أيام قليلة وتحتفل الطائفة الإنجيلية فى مصر بعيد الميلاد المجيد، إذ يقام هذا الاحتفال يوم الجمعة 4 يناير المقبل، لذا حرص "اليوم السابع"، على إجراء هذا الحوار الشامل مع الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، الذى أكد أن مصر تشهد نهضة حقيقية على مختلف المستويات متمنيا جنى ثمار هذه النهضة خلال عام 2019.
وأضاف القس أندريه زكى، أن الكنائس المصرية بمختلف الطوائف توافقت على 95% من قانون الأحوال الشخصية الموحد، وأن هناك 4 قضايا فقط حولها خلافات حتى الآن، موضحا أن هناك 4 أسباب حقيقية وراء الحوادث الإرهابية التى ما زالت مصر تعانى منها.
وإلى نص حوار:
ما الأهداف التى تتطلع إليها فى عام 2019؟
واحد من أهم الآمال التى نرغب فى رؤيتها خلال عام 2019 أن نرى التأثير المباشر للإصلاحات الاقتصادية الحقيقية ومشروعات الاستثمار المتنوعة على محدودى الدخل وأعتقد أن هذه رؤية الدولة، لابد لهذا العمل الضخم أن يكون له مردودا مباشرا على محدود الدخل والدولة المصرية تتوقع أن يكون دخل الأسرة المصرية فى 2020 حوالى 10 آلاف جنيه، والدولة المصرية قامت بشوط كبير للغاية فى مواجهة الإرهاب ونجاحها فى ذلك هو نجاحا للعالم وكثيرا قلت إنه إذا سقطت مصر سقط العالم كله ونحمد الله أن مصر باقية وقوية ونتمنى انحسار أكبر للإرهاب فى 2019 لأن القضاء عليه بنسبة 100 % شىء صعب المنال.
ونأمل فى 2019 أن نرى السياحة فى مصر وقد عادت لعصر ازدهارها لأنها الآن تشهد انتعاشة كبيرة، وأتمنى أيضا انخفاض سعر البترول فى 2019 بما يؤثر إيجابيا على موازنة الدولة فمصر عادت إلى دورها الإقليمى والدولى ويزداد ذلك خلال العام الجديد وريادة مصر إلى القمة الأفريقية 2019 ونرى تأثير تحركات الرئيس والحكومة المصرية بشكل كبير على العالم، ونأمل ان تكون 2019 نقلة حقيقية وأن يبدأ المصريون فى جنى ثمار دولة ما بعد 30 يونيو.
هل يمكن أن تنقل لنا صورة لما يحدث فى مصر كما يراه العالم المسيحى بالخارج؟
واحدة من أهم التحديات التى تواجه مصر أنه ليست دائما المكينة الإعلامية العالمية موضوعية بالطبع بدون تعميم وهناك أن بعض القوى الإقليمية وقوى التطرف تحاول باستمرار نقل صورة غير حقيقية عن مصر، ونؤكد هنا أنه لا يوجد مجتمع بدون مشاكل فمصر أنجزت الكثير ولكن هناك بعض المشاكل تقوم هذه القوى بتصويرها على أنها هى الأساس وهذه هى الفبركة الإعلامية التى تتزامن مع عصر قوة السوشيال ميديا التى يعد من أهم عيوبها انتشار الفبركة، فرأينا قوة إقليمية راديكالية ومتطرفة تملك إمكانيات مالية ولا تريد الخير لمصر.
المجهودات التى تبذل مهمة وخاصة تلك التى تتم على مستوى الدبلوماسية الشعبية التى تتكون من القيادات الدينية والمجتمعية ومبنية على قناعة حقيقية أن مصر تتغير للأفضل فعلى المستوى الاقتصادى هناك قرارات ثورية وجريئة وعلى المستوى السياسى هناك تطور مهم على مستوى العلاقات الإسلامية المسيحية هناك تطور مهم وعلينا التعامل مع المشاكل فى إطار أنها مشاكل وليس فى إطار أنها ظاهرة.
هذه القوى التى لا تريد الخير لمصر وتملك إمكانيات مالية ضخمة تجعلها قادرة على تسويق صورة إعلامية ليست حقيقية عن مصر، والدبلوماسية الشعبية نقلت صورا حقيقية لما يحدث فى مصر فى أوروبا وأمريكا.
