، والطالب فى مصر يتعلم الطب بالمجان، بينما فى أمريكا ينفق حوالى 200 ألف دولار حتى يكمل تعليمه فى هذا المجال.
- من واقع زياراتك لمصر ما هى تصوراتك لأكثر الأمراض انتشارا فى مصر فى الفترة المقبلة ؟
أورام الجهاز الهضمى المستقيم والقولون والبنكرياس والكبد على وجه الخصوص فى الوضع الحالى من الأمراض التى علينا أن نلتفت لها ، فهناك بعض الأمراض التى لم تكن موجودة بشكل كبير ومنتشرة بين المجتمع المصرى كما هو الوضع حاليا وذلك نتيجة تغير البيئة والعادات اليومية الخاطئة والوجبات السريعة ، فضلا عن أمراض السكر ، مثل هذه الأمراض السابق ذكرها علينا أن نلتفت لها قبل أن تزداد وتمثل خطورة على المواطن المصرى.
- وبماذا ننصح المواطن حتى لا يتعرض لمثل هذه الأمراض ؟
علينا أن ندرك أن من أهم الأعمدة الرئيسية للتعليم الصحى تعليم المريض والعناية بالمريض وتوعيته بالعادات الصحية السليمة وغيرها واكسابه المعلومات الصحية التى من شأنها الحفاظ على الصحة العامة، فعلى سبيل المثال المواطن المصرى عندما يصل لسن الـ 40 و الـ 45 يجب عليه عمل منظار حتى يمكنه من إزالة أى سوائل أو بداية ورم فى القولون مبكرا.
وعلينا أيضا إعادة ثقة المرضى فى الأطباء والمريض عليه أن يذهب للطبيب المتخصص وبعض المرضى ليس لديهم امكانيات مالية ولذلك لابد من عمل اندماج بين وزارة الصحة والجمعيات الخيرية لعلاج المرضى الغير قادرين بالمجان وهو أقل ما يمكن أن نقدمه للمواطن .
- وكيف ترى منظومة التأمين الصحى الجديدة وهل مستشفياتنا مستعده لهذه المنظومة ؟
منظومة التأمين الصحى شئ عظيم جدا كان من المفروض يحصل من قرون فاتت ، وعلينا اختيار الكوادر الطبية التى تحسن إدارة تدير مستشفيات وزارة الصحة، وما أود أن أشير إليه أن مستشفياتنا به الامكانيات وتمتلك العدد والآلات الطبية التى تعد من أحدث الآلات وللأسف لا يوجد تدريب عليها ولا يحدث لها صيانة ولا تستعمل لخدمة المريض ولكنها تترك فى المخازن ولا أحد يستعملها وكل ذلك أموال مهدره وواجبنا كأطباء استغلال هذه الأدوات والامكانيات المتاحة لخدمة المرضى .
ولكن قبل منظومة التأمين الصحى الجديدة على الأطباء أن يرفعوا شعار المريض أولا لا عيادة خاصة ولا ماجيستير ولا دكتوراه فالامكانيات فى مصر موجودة ولكن لم تستعمل بالطريقة الصحيحة ففى أمريكا المريض أولا.
- هل تفكر فى العودة لخدمة وطنك أو تفكربتجربة وخدمة تقدمها للوطن ؟
وجودى فى مصر حاليا ليس على قبيل الصدفة فمنذ 3 سنوات على تواصل مع كافة الجهات المعنية على رأسها وزارة الصحة لعمل مستشفى خيرية بالمجان، لإجراء عمليات للمرضى بالمجان ليكون مركزا لعلاج المرضى وتدريب الأطباء خاصة أطباء وزارة الصحة، وتدريبهم على ممارسة الطب الصحيح وممارسة الطب الإنسانى، وشكلت مؤسسة باسم مؤسسة كريم أبو المجد لعلاج أمراض الجهاز الهضمى وزراعة الأعضاء لتخصيص إمكانيات مالية لعلاج المرضى فى المستشفى وعلى أمل أن تخرج للنور قريبا بالتنسيق مع وزيرة الصحة
- وكيف ترى ملف زراعة الأعضاء فى مصر ؟
قوانين زراعة الأعضاء تحمى المريض والمتبرع وما ينقصنا فى مصر التبرع من حديثى الوفاة، وهو ما يحتاج لمنظومة اجتماعية لتوعية المجتمع، فالتبرع من حديثى الوفاة موجود فى السعودية والكويت والإمارات وتركيا وكل دول العالم عدا مصر، والمعوقات كلها بسيطة واجتمعت مع شيخ الأزهر وليس لديه مانع لو المجتمع والقيادات المجتمعية توحدت لتنفيذ هذا الأمر
- وماذا عن حلمك لأبناء وطنك ؟
أمراض الجهاز الهضمى وجراحاته مشكلة قومية كبير وأعلى نسبة تؤدى بحياة الشباب والكبار والأطفال على حد سواء وعلى أمل أن تخرج المستشفى الخيرى للنور قريبا لعلاج المرضى بالمجان .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة