لم يكن عام الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الأفضل، فمنذ بداية عام 2018 مر بتحدى تلو الآخر، فشهد عامه استقالة العديد من أقرب مستشاريه، كما لاحقته اتهامات التدخل الروسى فى حملته الانتخابية، فضلا عن خسارته مجلس النواب.
ووضعت صحيفة "الجارديان" البريطانية قائمة بأسوأ الأسابيع التى عاصرها الرئيس الأمريكى فى عام 2018:
1- الاثنين 12 فبراير إلى الجمعة 16 فبراير
اتهم المحقق الخاص روبرت مولر 13 روسيًا لدورهم في التدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016. ثم ظهر أن ريك جيتس ، أحد كبار مستشارى حملة ترامب الرئاسية ، كان على وشك إبرام صفقة مع مولر. كما اعترف مايكل كوهين ، محامى ترامب، بأنه دفع للنجمة الإباحية "ستورمى دانيلز" مبلغ 130 ألف دولار حتى تحتفظ بصمتها بشأن علاقة مزعومة مع ترامب. كان ذلك في اليوم السابق ليوم عيد الحب.
كما انتقدت إدارة ترامب بسبب عدم اتخاذها إجراءات سريعة للإطاحة بسكرتير موظفي البيت الأبيض، روب بورتر ، بعد أن اتهمته زوجته السابقة بورتر بالعنف المنزلي.
2- الاثنين 16 يوليو إلى الجمعة 20 يوليو
ترامب وبوتين
شهد هذا الأسبوع لقاء ترامب "سئ السمعة" - بحسب تعبير "الجارديان- مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في هلسنكي. وفي مؤتمر صحفي مشترك ، وصف السناتور جون ماكين اللقاء بأنه "أحد أكثر العروض المخزية من قبل رئيس أمريكي في التاريخ" ،حيث بدا ترامب خاضعا للرئيس الروسي.
وقال ترامب وهو يميل الى بوتين "لقد قال إنها ليست روسيا فقط"، فى إشارة إلى عدم تدخل روسيا فى الانتخابات الأمريكية، ليعارض بذلك رأى مسئوليه الاستخباراتيين ويتجاهل نصائحهم، حيث يرون أن موسكو تدخلت بشكل أو بآخر فى انتخابات 2016.
ووصف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية جون برينان اللقاء بأنه "خيانة"، وقال تشاك شومر ، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ: "لا عجب ، خطير ، وضعيف". بينما وصف السناتور الجمهوري جيف فليك موقف الرئيس بأنه "مخجل".
كما اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، موقف الرئيس بأنه "إهانة لمعلومات الاستخبارات الأمريكية".
3- الاثنين 20 أغسطس إلى الجمعة 24 أغسطس
في يوم الثلاثاء 21 أغسطس ، اعترف مايكل كوهين بدفع أموال لامرأتين بينهما دانيالز للاحتفاظ بصمتهما حول علاقتهما بترامب في محاولة للتأثير على الانتخابات - وهو أمر غير قانوني. (في 12 ديسمبر الجارى، حُكم على كوهين بالسجن لثلاث سنوات بسبب هذه الجريمة وغيرها من الجرائم).
ولكن أكثر ما شكل إحراجا للرئيس، كان اعتراف كوهين بأنه دفع لهما الأموال بناء على رغبة ترامب.
وقال كوهين لقاضٍ في مانهاتن إن المدفوعات قد تمت "بالتنسيق مع مرشح من أجل منصب اتحادي" فى إشارة إلى ترامب.
وقال كوهين: "لقد شاركت في هذا السلوك ، الذي حدث من جهتي في مانهاتن ، لغرض رئيسي هو التأثير على الانتخابات".
وقبل ذلك بدقائق ، أدين رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت بتهمة التزوير المصرفي والضريبي.
4- الاثنين 3 سبتمبر إلى الجمعة 7 سبتمبر
صور كتاب بوب وودورد "الخوف: ترامب فى البيت الأبيض"، الرئيس بأنه شخص يعتصره الغضب والقلق والبارانويا ، بينما ألقى بالشكوك حول عمل البيت الأبيض معتبرا أن الموظفين عملوا جاهدين لكبح جماح ترامب.
وكشف الكتاب أن الرئيس نادرا ما يرى الأوراق الرسمية أو يوقع عليها، بينما انتقد فريق الأمن القومى عدم معرفته بالشئون الدولية وكيفية عمل الشئون العسكرية، حيث اقترح مثلا أن تقتل الولايات المتحدة الرئيس السورى بشار الأسد.
في يوم الأربعاء 6 سبتمبر ، كتب "مسؤول كبير" في إدارة ترامب مقالة غير موقعة في صحيفة نيويورك تايمز تؤكد بشكل أساسي ما جاء فى كتاب وودورد. وقال المسئول إن "العديد" من الناس في البيت الأبيض كانوا يعملون في الواقع ضد ترامب لتخريب أجزاء من أجندته.
5- الاثنين 10 ديسمبر إلى الجمعة 13 ديسمبر
فوضى سياسية هيمنت على إدارة الرئيس الأمريكى فى هذا الأسبوع عندما رفض نيك أيرز ، الذي يُقال على نطاق واسع أنه الخيار المفضل لدى ترامب منصب رئيس الأركان فى 9 ديسمبر. وبدأ الرئيس رحلة البحث عن شخص آخر للمنصب، لكن أكدت تقارير أنه لم يكن أحد يريد الوظيفة.
واستمر البحث طوال الأسبوع، ورغم ظهور اسم كريس كريستي باعتباره الخيار الثاني لترامب. إلا أنه انسحب يوم الجمعة.
ولتزداد الأوضاع سوءا ، حفر ترامب لنفسه حفرة عندما تعهد فى اجتماعه مع أعضاء بارزين فى الحزب الديمقراطى فى 11 ديسمبر أنه سيقطع التمويل عن المؤسسات الحكومية في حال عدم حصوله على الأموال اللازمة لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك.
وقال ترامب يلهجة حادة خلال اللقاء "إن لم نحصل على ما نريده سأغلق الحكومة" مضيفا "سأكون أنا من يغلقها"، وهو الأمر الذى أطلق العنان لمشكلات لم تنته حتى الآن.
6- الاثنين 17 ديسمبر إلى الجمعة 21 ديسمبر
بعد الوعد بإغلاق الحكومة بسبب الجدار الحدود، أدى الخلاف بين ترامب والكونجرس إلى إغلاق جزئى للمؤسسات الفيدرالية، والذى من المرجح أن يستمر في يناير ، عندما سيسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب ، وحينها ستقل بكل تأكيد احتمالات حصوله على المال لبناء جداره.
في غضون ذلك ، أعلن ترامب من جانب واحد أنه سوف يسحب قواته من سوريا ، مما أدى إلى انتقادات واستهجان من داخل الحزب الجمهوري.
وعلى الفور، استقال وزير الدفاع ، جيمس ماتيس وهو أحد أبرز المسئولين فى الإدارة الأمريكية حاليا، بسبب قرار ترامب بالانسحاب من سوريا. حتى أن كل من ليندسي جراهام وميتش ماكونيل ، الموالين المعتادين لترامب ، انتقدوه.
وانهارت إثر ذلك، سوق الأوراق المالية. حيث تراجعت إلى أدنى مستوى في عام واحد ، لتمحو بذلك مكاسب العام الاقتصادية.