ما الجديد بمشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد لغير المسلمين؟
فيما يتعلق بهذا الموضوع الكنيسة الإنجيلية والأرثوذكسية والكاثوليكية متفقين فى 95 % من بنود القانون وهناك 4 قضايا رئيسية يختلفون فيها الأولى تلك المتعلقة بالزواج والطلاق وفيها تطالب الكنيسة الأرثوذكسية بـ 3 بنود والإنجيلية ببندين فقط والكاثوليكية "لا طلاق نهائى" والقضية الثانية التى يوجد خلافا حولها أسباب بطلان الزواج التى تتعدد بين كنيسة وأخرى، والقضية الثالثة أن الكنيسة الإنجيلية تطالب بقانون جديد للمسيحيين فيما يتعلق بالميراث فنحن نعلم رؤية الإسلام للميراث ونحترمها ولكن نطالب بتطبيق قانون الميراث الخاص بالكنيسة طبقا للمادة الثالثة من الدستور وتطالب أيضا ببند خاص بقضية التبنى يكون خاصا بالمسيحيين فقط وهذه هى القضية الرابعة التى يدور حولها الخلاف، والحديث يدور الآن حول إمكانية وضع مادة خاصة بكل كنيسة فى هذه القضايا الخلافية ولكن لم يحدث هناك اتفاقا على هذه الآلية أو غيرها حتى الآن ونأمل أن يكون هناك خطوة فى 2019 لأن هناك توافقا كبيرا بين الكنائس بهذا الموضوع باستثناء قضايا محدودة وأتمنى وجود محاولة جادة للتقدم بهذا المشروع للبرلمان المصرى خلال عام 2019.
هل هناك إحصاء لعدد الكنائس والمسيحيين التابعين للطائفة الإنجيلية فى مصر؟
أستطيع الجزم أنه تقريبا توجد كنائس إنجيلية فى أكثر من 90 إلى 95 % من المدن المصرية فعلى سبيل المثال هناك كنائس إنجيلية فى كل المدن من أسوان إلى القاهرة وفى منطقة الدلتا هناك أعداد كبيرة من الكنائس ومتواجدين أكثر فى الإسكندرية وطنطا، وأستطيع القول إن الكنيسة الإنجيلية لديها كنائس فى أكثر من 90% من المدن الجديدة والدولة لم تتأخر فى كل مرة نتقدم بطلب لتخصيص قطعة أرض لكنيسة إنجيلية والفترة الأخيرة ليس أقل من 12 منطقة على مستوى الجمهورية تم تخصيص أرض بها لبناء كنائس إنجيلية.
والطائفة الإنجيلية فى مصر هى ثانى أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط بعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولدينا 18 مذهبا يشكلون 1500 محلية على مستوى مصر، ولدينا كنيسة مثلا قصر الدوبارة وحدها يحضر بها 10 آلاف مسيحى للاحتفال برأس السنة الميلادية على خدمتين وكذلك فى مصر الجديدة لعدم قدرة هذه الكنائس على استيعاب عدد المحتفلين، والكنيسة الإنجيلية لديها نوعين من الزوار أعضاء مسجلين فى كشوف رسمية ومترددين يحضرون بصفة منتظمة ولكنهم غير مسجلين أعدادهم تقريبا حوالى 2 مليون مصرى.
كيف ترى أزمة دير السلطان الأخيرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلى؟
المسيحيون فى فلسطين يتعرضون لقهر شديد بشكل عام، ودولة الاحتلال تقوم على مبدأ فرق تسد وإجهاض أى محاولة لأن يكون هناك أى كيان قوى بها، ومحاولة خلق توتر بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والأثيوبية فى حد ذاته هى محاولة فاشلة، وبالتأكيد نحن نرفض ما حدث فى دير السلطان شكلا وموضوعا ونريد إسناد الحق لأصحابه ونحن ككنائس إنجيلية نساند الكنيسة القبطية المصرية فى حقها القانونى فى دير السلطان.
قدم لنا روشتة لمعالجة ما يحدث والبعد عن أى توترات طائفية؟
أولا أنا ضد التهويل أو التهوين والسوشيال ميديا والقوى المتربصة بمصر تريد إساءة استخدام هذه المواقف وكأننا نعيش فى حالة صعب ومتدهورة وهذا ليس حقيقيا والبعض يتلقف التصريحات الخاصة بالقيادات الدينية لمحاولة النيل منها وكأنها قيادة موالية للدولة، وأن تكون مواليا لبلدك "مش عيب" فنحن مواليين لبلدنا والدولة باعتبارها النظام القائم الذى يجب أن نحترمه وندعمه بكل قوة ولكن عندما نرى المشكلات نقول إنها مشكلات، وأقول رؤيتى بوضوح شديد عما يحدث فى أى مكان من توترات طائفية.
