ليلة رأس السنة الميلادية هى ليلة 31 ديسمبر من نهاية العام، هى آخر يوم فى السنة الميلادية فى «التقويم الغريغورى»، وهى حدث مشترك فى أغلب بلدان العالم، لطيف أن احتفالات مدن العالم فى ليلة رأس السنة بقدوم العام الجديد لا تحدث فى وقت واحد، فارق التوقيت، وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، احتفال يلف العالم ويشاهده أهل الأرض جميعا من القطب الشمالى حتى القطب الجنوبى.
وفيما أن جزرا كـ«كريباتى وساموا» أرخبيل تقع فى المحيط الهادئ الأوسط الاستوائى، أول المحتفلين، فإن جزر«هاواى» هى آخر المناطق احتفالا بهذه المناسبة، وتشتهر «سيدنى» بأنها أول مدينة كبرى تستقبل العام الجديد، وتنتقل أخبار احتفالاتها وصور ألعابها النارية إلى مدن العالم الأخرى التى تكون على وشك الاحتفال هى الأخرى بنهاية عام وحلول عام جديد.
ليلة رأس السنة الماضية جلست فى زمهرير البرد على المقهى متحسرا، وأنا أتابع صور البهجة بقدوم العام الجديد تتدفق من كل البقاع والأصقاع عبر الفضائيات الكونية، صور من القطب الشمالى والجنوبى، من أستراليا حتى جنوب أفريقيا، من دبى إلى فيينا، وليس بينها صورة مصرية واحدة.
كظمت غيظى ودعوت فى سرى أن يهبنا الله وزير سياحة عولميا «من زمن العولمة» يعرف أن مصر تستحق أن تكون حديث العالم فى منتصف ليل 31 ديسمبر، جلست حزينا متألما، والمناسبة السنوية تفلت من بين أيدينا دون صورة واحدة، ونحن من نملك الصور الباهرة كلها.
وإن تعدوا صور الجمال فى مصر لا تحصوها، غنية مصر بكل صور الإبهار لو استغلها الشطار، تخيل فى ليلة منيرة عالميا.. للأسف مصر مظلمة، لم تفكر وزارة السياحة فى استغلال حدث رأس السنة العام الماضى بصورة حضارية، كل دولة تسهم بصورة أو أكثر فى الاحتفالية الكونية، كل عاصمة تضيف لونا إلى لوحة العام الجديد إلا القاهرة مظلمة.
كسالى، لم يحرك أحدهم ساكنا ليصدر للعالم كله صورة واحدة من مصر، صورة ملونة تنبض بالأمن والأمان وتشى بالسعادة، تستغرق ثوانى مجانية على كبريات الفضائيات العالمية، لن تكلفنا الكثير، ولكن هناك للأسف من يريدها مظلمة!
يحدونى الأمل أن تكون الوزيرة النشيطة الدكتورة رانيا المشاط تنبهت إلى الحدث السنوى الكبير، رأس السنة، ليست مفاجأة، بالمناسبة تحدث منتصف ليل 31 ديسمبر من كل عام، أرجو ألا تمر فرصة مثل هدية من السماء دون أن تبضعها وتستثمرها فى صورة وتنشرها على العالم كله، إنهم فى الجوار يشيّرون صورًا لأبراج ملونة بزينة العام الجديد، ونحن لا نحسن تشيير صورة الأهرامات وأبى الهول.
أتستكثرون على مصر فرحة عيد الميلاد أمام الأهرامات وتحت أقدام أبى الهول، أيكلفكم كثيرا إضاءة الأهرامات قبل عشر ثوان من منتصف العام، ويعد أبوالهول تنازليا فيعد خلفه العالم حتى انبلاج فجر عام جديد، تخيلها، أبوالهول يتحدث مستقبلا العام الجديد، سيكون لافتا وستتهافت عليه كبريات المحطات التليفزيونية العالمية.
أعلم أنى أكتب متأخرا، ولكنى أثق تماما فى ألمعية وذكاء وافق الوزيرة الشاطرة، لن يفوتها هذا الحدث العالمى، وأرجو ألا تخيّب ظنى فى تصدير صورة مبتكرة لمصر فى ليلة رأس السنة، وأخشى أن نكون قد تأخرنا، الوقت ضيق، ولكن أوركسترا القاهرة السيمفونى جاهز للعزف أمام الأهرامات، قد يكون هذا كافيا، مصر تصدر تراتيل السلام.. أبوالهول يقرئكم السلام.. والسلام.