هناك 4 أسباب حقيقية وراء هذه الحوادث وأؤكد أننى لا أزايد على أحد ولا أريد شيئا من أحد ولا أحكم سوى ضميرى الإيمانى والوطنى والدينى، أول هذه الأسباب علينا الاعتراف أنه لا زال فى بعض مجتمعاتنا هناك متطرفون و30 يونيو لم تملك زرا سحريا للقضاء على التطرف وهؤلاء المتطرفون يكرهون مصر والدولة والأقباط وهم يمثلون وقود إشعال بعض من هذه التوترات من آن لآخر، والسبب الآخر ما يسمى بالجلسات العرفية التى لعبت دورا فى تكرار هذه الأحداث لأن الجانى يفلت بعملته بسبب الأحكام التى تصدرها هذه الجلسات التى تحولت إلى طرقة للهروب من المواجهة فنحن لا نريد إلا دولة القانون نريد تطبيق القانون على أى شخص أيا كان انتمائه، والسبب الثالث أن هناك مسئولون ليس لديهم عقلية وفكر الرئيس السيسي الذى يتحدث عن المواطنة ويسأل فى كل مدينة جديدة "أين الكنيسة إلى جوار المسجد" ويؤمن أن من حق كل إنسان أن يكون له مكانا للعبادة وحتى من ليس له عبادة له الحق دون أن يتدخل أحد.
هؤلاء المسئولون ليس لديهم فكر الدولة المركزية فى القاهرة، هذا المسئول لا زال يعيش حقبة من الماضى ويمارس نوعا من أنواع التمييز أو التباطؤ فى المواجهة مما يزيد الأزمة، والأمر الرابع هناك قوة راديكالية تتمثل فى جماعات التطرف تعرف تماما أن دولة 30 يونيو تتطور فيها العلاقة المسلمة المسيحية إيجابيا والعلاقة بين الرئيس والأقباط فى أزهى عصورها، وهذه الجماعات تخطط دائما لتخريب هذه العلاقة ويختارون التوقيت المناسب لذلك ومن ذلك مثلا وقوع العديد من هذه الحوادث فى شهر سبتمبر قبل زيارة الرئيس إلى نيويورك ليتحدث فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلينا التعامل مع هذه الظاهرة.
ما موقف الكنيسة الإنجيلية من المثليين؟ وكيف يتم مواجهة الظاهرة؟
نحن ككنائس إنجيلية فى مصر لا تقبل ولا تعترف بقضية زواج المثليين على أسس لاهوتية ومجتمعية ولكنها لا تكره أى إنسان وأبوابها مفتوحة لأى شخص يصلى، فنحن نرفض المثلية شكلا وموضوعا ولكن لا نكره أحدا ولكن لدينا موقف لاهوتى واضح منها، وهذه القضايا تحتاج لتوعية وتربية وتعامل بمحبة ولا يجوز التعامل معهم بالعنف ويجب عدم الاستهانة بهذه القضية لأنها خطيرة حتى من الناحية اللاهوتية والفقهية فالله خلق البشر ذكرا وأنثى ليتكاثروا.
كيف ترى ظاهرة الإلحاد فى مصر؟
أسباب الإلحاد عديد قد تكون أيديولوجية لأسباب عقائدية أو فكرية أو عقلية يقدم الشخص على الإلحاد أو قد تكون لأسباب عملية ومنها غياب القدوة والنموذج لدى رجال الدين وهذه قضية خطيرة لابد أن نتعامل معها بشكل جيد، وقد يكون سبب الإلحاد عدم الاكتراث واللامبالاة وقد تكون أسبابا أخرى والتعامل معها يتطلب خطابا دينيا جديدا لأن هذا الخطاب لابد ان يدرك تحديات اللحظة والمتغيرات المجتمعية والفسيولوجية التى تمر بها الناس ويتعامل مع عقول الناس بدرجة من الاحترام وألا يكون هذا الخطاب تخويفيا أو مُدينا ولكن يفتح الباب للحوار واللقاء والنظر للقدوة لأن الناس تلحد الآن لأنهم يرون أن من يكلموهم عن التقوى فاسدون ومن يكلموهم عن الصلاح مخربون، ولا ننكر أن وجود الإسلام السياسى والإخوان فى مرحلة ما تسبب فى جزء من هذه الصورة الموجودة لأن حتمية فصل الدين عن السياسة حتمية مطلقة.
كيف يتم اختيار قيادات الكنيسة؟ وهل لديكم ما يسمى بالتوريث فى اختيار القساوسة؟
لا يوجد لدينا ما يسمى بالتوريث لأن اختيار القسوس يكون بعملية معقدة للغاية ولابد للطالب أن يتقدم للمجمع الكنسى ويتم امتحانه عبر لجنة خاصة من المجمع لقبوله مبدئيا أم لا ثم يتقدم للمجمع بأوراقه ويرفعها المجمع لكلية اللاهوت الصباحية التى تقوم باختبارات وفحوص معقدة للغاية وفيها فحوص نفسية واجتماعية وعلمية وغيرها، يبقى الطالب 4 سنوات للدراسة وهى ليست فقط للدراسة العلمية واللاهوتية ولكن للمتابعة الأخلاقية والسلوك وغيرها وبعد أن يتخرج الطالب يجتاز امتحان ثالث هو امتحان التصريح والمجمع يتابع حياته الشخصية حتى يصرحه للخدمة وبعد ذلك يجتاز الطالب امتحانا رابعا لكى يرسم قسا فهى 4 مراحل ليست سهلة لأن التدقيق عملية مهمة لاختيار القسوس ولكن لا يوجد نظام فى الدنيا سلميا 100 % ونادرا أن تجد قسيسا يوجه له اتهام أو دعوة قضائية أو موقف.
هل يمكن أن تكون هناك قسيسة امرأة تعتلى المنبر ويكون لها قيادة روحية بالكنيسة الإنجيلية؟
موضوع رسامة المرأة أجلت دراسته والقرار فيه لمدة 10 سنوات انتهى منها 3 سنوات ولكن يمكن للكنيسة الإنجيلية أن تعيد دراسته فى أى وقت، وتأجيل الدراسة يعنى الأمرين الموافقة أو عدم الموافقة عندما يتم دراسته مرة أخرى.
تتحدث دوما عن هجرة الشباب. كيف تواجه الكنيسة عزوف الشباب؟
أعتقد أن هذا العزوف من الشباب له العديد من الأسباب على مختلف المستويات المستوى الأول هو أن الكنيسة لم تعد تتحدث بلغة الشباب ونحتاج للرجوع مرة أخرى للغة التى يفهومها، والأمر الثانى أنه لا يوجد لدينا خطاب يستطيع مخاطبة هذه العقول وأعتقد أن تغيير الخطاب الدينى مهما لاستيعاب الشباب، ولازلنا للأسف لا نعطيهم مساحة حقيقية فى صناعة القرار وهذا الجيل يرفض أن يكون على الهامش ويريد المشاركة، وهنا لابد أن أشيد بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تجميع الشباب والمؤتمرات التى ينظمها لأننا نرى حجم التأثير الإيجابى لها على قيادات الشباب الإنجيليين.
ما هو اسم نادى كرة القدم الذى تشجعه؟ وهل أنت متابع للفن والسينما؟
أنا متابع جيد لكرة القدم مع أولادى وعلى المستوى المحلى أشجع النادى الأهلى وأبنائى وزوجتى يشجعون نادى الزمالك فهناك منافسة جميلة بيننا، ولكن على المستوى الدولى أنا خريج جامعة مانشيستر فى إنجلترا لذلك فإن مانشيستر يونايتد هو النادى المفضل لى ولأولادى وتحدث الأزمة عندما يلعب مع ليفربول لأننا فى هذه الحالة ننظر إلى محمد صلاح بشكل خاص.
وأيضا أتابع الفن بالتأكيد لا أستطيع مشاهدة المسلسلات لأننى لا أمتلك الوقت لذلك، وظروفى لا تسمح لى بدخول السينما ولكن نجلى المتوسط يأتى لى من حين لآخر ببعض الأفلام العالمية لأتابعها لأن الفن والثقافة إحدى تجليات التعبير عن حركة المجتمع ولا يجوز أن نكون بعيدين عنهما وأكثر أغانى أحب سماعها هى الأغانى الوطنية وفى سيارتى لا تجد إلا نوعين من الأغانى وهما الترانيم والأغانى الوطنية التى أتأثر بها كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة